أطلقت الشرطة السودانية الغاز المسيل للدموع لتفريق مئات المتظاهرين في الخرطوم وأم درمان الثلاثاء بعد تظاهرات ليلية ضد الحكومة. وتندرج التظاهرات التي نظمت ليلا في إطار تحركات احتجاجية مستمرة منذ أكثر من شهر ضد الرئيس السوداني عمر البشير.
والثلاثاء وصل الرئيس السوداني إلى قطر في زيارة تستمر يومين لبحث العلاقات الثنائية بين البلدين، في أول رحلة إلى الخارج منذ اندلاع الاحتجاجات ضد نظامه. وأعلنت وكالة الأنباء السودانية الرسمية أن البشير سيناقش مع المسؤولين في الدوحة “جهود السلام في دارفور”، الإقليم الواقع في غرب السودان حيث اندلع نزاع بين القوات الحكومية ومتمردين من أقليات إتنية. وكان البشير زار دمشق قبل أيام من انطلاق الاحتجاجات في السودان، والتقى نظيره السوري بشار الأسد في أول زيارة لرئيس عربي إلى العاصمة السورية منذ العام 2011.
ومساء الثلاثاء، هتف مئات المتظاهرين في حي بحري في شمال الخرطوم شعارات تطالب بالتغيير لكن شرطة مكافحة الشغب سارعت إلى التصدي لهم بالغاز المسيل للدموع، بحسب شهود عيان. وقال متظاهر طالبا عدم كشف هويته إن هناك إطلاق كثيف للغاز المسيل للدموع وإن الدخان يملأ المكان. وقال إن متظاهرين كثرا يعانون من السعال وإن البعض أعاد رمي قنابل الغاز باتجاه قوات الأمن.
وعلى الضفة الغربية للنيل شهدت أم درمان الثلاثاء تظاهرة منفصلة قال شهود عيان إن الشرطة فرقت المشاركين فيها بواسطة الغاز المسيل للدموع. وقال أحد الشهود “الناس يصرخون حرية حرية ويسقط بس. يسقط بس” خلال تجمع قرب منزل متظاهر توفي الإثنين متأثرا بجروحه في أم درمان التي نظمت فيها ايضا تظاهرات ليلية بحسب ما أفاد شهود عيان.
دعوات جديدة للتظاهر
وأكدت لجنة أطباء السودان المركزية المرتبطة باتحاد المهنيين السودانيين الذي يقود الاحتجاجات أن المتظاهر توفي الإثنين متأثرا بجروحه بعد أن أصيب خلال مواجهات بين متظاهرين وقوات الأمن في الخرطوم. واعتقل جهاز الأمن والمخابرات الوطني خلال شهر المئات من قادة المعارضة والنشطاء والصحافيين والأطباء الذين سقط من بينهم ضحايا. وكان اتحاد المهنيين السودانيين دعا إلى تظاهرات ليلية الثلاثاء وإلى تظاهرات في “كافة المدن والبلدات” الخميس.
ويشهد السودان منذ 19 كانون الأول/ديسمبر احتجاجات دامية عقب قرار الحكومة رفع أسعار الخبز، وتصاعدت حدتها مذاك لتتحول إلى تظاهرات واسعة ضد حكم البشير. وخلفت موجة الاحتجاجات في السودان 26 قتيلا بينهم اثنان من عناصر الأمن، بحسب حصيلة رسمية، إلا أن منظمات دولية منها هيومن رايتس ووتش والعفو الدولية تقول إن الحصيلة بلغت 40 قتيلا بينهم أطفال وعناصر من الكادر الطبي.
المصدر: وكالة الصحافة الفرنسية