تقريباً غابت السياسةُ وملوثاتُها في نهارٍ بيئيٍ أخضر، في اليومِ الوطنيِ للمحمياتِ الطبيعيةِ التي استقبلت الزوار في فُسحةِ أملٍ قصيرةٍ بعيداً عن الهمومِ المعيشية, الا انَ الحدثَ وعلى اهميتِه يدقُ ناقوسَ الخطرِ فالمساحةُ الخضراءُ التي تُشكلُها هذه المحمياتُ لا تتعدى ثلاثةً بالمئةِ من مساحةِ البلاد. فالمحمياتُ السياسيةُ تنمو وتتنوعُ على حسابِ لبنانَ الاخضر. وليسَ أدلَ على ما يمكنُ أن تتسببَ به هذه المحمياتُ السياسيةُ من تصحرٍ ماليٍ وأضرارٍ جسيمة، الارقامُ التي تُكشفُ تباعاً عن اختلاساتٍ ومحسوبيات، وجديدُها ما أعلنهُ النائبُ السابقُ اسماعيل سكرية من أنَ ملياراتِ الدولاراتِ من الهِباتِ والمساعداتِ والقروضِ لم تصل الى الجهةِ المعنية، الى وزراةِ الصحةِ على مدى ربعِ قرنٍ من الزمنِ وضاعت هدرا، وتنفيعاتٍ، وسرقات.
والى ملفِ النازحينَ السوريين، اذ يبدو أن هناكَ من يُصرُ على حبسِه في محميتِه خلافاً للقانونِ والمنطقِ وهو ما أثارَ استهجانَ الوزيرِ المختص، فاصدرَ بياناً اسِفَ فيه لاصرارِ البعضِ على العودةِ إلى سياسةِ الحكومةِ السابقةِ في هذا الملفِ تجاوزاً لجميعِ الأصولِ والأعراف. الوزيرُ صالح الغريب كانَ يشيرُ الى مؤتمرِ بروكسل حولَ النازحينَ الذي سينعقدُ في الثالثَ عشرَ من الشهرِ الجاري ويتمثلُ فيه لبنانُ بوفدٍ يرأسُه رئيسُ الحكومةِ سعد الحريري وبعضويةِ عددٍ من الوزراء.
وفيما غُيبَ وزيرُ النازحينَ عن ملفِه في لبنان، غيَّبَ العدوانُ الاميركيُ السعوديُ نازحينَ يمنيينَ في محافظةِ حجة.
طائراتُ العدوان ترتكبُ مجزرةً راحَ ضحيتَها العشراتُ من النساءِ والأطفالِ اثرَ استهدافِ منازلِ مواطنينَ ونازحين، وأشارَ مراسلنا في اليمن الى وجودِ عشراتِ الضحايا تحتَ الانقاض، وأنَ القصفَ الجويَ حالَ دونَ انتشالِهم بعدما عمدت الطائراتُ إلى إستهدافِ سياراتِ الإسعافِ والطرقات.
المصدر: قناة المنار