عرض موقع “سترايتس تايمز” لعنصر الثقة في العلاقات مهما كانت في تقرير له، مركزاً على عامل الثقة في الحياة الطبية ودوره في تحسين جودة الحياة. فالثقة عنصر ضروري لأيّ علاقة صحية، سواء بين الأصدقاء أو الأزواج أو حتى بين الحكومة ومواطنيها. وكلما ازدادت الثقة بين الأطراف، لن يستلزم حلّ المشاكل وحالات سوء التفاهم أكثر من جهد بسيط. وفي الميدان الطبي، فإنّ تدريب الأطباء على الثقة في التعامل مع مرضاهم، ودفع المرضى إلى هذا النوع من التعامل مهم جداً.
فالجامعات والمؤسسات الطبية تبذل جهداً لضمان أن يكون لدى الأطباء معايير أخلاقية عالية، وأن يستمروا في الحفاظ عليها، لكن ليس في الإمكان توفير ذلك دائماً وضمانه، فالمجتمعات المتقدمة بينما تبتعد شيئاً فشيئاً عن العلاقة الأبوية بين الطبيب والمريض تلك التي يملي عليها الطبيب كلّ شيء على مريضه وعلى الأخير التنفيذ، فإنّها تتجه في المقابل، إلى العلاقة الحرة التي يتخذ فيها المريض قراراته بنفسه، بما يخدم مصلحته. ومن الواضح أنّ هذا الانتقال غير ممكن في حال لم يشارك الطبيب معلوماته مع المريض.
على هذا الأساس يستخدم اختبار “مونتغمري” النفسي المعدل في مستشفيات سنغافورة، بتوصية من “المجلس الطبي السنغافوري” من خلال دورة مكثفة حول حالة المريض تشمل جميع خيارات العلاج والمضاعفات المحتملة في ما يريده هو أو ما يحتاج إليه. لكنّ اللجوء إلى الاختبار، عن طريق إخضاع المريض له، يمكن أن يؤدي إلى تآكل العلاقة بين الطبيب والمريض. فقد تكون لدى المريض بالفعل علاقة طويلة مبنية على الثقة مع طبيبه، وهكذا يفضل هو بكامل حريته أن يترك القرار إلى الطبيب إلى حدّ كبير من دون الحاجة إلى أيّ اختبارات. هذا ربما ما لا يفهمه الآخرون بسهولة، خصوصاً مع التفسيرات الطويلة والمعقدة لظروف المريض الصحية، والتي يمكن ألاّ يتوصلوا إلى قرار حولها وحدهم.
في المقابل، فإنّ المطلوب من الطبيب أن يكون متعاطفاً بما يكفي مع المريض، وتقديم المعلومات الكافية لإرشاده في اتخاذ القرارات، من دون أيّ مواربة، لكن من دون إغراق المريض بمعلومات قد تثقل عليه وتؤدي إلى تأخر حالته، وهي معلومات يقدّر الطبيب مدى أهميتها لعملية اتخاذ القرار.
في كلّ الأحوال، فإنّ من المهم جداً أن يبتعد المريض عن الطبيب الذي لا يثق فيه، وإذا أراد أن يتابع معه، عليه أن يعمل على بناء الثقة المتبادلة، والتي تؤدي إلى نتائج جيدة للطرفين.
المصدر: العربي الجديد