صدى انتصارات محور المقاومة، منح هذا العام موسم الاحتفالات بالذكرى الاربعين لانتصار الثورة الاسلامية في إيران طابعاً خاصاً يحمل وجوهاً متكاملة.
ما تحييه إيران من فعاليات توعية بصبغة احتفالية، يتيح لها أن تُبرز للجمهور أهم أسباب صعودها في التصنيف إلى دولة تشكل قوة إقليمية وندّا عالميا لأعدائها، وهنا تبرز اهمية النظر إلى إيران من الداخل وعن قرب.
ملتقى فكري دعت إليه ونظمته المستشارية الثقافة لسفارة الجمهورية الإسلامية الإيرانية في دمشق، حضر خلاله إلى مكتبة الأسد وسط العاصمة السورية، مهتمون بالشأن الثقافي والفكري والعلمي، واستمعوا لمحاضرات قصيرة عن جوهر أسباب التطور الإيراني، محاضرات تضمنت شهادات عمّا رأوه وعرفوه عن كثب، أدلى بها عدد من المثقفين الزائرين لإيران، بحضور سفيرها لدى دمشق جواد ترك أبادي.
المستشار الثقافي لسفارة الجمهورية الاسلامية الإيرانية أبو الفضل صالحي نيا، أوضح لموقع قناة المنار أن بلاده تتعرض لحرب ممنهجة تشنها وسائل الإعلام الغربية، لإخفاء وجه إيران العلمي والثقافي، وتقدم عنها صورة مشوهة، ما غيب عن إيران عن الرأي العام العالمي، فالثورة الإسلامية كانت ثقافية قبل السياسية، ورغم كل المؤامرات والضغوطات إلا أنها استطاعت أن تنتصر، ووضعت الحكومة خططا خمسية وعشرية وعشرينية لنشر العلم والثقافة في الداخل الإيراني، ما وضع ايران في مصاف الدول المتقدمة على الصعد العلمية في مختلف المجالات، كالنانو والأقمار الصناعية والكثير من فروع العلوم.
من بين الحضور، سجّل موقع المنار شهادة مأخوذة عن دراية سياسية، للدكتور خلف المفتاح، مدير عام مؤسسة القدس الدولية، وهو عضو سابق في القيادة القطرية لحزب البعث العربي الاشتراكي.
يقول الدكتور المفتاح أن قوة تنبع من مصادر عديدة، حصّلتها الثورة الإسلامية الإيرانية، أولها الاستناد إلى شرعية وقوة القاعدة الشعبية، ولديها خطاب توعوي قوي جامع، كما استطاعت أن تبني دولة متقدمة علمية من خلال العمل على نشر العلم والعمل الثقافي المفيد، والأهم أنها تحررت من التبعية، التي كان الشاه ينتهجها أثناء حكمه قبل الثورة، ثم إنّ إيران وجدت حلفاء أقوياء، تحديداً في الإطار المشترك، خاصة في سورية، والوقوف الجاد والقوي بوجه الصهيونية، ليكون الهدف واضحاً من خلال كل ما تم بناءه على الصعيد السياسي والعسكري.
يتابع المفتاح أنه عندما عرف الإيرانيون كيف يواجهون الحصار ويستفيدون منه، طوروا إلى أبعد حد ممكن من قدراتهم الذاتية، فاستغلوها كما يجب ونموها، ليخرجوا من تصنيفهم بلدا تابعا للولايات المتحدة، إلى دولة متحررة لديها قدرات ذاتية عالية في كل المجالات وأهمها المجال العلمي الدافع والمطور لجميع المجالات.
كما يشير عضو القيادة القطرية السابق إلى أهمية الاستفادة من المشاريع الصغيرة إضافة للاستفادة من الشراكة الاقتصادية مع المجتمع لمواجهة نسب الفقر، وهذا الموضوع مهم جداً فيما يتعلق بالجانب الداخلي.
المصدر: موقع المنار