شدد نائب رئيس المجلس التنفيذي في حزب الله الشيخ علي دعموش في خطبة الجمعة على أن سبب كل الازمات والمشاكل والهموم التي تعاني منها دول وشعوب هذه المنطقة هي الولايات المتحدة الامريكية التي تنقل الحروب والفتن والازمات من مكان الى مكان ومن دولة الى دولة، وهي لم تكتف بما صنعته في هذه المنطقة من خراب ودمار وازمات فانتقلت الى فنزويلا لتتدخل في شؤونه ولتنقلب على حكومته الشرعية ولتضرب الاستقرار في هذا البلد مقدمة للهيمنة عليه والاستيلاء على موارده وثرواته.
ولفت الشيخ دعموش الى ان الولايات المتحدة تكذب على شعوب العالم عندما تدعي انها تتدخل لحماية الديمقراطية والحرية او للدفاع عن حقوق الانسان فهي تدخلت في افغانستان ودمرت هذا البلد وتدخلت في العراق وسوريا ودمرتهما وتدخلت في اليمن وقتلت اهله وشعبه، ودعمت الكيان الصهيوني الذي يمعن في قتل الشعب الفلسطيني كل يوم، وحرضت العالم ولا تزال ضد ايران من أجل محاصرة الشعب الايراني وفرض المزيد من العقوبات عليه .
واعتبر ان التدخل الامريكي في المنطقة وفي فنزويلا وغيرها ليس للدفاع عن الديمقراطية والحرية وحقوق الانسان، وانما للسيطرة على الدول المناهضة للمشروع الامريكي وثرواتها، ومعاقبة هذه الدول على خياراتها السياسية المعادية للهيمنة الاميركية .
ورأى ان أميركا تحرض اللبنانيين على المقاومة وتحاول ان تحشد العالم في وارسوا في مواجهة المقاومة ودول محور المقاومة وهذه ليست المرة الأولى التي تدعو فيها أميركا الى ذلك، ففي العام 1996، حشدت اميركا العالم كله في شرم الشيخ في وجه المقاومة، ولكنها لم تستطع أن توقف المقاومة واستمرت المقاومة بزخم أكبر، فكان الانتصار المدوي في العام 2000 وبعد العام 2000 حاولت أميركا بكل ما أوتيت من قوة وبكل الوسائل للقضاء على المقاومة ولم تستطع أن تحقق شيئاً، وحاولت اسرائيل ومعها اميركا وبعض العرب في العام
2006 ومن خلال عدوان 33 يوما القضاء على المقاومة وفشلوا، وبقيت المقاومة وازدادت قوة على قوتها وها هي اليوم تربك الاسرائيلي وتقلقه أكثر من أي وقت مضى .
وختم بالقول: أميركا التي تحاول مع أدواتها مجددا ان تنال من المقاومة والدول الداعمة للمقاومة وللقضية الفلسطينية ستنتهي الى الفشل وسيكون فشلها مدويا هذه المرة، لأن أميركا أصبحت أضعف وأعجز من ان تحقق مشاريعها في لبنان والمنطقة والعالم .
نص الخطبة
قَالَ الله تَعَالَى: (والَّذِينَ جَاءوا مِنْ بَعْدِهِمْ يَقُولُونَ رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا ولإخْوَانِنَا الَّذِينَ سَبَقُونَا بالإيمَانِ). الحشر: 10.
من الأمور الأخلاقية والإجتماعية التي تعزز وتعمق علاقة المؤمن بأخيه المؤمن، فرداً كان أو جماعةً أو تيارا او حزبا، أن يدعو الإنسان المؤمن لأخيه المؤمن بظهر الغيب، بحيث عندما يقف الانسان بين يدي الله، ويتفرّغ لعبادة الله، وينفصل عمّا حوله من العالم المادي، يتذكَّر أخوانه المؤمنين، يتذكر الآلام والمشاكل المتنوّعة التي يعانون منها، ويتذكر الهموم التي يعيشونها في حياتهم، ويتذكر حاجاتهم المختلفة، فيهتمّ لذلك وهو بين يدي الله تعالى، ويدعو الله سبحانه أن يحلّ مشكلة هذا ويقضي حاجة ذاك، ويخفّف آلام هذا ويزيل الضّغوط والهموم عن ذاك، بحيث يكشف الانسان المؤمن أمام الله عن مدى اهتمامه بأخيه المؤمن، وشعوره بحاجاته ومعاناته انطلاقاً من إحساسه بالرّابطة الأخوية التي تربط المؤمنين ببعضهم، تماماً كما يحسّ الانسان بنفسه وبأخوانه وأقربائه في النسب.
ولأهمية الدعاء للآخرين بظهر الغيب (أي بغيابهم وعدم حضورهم) في توثيق علاقة المؤمنين ببعضهم، فقد ورد التأكيد في الروايات والاحاديث على أنه ينبغي للإنسان المؤمن في خلواته في ظهر الغيب، في صلواته، في فرائضه ونوافله وفي ابتهالاته ومناجاته ، أن يدعو لإخوانه المؤمنين والمؤمنات قبل أن يدعو لنفسه.
فعن رسول الله (ص) أنه قال: «دعاء الأخ لأخيه بظهر الغيب لا يرد.
وعن الامام الباقر (عليه السلام) : أوشك دعوة وأسرع إجابة، دعاء المرء لأخيه بظهر الغيب.
وعن الامام الصادق (عليه السلام) عن رسول الله (صلي الله عليه واله ) : ليس شيء أسرع إجابة من دعوة غائب لغائب .
وعن علي بن الحسين (عليه السلام) يقول : إن الملائكة إذا سمعوا المؤمن يدعو لأخيه المؤمن بظهر الغيب ، أو يذكره بخير ، قالوا : نعم الأخ أنت لأخيك ، تدعو له بالخير ، وهو غائب عنك وتذكره بخير ، قد أعطاك الله عز وجل مثلي ما سألت له ، وأثنى عليك مثلي ما أثنيت عليه ، ولك الفضل عليه .
وتشير الأحاديث والروايات إلى أن دعاء الإنسان للآخرين أفضل وأنفع من دعائه لنفسه وان من يدعو لغيره يعطيه الله ما سأله، بل ويعطيه أضعاف ما سأل لغيره.
فعن رسول الله (صلي الله عليه واله ) : من دعا لمؤمن بظهر الغيب قال الملك : فلك بمثل ذلك .
وعن رسول الله (ص) أنه قال: اطلب العافية لغيرك ترزقها في نفسك.
وعن الإمام الصادق (ع): إذا دعا الرجل لأخيه بظهر الغيب نودي من العرش ولك مئة ألف ضعف مثله، وإذا دعا لنفسه كانت له واحده، فمائة ألف مضمونه خير من واحدة لا يدري يستجاب له أم لا.
وقد كان المعصومون(ع) يدعون للآخرين ويقدمونهم على أنفسهم في الدعاء .
فعن الإمام الحسن بن علي (ع) أنه قال: رأيت أمي فاطمة الزهراء (ع) قائمة في محرابها، ليلة جمعة، فلم تزل راكعة ساجدة حتى انفجر عمود الصبح، وسمعتها تدعو للمؤمنين والمؤمنات، وتسميهم وتكثر الدعاء لهم، ولا تدعو لنفسها بشيء. فقلت: يا أماه لم لا تدعين لنفسك كما تدعين لغيرك؟ فقالت: يا بني الجار ثم الدار.
فالصديقة الزهراء تصلي وتتعبد ليلة كاملة، ثم تدعو ربها إلا أنها لا تدعو لنفسها، وإنما تدعو للآخري وتسميهم بأسمائهم.
وهذه الرواية تدل على أن تفكير الإنسان بالآخرين واهتمامه بهم في موقع المناجاة والدعاء والتوسل هو دلالة صدق، فقد تدعو لإنسان أمامه مجاملة له أو تملقاً إليه ، أما حينما تدعو لأخيك في ظهر الغيب فإن ذلك دليل محبّتك له، وصدقك في طلب الخير له.
وهذا ما تريد الأحاديث أن تربينا عليه في العلاقة مع الآخرين بأن نكون صادقين في حبنا لهم، وفي طلب الخير لهم، في الليل وأنت تصلي صلاة الليل، أو قبيل صلاة الصبح، أو في تعقيب صلاتك، أو في أي وقت بينك وبين ربك تذكر المرضى وتدعوا لهم بالصحة والعافية، وتذكر المظلومين وتدعوا لهم بالفرج، وتذكر الفقراء وتدعوا لهم بالغنى والثروة، وتذكر المهمومين والمكروبين وتدعوا الله أن يفرج عنهم.. كل هذا دليل صدق وحب للآخرين
وورد التأكيد في النصوص على الدعاء لأربعين مؤمن بأسمائهم ، وتقديمهم على دعاء الانسان لنفسه.
فعن الامام الصادق (عليه السلام) قال: من قدم في دعائه أربعين من المؤمنين ، ثم دعا لنفسه استجيب له.
وعنه (عليه السلام) يقول: من قدم أربعين رجلاً من إخوانه قبل أن يدعو لنفسه استجيب له فيهم وفي نفسه.
ومن المستحبات في صلاة الليل أن يدعو الإنسان لأربعين مؤمناً بأسمائهم. وهذا يربي الإنسان على الصدق والإخلاص في محبة الآخرين وعلى الاهتمام بهم.
فإن المؤمن إذا سأل الله تعالى الرحمة والمغفرة لإخوانه الذين يسميهم ويعرّفهم ، وإذا سأله قضاء حاجاتهم وتيسير أمورهم وتفريج همومهم في الدعاء، كشف بذلك عن حبه لهم، واذا كان في نفسه تجاههم شيء من حسد أو كره او حقد او حساسية او نفور إنمحى وزال.
والدعاء للإخوان بظهر الغيب فيه الكثير من الآثار النفسية والتربوية والاجتماعية منها:
1- سرعة إستجابة الدعاء : لأنه دعاء خالص لارياء ولاسمعة ولامجاملة فيه، لأن الذي تدعو له غيرُ حاضر أمامك ليسمع ما تقول، بل هو دعاء بينك وبين الله سبحانه وتعالى.
2- تطهيرٌ النفس من أنانيتها: فليس هناك أسمى من أن يقف الانسان بين يدي الله سبحانه متضرعا باكيا يسأله ان يفرج عن الآخرين المكروب والمهموم والاحزان.
3- تعويد اللسان على ذكر الآخرين بالخير: وذلك بدل ان يذكر ععيوبهم ومساوئهم في غيابهم، قيدعو لهم ويذكرهم بالخير.
4- يدفع البلاء عن الداعي ويدر عليه الرزق: لأن الدعاء للإخوان بظهر الغيب يدخل عليهم السرور وهذا من أحب الأعمال الى الله تعالى، فعن علي أمير المؤمنين(عليه السلام): دعاء المسلم لأخيه المسلم بظهر الغيب يسوق الرزق ويصرف عنه البلاء ويقول له اللّه: لك مثلاه.
وعن الامام الصادق (عليه السلام) : دعاء المرء لأخيه بظهر الغيب يدرّ الرزق ويدفع المكروه.
5- ينال شفاعة المؤمنين يوم الحساب: فعن الامام الصادق (عليه السلام) قال: قال رسول الله (ص): ما من مؤمن دعا للمؤمنين والمؤمنات إلاّ ردّ اللهُ عليه مثل الذي دعا به من كل مؤمن ومؤمنة مضى من أوّل الدهر أو هو آت إلى يوم القيامة، وإن العبد ليؤمر به إلى النار يوم القيامة فيسحب، فيقول المؤمنون والمؤمنات: ياربّ هذا الذي كان يدعو لنا فشفّعنا فيه فيشفّعهم فيه فينجو.
إن كل هذه الروايات والآثار تريد ان تكرس وترسي منهجا تربويا واخلاقيا واجتماعيا في حياتنا وأن تُربّينا كيف نتجاوز ذواتنا وننسى انانيتنا، ونقترب من انسانيتنا ونعيش الأخوة الحقيقية، فنفكر في الآخرين قبل أن نفكر في أنفسنا .
إنّ هذا المنهج التربوي يوجد لدى الإنسان المؤمن روحية إيمانية لا يعيش معها الأنانية بل يعيش الاهتمام والتّفكير في شؤون الآخرين وقضاياهم ومشاكلهم ، حتى في أوقات الدعاء لله، فيطلب من الله لهم ما يطلبه لنفسه .
إنّ هذا المنهج الروحي الأخلاقي التربوي، هو المنهج الذي اأكده الاسلام ، عندما اراد للمؤمنين أن يهتموا بأمور بعضهم البعض، وأن ينفتحوا على مشاكلهم وقضاياهم، حتى يمكن
للمجتمع ان يتكامل ويتعاون ويعيش الاهتمامات المشتركة بين ابنائه، فمن أصبح ولم يهتمّ بأمور المسلمين فليس بمسلم.
المسلم الحقيقي هو الذي يعيش هموم المسلمين وازماتهم وقضاياهم ويحاول من موقعه ان يساهم في معالجتها او التخفيف منها وفي الحد الادنى الشعور بها واتخاذ الموقف المناسب منها.
اليوم هناك قضايا كثيرة تشغل العالم العربي والاسلامي من من فلسطين الى اليمن الى سوريا والعراق وسبب كل الازمات والمشاكل والهموم التي تعاني منها دول وشعوب هذه المنطقة هي الولايات المتحدة الامريكية التي تنقل الحروب والفتن والازمات من مكان الى مكان ومن دولة الى دولة وهي لم تكتف بما صنعته في هذه المنطقة من خراب ودمار وازمات فانتقلت الى فنزويلا لتتدخل في شؤونه ولتنقلب على حكومته الشرعية ولتضرب الاستقرار في هذا البلد مقدمة للهيمنة عليه والاستيلاء على موارده وثرواته.
الولايات المتحدة تكذب على شعوب العالم عندما تدعي انها تتدخل لحماية الديمقراطية والحرية او للدفاع عن حقوق الانسان فهي تدخلت في افغانستان ودمرت البلد وتدخلت في العراق ودمرت هذا البلد وتدخلت في سوريا ودمرت هذا البلد وتدخلت في اليمن وقتلت اهله وشعبه؟، ودعمت اسرائيل التي تقتل الشعب الفلسطيني في كل يوم،؟ وتحرض العالم ضد ايران من أجل محاصرة الشعب الايراني وفرض المزيد من العقوبات عليه .
التدخل الامريكي في المنطقة وفي فنزويلا وغيرها ليس للدفاع عن الديمقراطية والحرية وحقوق الانسان وانما للسيطرة على الدول المناهضة للمشروع الامريكي وعلى ثرواتها، ومعاقبة هذه الدول على خياراتها السياسية المعادية للهيمنة الاميركية في العالم.
اليوم أميركا تحرض اللبنانيين على المقاومة وتحاول ان تحشد العالم في وارسوا في مواجهة المقاومة ودول محور المقاومة وهذه ليست المرة الأولى التي تدعو فيها أميركا الى حشد دولي بوجه المقاومة ومحورها، ففي العام 1996، حشدت اميركا العالم كله في شرم الشيخ في وجه المقاومة، ولكنها لم تستطع أن توقف المقاومة واستمرت المقاومة بزخم أكبر، فكان الانتصار المدوي في العام 2000 وبعد العام 2000 حاولت أميركا بكل ما أوتيت من قوة وبكل الوسائل للقضاء على المقاومة و لم تستطع أن تحقق شيئاً، وحاولت اسرائيل ومعها اميركا وبعض العرب في العام 2006 ومن خلال عدوان 33 يوما القضاء على المقاومة وفشلوا وبقيت المقاومة وازدادت قوة على قوتها وها هي اليوم تربك الاسرائيلي وتقلقه أكثر من أي وقت مضى .
أميركا التي تحاول مع أدواتها مجددا ان تنال من المقاومة والدول الداعمة للمقاومة وللقضية الفلسطينية ستنتهي الى الفشل وسيكون فشلها مدويا هذه المرة، لأن أميركا أصبحت أضعف وأعجز من ان تحقق مشاريعها في لبنان والمنطقة والعالم .
المصدر: موقع قناة المنار