هل مشتِ الجامعةُ العربيةُ الى سوريا، فكانتِ الدعوةُ الاردنيةُ لدمشقَ لحضورِ مؤتمرِ البرلمانيينَ العربِ في عَمّانَ السُلَّمَ الذي يُنزلُ الجامعةَ عن شجرةِ المكابرة، ام اَنَهُ اجتهادٌ اردنيٌ يُراعي المصلحةَ الوطنيةَ والحاجةَ للبوابةِ السوريةِ في شتى الميادينِ الاقتصاديةِ والتجاريةِ وحتى السياسية؟
ولأنَّ في السياسةِ لا مُصادفةَ، فإنَّ كِلتا الاجابتينِ تُضيفُ لبعضِ المسؤولينَ اللبنانيينَ سؤالا: سقطت ذريعةُ المقاطعةِ العربية فأيُ ذريعةٍ ستَختَلِقون؟ او مَشَت الاردنُ بدافِعِ مَصالِحِها معَ سوريا فَلِمَ لا تمشي بيروتُ بعنوانِ مصالِحِها نحوَ دمشق، وهي تكادُ تفوقُ بكثيرٍ كلَ المصالحِ العربيةِ مَعَها ؟
لا مصلحةَ لاحدٍ من اللبنانيين بدفنِ رأسهِ في رمالِ التحايلِ على الواقع، ولا داعيَ لسلوكِ طرقٍ التفافيةٍ لايجادِ مبرراتٍ شعبوية، فالحقيقةُ المطلوبة: التنسيقُ الرسميُ بينَ الحكومتينِ اللبنانيةِ والسوريةِ لعودةِ النازحينَ، وتصديرِ المنتجاتِ اللبنانية، وتأمينِ الكهرباءِ، وتحريكِ الشركاتِ اللبنانيةِ على خطِ اعادةِ اِعمارِ سوريا، واِن كانَ دافعُ البعضِ ليس حباً بسوريا بل توخياً للرِبحِ بعدَ ضيقِ ابوابِ الكَسبِ غيرِ الشرعيِ في ميادينِ الدولةِ اللبنانية،/ الدولةُ الواقعةُ بينَ تصنيفٍ ائتمانيٍ وآخر، وكُلُّها لا تُبشِرُ بالخيرِ اِن استمرتِ السياساتُ الاقتصاديةُ والاداريةُ على ما هيَ عليهِ الآن..
أولُ التحدياتِ اقناعُ البعضِ بأنَّ محاربةَ الفسادِ ليست شعاراً انتخابياً، وأنَّ الصادقَ في ميدانِ تقديمِ الدمِ لحفظِ الكرامات، لن يَبخَلَ بتقديمِ ايِ جُهدٍ لحفظِ كرامةِ اللبنانيينَ من حيتانِ الفسادِ، شركاءِ شَبَحِ الفقرِ المميتِ الذي يتهددُ البلادَ والعباد..
فلن تنفع محاولاتُ تسييسِ موضوعٍ ماليٍ قضائيٍ في تحويرِ الحقائق، كما جاءَ في بيانِ عضوِ كتلةِ الوفاءِ للمقاومة النائب حسن فضل الله رداً على المؤتمرِ الصِحافي لرئيسِ الحكومةِ الاسبق فؤاد سنيورة.. ولن يؤثرَ كلُ هذا الكلامِ على الدعمِ الشعبيِ للحربِ على الفساد، ولا على عَزمِنا متابعةَ هذا الملفِ ضمنَ الأطرِ القانونيةِ لدى القضاءِ المختص، كما قالَ فضلَ الله.. فنحنُ لم نوجهِ الاتهامَ لأحد لكنَ السنيورة سمَّى نفسَهُ ووضعَها في قفصِ الاتهام ..
المصدر: قناة المنار