القى نائب رئيس المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى الشيخ عبد الأمير قبلان خطبة الجمعة التي استهلها بالقول “نحن لا نزال في ذكرى عدوان تموز فاننا نستحضر مشاهد الارهاب الصهيوني الذي حصد المدنيين الابرياء في اجرام موصوف دمرت فيه الة الحرب الصهيونية الحجر والمدر، ليزيد الى سجله الحافل بالارهاب صفحات سوداء خطتها ايادي زعمائه المجرمين مخلفة الدماء والدمار والخراب وفيما لا تزال تداعيات العدوان مستمرة باعتداءات الكيان الصهيوني على لبنان من خلال الخروقات المستمرة لارضه واجوائه والتهديد بتدمير بناه التحتية ومؤسساته، ونرى ان الفكر الصهيوني وجد في المشروع التكفيري وسيلة جديدة لتحقيق اهدافه، حيث تنطلق العصابات التكفيرية من روحية الفكر الصهيوني الذي يستخدم الارهاب وسيلة لاخضاع شعوبنا وادخال بلادنا في دائرة الفوضى، فنرى القتل والاعدامات والمجازر الارهابية تحيط بنا من كل حدب وصوب، فما شاهدناه من ذبح الطفل الفلسطيني عبد الله العيسى عمل ارهابي جبان يشيب له الرضيع ويعيدنا بالذاكرة الى شريعة الغاب المتفلتة من كل القيم والاعراف الانسانية، فهذه الوحشية في قتل طفل بريء دليل جديد على الهمجية التي يتسم بها الارهابيون والتي نضعها برسم الداعمين لهذه العصابات التكفيرية التي يصفها البعض بالاعتدال، فاذا كان حال الاعتدال على هذه الصورة فكيف تصنف هذه الدول داعش واخواتها”.
وناشد “الدول والشعوب التعاون لمكافحة الارهاب باعتباره عدو للانسانية جمعاء ومقتضى الواجب الديني والاخلاقي والانسانية ان تتضافر الجهود لاستئصال البؤر الارهابية التي تتربص شرا بكل الشعوب الدول دون استثناء وتمارس القتل لاجل القتل، وعلى قادة الدول العربية والاسلامية ان تنبذ خلافاتها وتستشعر الخطر الارهابي المتأتي من مدارس فكرية متطرفة تستبيح حرمة الانسان وتنتهك مقدسات الاديان، فيبادروا الى تشكيل جبهة عالمية تكافح الارهاب على مختلف المستويات والصعد، ولا تفسح المجال لنشوء قوى ارهابية جديدة تستفيد من الحروب والنزاعات الداخلية في الدول العربية مما يستدعي ان يدعم زعماء الدول الحلول السلمية التي توقف الصراع في اليمن والعراق والبحرين وليبيا وسوريا”.
وتابع”ونحن في لبنان اذ استطعنا ان ننتصر على الارهاب التكفيري بعد دحر الارهاب الصهيوني عن ارضنا بفعل التلاحم البطولي بين الشعب والجيش والمقاومة، فاننا مطالبون بتحصين وحدتنا وتعزيز تعاوننا وتعميق تشاورنا لحماية وطننا وتجنيبه الخطر الارهابي مما يحتم ان نتفق على اسم الرئيس الجديد الذي يجمع ولا يفرق ويحتضن كل اللبنانيين ولا يفرق بين طائفة واخرى من منطلق انه رئيس لكل مناطق لبنان واب لكل اللبنانيين، وعلى اللبنانيين ان يحفظوا وطنهم بحفظهم لمؤسساته وحدوده وامنه واستقراره مما يقتضي دعم الجيش والقوى الامنية بكل الامكانيات والوسائل ليظل لبنان سدا بوجه الارهاب ، وهنا لا يسعنا الا ان ننوه بجهود المقاومة والجيش والاجهزة الامنية في ملاحقة الخلايا الارهابية وافشال مخططاتها واهدافها الاجرامية”.
واكد الشيخ قبلان ان “نهر الليطاني نعمة وهبها الله لوطننا ولا يجوز ان نحولها نقمة باهمالنا لها فمياه الليطاني التي تذهب هدرا الى البحر دون الاستفادة منها اصبحت ملوثة بالكامل تهدد البيئة فضلا عن الصحة العامة للمواطنين الذين كانوا يجدون في مجرى نهر الليطاني متنفسا لهم للترفيه ومصدر رزق للصيادين واصحاب المؤسسات السياحية، لذلك نطالب الدولة اللبنانية بالحزم في المحافظة على الثروة المائية والاستفادة منها، كما نطالبها بالاسراع في اقرار المراسيم التنفيذية لاستثمار نفط لبنان الذي اصبح اليوم في المناطق الجنوبية منه عرضة للسرقة الاسرائيلية فاسرائيل التي تسرق المياه الجوفية للبنان لا تتوانى عن سرقة نفط لبنان، فيما المطلوب ان نحسن استثمار خيرات وثروات وطننا ونحافظ عليها ونستثمرها في خدمة المواطنين الذين يرزحون في غالبيتهم تحت خانة الفقراء والحاجة، وعلى السياسيين ان يحفظوا وطنهم بحفظ ثرواته ومؤسساته وارضه وشعبه. ونحن اذ نبارك الانجاز الوطني بمنح الاستشفاء المجاني للمسنين فاننا نطالب باستكمال هذه الخطوة باقرار قانون الضمان الشامل للشيخوخة فضلا عن اصدار البطاقة المجانية للاستشفاء لكل مواطن لبناني بما يخرج المريض عن التجاذبات والارتهان السياسي”.