أكد رئيس هيئة الأركان العامة للجيش الروسي والنائب الأول لوزير الدفاع الجنرال فاليري غيراسيموف أن الولايات المتحدة وحلفاؤها يهدفون للإطاحة بأنظمة الدول التي لا يحبونها، ويقوضون سيادتها، ويعملون ضد الحكومات المنتخبة.
وقال غيراسيموف في مؤتمر استراتيجية الدفاع، اليوم السبت، “الولايات المتحدة، وحلفاؤها، يعتزمون توجيه سياستهم الخارجية العدوانية، من أجل القيام بأعمال عسكرية هجومية، مثل معركة متعددة الأطراف، ويستخدمون ثورة التكنولوجيا الملونة، والقوة الناعمة، إنهم يهدفون للإطاحة بأنظمة الدول التي لا يحبونها، ويقوضون سيادتها، ويريدون بشكل غير قانوني تغيير المؤسسات المنتخبة في تلك الدول”.
وأضاف غيراسيموف أن العراق، وليبيا، وأوكرانيا تعد أمثلة على استراتيجية الولايات المتحدة وحلفائها، متابعا “في الوقت الحالي أيضا، تأتي أفعال مماثلة لتظهر في التطورات بفنزويلا”.
وتابع غيراسيموف “خصوم روسيا الجيوسياسيين لا يخفون أنهم يريدون تحقيق أهدافهم السياسية، ليس فقط في الصراعات المحلية ذات الأهداف المحدودة، إنهم يستعدون لشن حروب تكنولوجية عالية التقنية، تتضمن وسائل عالية الدقة للتدمير من الجو، والبحر، والفضاء، وأيضا عبر حروب المعلومات النشطة”.
وأضاف غيراسيموف أن الصراعات الحديثة تم تشخيصها باندماج الاقتصاد والسياسية والدبلوماسية والمعلومات، وكذلك استعراض القوة العسكرية لتعزيز التأثير عبر إجراءات غير عسكرية.
وشدد غيراسيموف على أن الجيش الروسي لابد أن يبقى مستعدا للحروب والصراعات المسلحة بنوعها الجديد مستخدما أساليب كلاسيكية غير متماثلة.
ولفت غيراسيموف “البحث عن استراتيجيات عقلانية لشن الحرب مع خصوم متنوعين له أهمية قصوى لتطوير نظريات وممارسات الاستراتيجية العسكرية، نحن بحاجة لتوضيح الجوهر والمحتوى للاستراتيجية العسكرية، ومبادئ الوقاية، والاستعداد للحرب، وسلوكها”.
ولفت غيراسيموف إلى أن وزارة الدفاع الأميركية “بنتاغون بدأت في تطوير استراتيجية أساسية جديدة للحروب، أطلق عليها حصان طروادة، وجوهرها يكمن في الاستخدام النشط لإمكانيات الاحتجاج (الطابور الخامس لزعزعة الاستقرار، بينما يتم مهاجمة كافة المنشآت المهمة بأسلحة متطورة جدا وعالية الدقة”، مشددا على أن روسيا مستعدة للتعامل مع كافة الاستراتيجيات.
وأضاف غيراسيموف “في السنوات الأخيرة، طوّر العلماء العسكريون الروس بالتعاون مع هيئة الأركان العامة للجيش الروسي مناهج ومفاهيم جديدة لتحييد الأعمال العدوانية للخصوم المحتملين”.
وتابع غيراسيموف أن الاستجابة الروسية مبنية على أساس استراتيجية نشطة للدفاع، تأتي من قلب الطبيعة الدفاعية لعقيدة الجيش الروسي، تقدم مجموعة إجراءات وقائية لتحييد تهديدات أمن الدولة.
وأكد غيراسيموف “تبرير الإجراءات التي يتم تطويرها يجب أن يشكل النشاط العلمي لعلماء الجيش، وهذه واحدة من الأولويات لضمان أمن الدولةـ، لابد أن نسبق العدو بخطوة للأمام في تطوير الاستراتيجية العسكرية”.
وشدد رئيس هيئة الأركان العامة للجيش الروسي على أنه سيتعين على موسكو الرد على تحركات الولايات المتحدة الأميركية الهادفة لعسكرة الفضاء.
وقال غيراسيموف “في الوقت الحاضر، كررت البنتاغون إعلانها بشأن نواياها استخدام الفضاء في الأغراض العسكرية، ولذلك فإن هناك فرعا جديدة من لقوات يتم تشكيله، باسم القوة الفضائية، لخلق متطلبات عسكرة الفضاء الخارجي، وكل ذلك سيقود إلى تفاقم حاد في الموضع السياسي والعسكري، وروسيا عليها الرد بتدابير مماثلة وغير مماثلة لظهور تهديدات عسكرية”.
وأضاف غيراسموف “في 2002 انسحبت الولايات المتحدة الأميركية بشكل أحادي الجانب من معاهدة الصواريخ باليستية، وبعد تعليق مشاركتها في اتفاقية الصواريخ النووية متوسطة المدى فإن الخطوة المقبلة قد تكون رفض تمديد معاهدة خفض الأسلحة الاستراتيجية”.
المصدر: وكالة سبوتنيك