كُلفت القوات المسلحة لجنوب السودان بإنهاء الانتهاكات ضد الأطفال واتخاذ إجراءات ملموسة لحماية أطفال البلد من خلال ضمان وقف تجنيدهم وإساءة معاملتهم. وينقسم المشاركون في ورشة عمل تستغرق ثلاثة أيام إلى مجموعات لمناقشة طريقة للمضي قدماً في المسودة النهائية التي ستؤدي إلى خطة عمل شاملة تهدف إلى منع الانتهاكات ضد الأطفال في النزاعات المسلحة.
المشاركون هم مجموعة من كبار الجنرالات العسكريين والقادة من القوات المسلحة الرسمية وجماعات مسلحة أخرى مثل الجيش الشعبي لتحرير السودان، وتحالف المعارضة في جنوب السودان، وممثلي المجتمع المدني، ومسؤولين من الهيئة الوطنية للتسريح ونزع السلاح. وتعتبر هذه الجهود مدفوعة برغبة مشتركة في المساعدة في شطب جنوب السودان من تقرير للأمين العام للأمم المتحدة يضع البلد في مرتبة ارتكاب انتهاكات جسيمة ضد الأطفال.
ويقول رئيس لجنة حماية الطفل في بعثة الأمم المتحدة في جنوب السودان، ألفريد أورونو أورونو: “إن أطفال جنوب السودان بحاجة إلى السلام وهم بحاجة إلى الحرية، فهم بحاجة إلى أن يكونوا آمنين، مثل جميع الأطفال في العالم كله. يجب عليهم أن يفعلوا أشياء يفعلها الأطفال، وهم بحاجة إلى العودة إلى المدرسة، وهم بحاجة إلى أن يكونوا أعضاء منتجين في مجتمعهم في المستقبل، وهذا لا يمكن القيام به في الصراع، وهذا لا يمكن فعله إذا كانوا جزءا من القوات المسلحة. أو إذا تم مهاجمة أو تدمير مدارسهم، وإذا حرموا من وصول المساعدات الإنسانية”.
كل مجموعة من المجموعات المشاركة تنظر في اثنين من الانتهاكات. هناك ستة انتهاكات جسيمة لا تزال ترتكب في جنوب السودان، بما في ذلك: تجنيد الأطفال واستخدامهم، القتل والتشويه، الاغتصاب وغيره من أشكال العنف الجنسي، الاختطاف والاعتداء على المدارس والمستشفيات والحرمان من وصول المساعدات الإنسانية.
في الافتتاح الرسمي، تم تكليف المشاركين للتوصل إلى وثيقة محكمة سيعتمدها وينفذها جنوب السودان. وقد تم التوقيع على خطة عمل مبدئية في عام 2009 من قبل الجيش الشعبي لتحرير السودان، وتمت مراجعته في عام 2012 وأعيد الالتزام به في عام 2014. لكن الجهود المبذولة لتنفيذها توقفت بسبب الحرب الأهلية التي اندلعت في عام 2016.
وفي كلمته الافتتاحية، تعهد وزير الدفاع بدعم الحكومة الكامل ودعا القوات النظامية وغيرها من الجماعات المسلحة إلى ضمان حماية الأطفال بدلا من تجنيدهم كمقاتلين. وقال وزير الدفاع كوول مانيانج جوك: “هناك أمر قيادي دائم لجميع القادة الميدانيين للإبلاغ عن أي تجنيد غير قانوني للأطفال في الجيش”. ومع الاعتراف بأن “الجرائم والأخطاء” قد ارتكبت ضد الأطفال والوكالات الإنسانية، قال مسؤول في تحالف المعارضة بجنوب السودان، بانغاسي جوزيف باكاسورو، إن “هذا يكفي”. وتابع “دعونا نتحرك مع إخواننا وأخواتنا في مختلف البلدان للتأكد من احترامنا كأسرة في العالم، احترام سيادة القانون واحترام حقوق الإنسان واحترام حقوق الأطفال وتسريحهم من جميع صفوفنا”.
وقد تم تنظيم هذا الجهد الاستشاري من قبل فرقة العمل المعنية بآلية الرصد والإبلاغ التابعة لجنوب السودان، وهو جهد بذلته كل من بعثة الأمم المتحدة في جمهورية الكونغو الديمقراطية واليونيسيف، بالتعاون مع القوات المسلحة، ويأمل أن يخرج عنه وثيقة من شأنها أن تمنع معاناة أطفال الجنوب في المستقبل.
المصدر: يونيوز