أكدت “القمة العربية التنموية الاقتصادية والاجتماعية” بدورتها الرابعة في بيروت “ضرورة تكاتف الجهات الدولية المانحة والمنظمات المتخصصة والصناديق العربية من اجل التخفيف من معاناة النازحين واللاجئين”. وشددت على “دعم صمود الشعب الفلسطيني بمواجهة الاعتداءات الاسرائيلية”.
وأشارت القمة في بيانها الختامي الاحد الذي اطلق عليه “اعلان بيروت” الى “ضرورة تأمين تمويل مشاريع تنموية في الدول المضيفة للنازحين واللاجئين من شأنها دعم خطط التنمية”.
وشددت القمة في بيانها على “ضرورة دعم صمود الشعب الفلسطيني في مواجهة الاعتداءات الاسرائيلية المتزايدة وما أعقبها من تدمير للاقتصاد الفلسطيني وبنيته التحتية، وإيماناً منّا بالمسؤولية العربية والاسلامية الجماعية تجاه القدس بُغية الحفاظ على الهوية العربية، الاسلامية والمسيحية، للقدس الشريف”، ولفتت الى “ضرورة تكاتف جميع الجهات المعنية نحو توفير التمويل اللازم باشراك المنظمات والجهات ذات الصلة لتنفيذ المشروعات الواردة في الخطة الاستراتيجية للتنمية القطاعية في القدس الشرقية (2018- 2022)”، ودعت “جميع الجهات المعنية لاستحداث وسائل لحشد الدعم الشعبي لتنفيذ الخطة”.
كما أكدت القمة على “حق العودة والتعويض للاجئين الفلسطينيين وذريتهم وفقاً لقرارات الشرعية الدولية، وخاصة قرار الجمعية العامة رقم (194) لعام 1948، والتأكيد على التفويض الدولي الممنوح لوكالة الأنروا وفقاً لقرار إنشائها، ورفض أي قرار يهدف لإنهاء أو تقليص دورها، والدعوة لتأمين الموارد والمساهمات المالية اللازمة لموازناتها بشكل يمكنها من مواصلة القيام بدورها ومسؤولياتها تجاه اللاجئين الفلسطينيين”، وتابعت “ندعو جميع الدول إلى الإلتزام بالقانون الدولي وقرارات الشرعية الدولية ذات الصلة بالمكانة القانونية الخاصة بمدينة القدس الشريف، وعدم الاعتراف بها عاصمة للاحتلال الاسرائيلي أو نقل السفارات إليها، ونؤكد على عزمنا اتخاذ إجراءات سياسية واقتصادية إزاء أي قرار يخل بالمكانة القانونية بمدينة القدس الشريف”.
وفي ختام اعمال القمة القى رئيسها الرئيس اللبناني ميشال عون كلمة قال فيها “مع انتهاء أعمال الدورة الرابعة من القمّة العربيّة التـنمـويّة: الاقتصاديّة والاجتماعيّة، أشكركم جميعاً على كل الجهود التي بُذلت لإنجاحها،أشكر الوفود المشاركة على آرائها ومساهماتها”.
وتابع الرئيس عون “أشكر معالي الأمين العام للجامعة العربيّة وكل العاملين في الأمانة العامة، واشكر أيضاً اللجنة العليا المنظّمة، والأجهزة الأمنية ووسائل الإعلام”، وأضاف “مما لا شك فيه أن المقرّرات التي صدرت سوف تساهم في تعزيز العمل المشترك العربي وتعتبر خطوة متقدّمة على طريق تأمين اقتصاد عربي متكامل، نسعى جميعاً اليه، نظراً لما يشكّله من فائدة أكيدة لدولنا وشعوبنا”.
ولفت الرئيس عون الى ان “لبنان سيتابع في خلال فترة رئاسته للقمّة، وبالتعاون مع الأمانة العامة لجامعة الدول العربية، هذه القرارات، وسيسهر على تنفيذها واستثمارها، سعياً لتأمين ظروف اجتماعية واقتصادية أكثر اشراقاً لشعوبنا، والمضي قدماً في مسيرة النهوض والازدهار، فالازدهار هو أحد عوامل السلام”.
وكان الرئيس اللبناني ميشال عون قد افتتح صباح الاحد أعمال القمة بحضور ممثلين عن مختلف الدول العربية يتقدمهم أمير دولة قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني والرئيس الموريتاني محمد ولد عبد العزيز.
وألقى الرئيس عون الكلمة الافتتاحية حيث رحب بالحضور، ودعا “لتعزيز العمل العربي التنموي المشترك”، وتابع “لسنا اليوم للنقاش في أسباب الحروب والمتسببين بها إنما لمعالجة نتائجها المدمرة على الاقتصاد”، ورأى ان “الحروب الداخلية وتفشي ظاهرة الارهاب ونشوء النزوح واللجوء لم يعرف لها العالم مثيلا ما اثر سلباً على مسيرة التنمية خصوصاً في بعض الدول التي تعاني من مشاكل اقتصادية واجتماعية”.
وقد توالى على الكلام في جلسة العمل الاولى في القمة الرئيس الموريتاني الذي دعا الى “الاسراع في تحقيق حل شامل وعادل للقضية الفلسطينية يرتكز على القرارات الدولية والمبادرة العربية للسلام ويتحتم علينا تحقيق السلام أيضا في اليمن وسوريا”.
بدوره، قال رئيس الوزراء الأردني عمر الرزاز “أملنا كبير بهذه الدورة برئاسة الجمهورية اللبنانية أن تتكلل بالنجاح ونأمل إيجاد الأطر الكفيلة لزيادة التعاون بين القطاع الخاص في بلادنا ففي تعاوننا وتعاضدنا الخير لشعوبنا”، ورأى ان “العمل العربي المشترك الفاعل لم يعد مشاعر جياشة فحسب بل بات حاجة ملحة لبقاء كل واحد منا وحالنا كانت لتكون مختلفة لو شكلنا قوة سياسية واقتصادية مشتركة”.
من جهته، اعتبر نائب الرئيس السوداني الفريق اول الركن بكري حسن صالح ان “التغيرات الاقتصادية التي تمر بها المنطقة تحتم علينا المضي بوتيرة أسرع نحو تحقيق منطقة التجارة العربية الحرة”.
اما رئيس الوزراء الفلسطيني رامي الحمدالله، فقال “القضية الفلسطينية تمر بمرحلة صعبة جراء القرارات الأمريكية الأخيرة والتصعيد الإسرائيلي، والعام الماضي حوصرنا ماليا وسياسيا إلا أن حكومتنا اعتمدت سياسات مالية رشيدة لتقليل العجز”.
وألقى “ممثل الرئيس الجزائري عبد العزيز بوتفليقة” رئيس مجلس الأمة عبد القادر بن صالح كلمة حيث قال “نتمنى ان تتوج هذه القمة بتحقيق الغايات والأهداف التي تصبو إليها أمتنا العربية بما يسهم في تعزيز عملنا الاقتصادي والاجتماعي العربي”، واضاف “يبقى التكامل الاقتصادي بين الدول العربية هدفًا ساميًا ينبغي علينا تحقيقه وضبط أولوياته باستغلال أمثل للقدرات الهائلة التي يزخر بها وطننا العربي في إطار إرساء قواعد عملية لكل خطوة نخطوها”.
وألقى “ممثل أمير دولة الكويت الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح” نائب رئيس مجلس الوزراء ووزير الخارجية الشيخ صباح الخالد الحمد الصباح كلمة في الجلسة الافتتاحية حيث قال “إننا مدعوون لتفعيل مشاريعنا المشتركة ودعم البرامج التي تم إقرارها في دوراتنا السابقة في مجالات السوق العربية المشتركة والربط الكهربائي العربي وبرامج الأمن الغذائي والمائي واستكمال متطلبات الاتحاد الجمركي العربي وبرامج دعم التشغيل والحد من البطالة والحد من الفقر في الدول العربية إضافة لبرامج تطوير التعليم وتحسين مستوى الرعاية الصحية”.
هذا وشدد وزير الخارجية المصري سامح شكري في كلمته على أن “ملف الطاقة من أولويات القمة ومصر تعلن استعدادها لنقل خبرتها في مجال الكهرباء”.
كما دعا وزير الشؤون الخارجية التونسي خميس الجهيناوي في كلمته الى “تركيز الجهود المشتركة على التنمية الاقتصادية والاجتماعية والبشرية باعتبارها المدخل الاساسي لمناعة المجتمعات”.
بدوره، شدد وزير الخارجية العراقي محمد الحكيم في كلمته على أن “سياسة العراق اليوم تقوم على مد يد التعاون وجذب الاستثمارات الأجنبية، فقد آن لشعوبنا أن تعيش بخيراتها”.
من جهته، قال وزير خارجية البحرين خالد بن أحمد بن محمد آل خليفة “اننا ندرك أهمية التحالفات والتعاون لضمان الأمن الغذائي العربي وأهمية تفعيل العمل العربي بين جميع القطاعات الحيوية للتصدي للتحديات الاقتصادية والاجتماعية التي تمس شعوبنا وأكبرها التطرف والحروب”.
هذا ودعا وزير الاقتصاد الإماراتي سلطان بن سعيد المنصوري في كلمته الى “تعزيز التعاون في الملفات الاقتصادية”، ورأى أن “تمكين قطاعات المؤسسات الصغيرة والمتوسطة وغيرها من الملفات سيفضي إلى اقتصاد عربي أكثر توازنا”.
ورأى وزير الخارجية الصومالي أحمد عيسى عوض في كلمته خلال القمة أن “الأوضاع التي تمر بها المنطقة تستدعي التنسيق والتعاون في إطار العمل العربي المشترك وتحديد أولوياتنا في ما يحقق مصالحنا المشتركة”.
وألقى وزير الشؤون الخارجية والتعاون الدولي في جمهورية القمر المتحدة محمد الامين صيف اليمني كلمة باسم رئيس بلاده عثمان غزالي، حيث قال إن “هذه القمة تؤكد على الصلات الوثيقة والاهداف المشتركة التي تربط الوطن العربي والعمل على توطيدها وتدعيمها وتوجهيها الى ما فيه تنمية المجتمعات العربية قاطبة واصلاح احوالها وتأمين مستقبلها من منطلق فكر اقتصادي وتنموي وعربي وعصري جديد”.
يذكر ان أمير قطر حضر فقط الجلسة الافتتاحية للقمة ومن ثم غادر القاعة متوجها الى بلاده، وقد رافق امير قطر الى المطار مودعا رئيس الحكومة المكلف سعد الحريري.
المصدر: الوكالة الوطنية للاعلام