أجرى أطباء بريطانيون عملية في العمود الفقري لجنين بينما كان لا يزال في رحم أمه.
وكانت الأم بيثان سمسون، البالغة من العمر 26 عاما، قد علمت أن جنينها يعاني من تشوه في عموده الفقري، بعدها، أصبحت واحدة من أوائل الأمهات اللواتي خضعن لعملية جراحية تشمل الجنين داخل الرحم.
وقد فتح الرحم خلال العملية التي استمرت 4 ساعات، وتمكن الأطباء من إجراء رتق في الجزء الخلفي من العمود الفقري.
وقالت الأم إنها ما كانت لتقبل إجراء إجهاض بعد أن شعرت بتحرك تحرك الجنين داخلها، وقد نصحا بالموافقة على إجهاض الحمل بعد تشخيص المشكلة، لكنها في النهاية اختارت الخضوع للعملية، وأخبرت أن جنينها مشلول لكنه الآن ليس كذلك.
وقد خضعت سمسون للعملية في مستشفى غريت أورموند ستريت بعد إجراء سلسلة من الفحوص.
ووصف الدكتور دومينيك تومسون ، كبير جراحي الأعصاب بالمستشفى، تلك العملية بأنها “رحلة لا تصدق”، وأضاف “حتى الآن كان الوالدان أمام خيارين في حالة كهذه، إما الإجهاض أو توقع جنين بتشوه في عموده الفقري. يوجد الآن خيار ثالث، العملية لا تعني علاجا للحالة لكن وضع الجنين سيكون أفضل بكثير في حال إجراء العملية في مرحلة مبكرة.
وفتح الرحم خلال العملية الجراحية التي أجريت في الأسبوع الرابع والعشرين من الحمل ورفع الجنين في وضع يسمح بالوصول إلى عموده الفقري وإجراء الجراحة ومن ثم إعادة الحبل الشوكي إلى مكانه.
وقالت الأم: “خرجت من العملية في الواحدة ظهرا وأحسست بالجنين يتحرك في المساء. كان شعورا رائعا حين أحسست بحركة الجنين بعد زوال مفعول المخدر”.
ويعتقد أنها الرابعة التي تخضع لعملية من هذا النوع في بريطانيا.
وتفيد الإحصائيات أن 200 طفل يولدون سنويا في المملكة المتحدة بتشوه في العمود الفقري، وسوف تكون العملية متاحة في إنجلترا بحلول شهر إبريل/نيسان المقبل.
وتحدث هذه الحالة المرضية التي تسمى “انشطار العمود الفقري” في حال لم يتشكل الحبل الشوكي والعمود الفقري بشكل صحيح خلال الحمل (قبل الأسبوع السادس)، مما يعني أن الأعصاب تبقى مكشوفة.
ولا يعرف سبب هذا التشوه لكن الأطباء يشجعون الحوامل على تناول مستحضرات حامض الفوليك من أجل تقليل احتمال حدوث هذا التشوه للجنين.
ويمكن أن يولد الأجنة الذين يعانون من هذه المشكلة مشلولين، أو بمشاكل في الأمعاء الغليظة أو المثانة، كما يمكن أن تؤثر الحالة على الدماغ.
المصدر: بي بي سي