نقلت صحيفة “إكسبريس تريبيون” الباكستانية الاثنين، عن مصادر حكومية مطلعة على مسار المحادثات مع ممثلي حركة طالبان في الإمارات أن الدبلوماسيين الأميركيين المشاركين فيها “كانوا يصرون على الحفاظ على القواعد العسكرية الأميركية في أفغانستان، واعدين في المقابل بـ “دعم جاد” في إعادة إعمار البلاد التي مزقتها الحرب”.
وذكرت المصادر أنه وفقاً لمقترح الجانب الأمريكي، “فإن القواعد العسكرية الأمريكية التي ستكون في أفغانستان على أساس دائم ستعمل على الحفاظ على وجود واشنطن في المنطقة”، لكنها “لن تؤثر بأي شكل من الأشكال على الأمن في الجمهورية الإسلامية”، بحسب الصحيفة. ولفتت الصحيفة إلى أن التواجد “المحدود للغاية” للقوات الأمريكية “هو شرط لا غنى عنه لتقديم المساعدات المالية وغيرها من المساعدات في المستقبل لكابول، والتي لا تكاد قادرة على استعادة الاقتصاد والبنية التحتية المدمرة في البلاد بشكل مستقل، في ظروف نزاع عسكري طول الأمد”.
وقال أحد محاوري “إكسبريس تريبيون””هذه المسألة [مسألة الحفاظ على القواعد الدائمة للولايات المتحدة] هو حجر عثرة في المحادثات الجارية”. وشددت الصحيفة على أنه “بالرغم من أن انسحاب المجموعة العسكرية الأمريكية هو أحد المطالب الأساسية لطالبان، فخلال المحادثات التي جرت في أبو ظبي في نهاية عام 2018 ، أبدى أعضاء هذه الحركة استعدادهم لمناقشة مقترحات واشنطن”.
وكانت موسكو قد استضافت في 9 تشرين الثاني/نوفمبر عام 2018 الجلسة الثانية لـ “صيغة موسكو” المعنية بالمشاورات لإيجاد سبل لإطلاق حوار أفغاني – أفغاني مباشر، بين حركة طالبان والحكومة الأفغانية، لتسوية الأوضاع في البلاد، وللمرة الأولى شارك وفد المكتب السياسي لحركة طالبان في الدوحة، في لقاء دولي بهذا المستوى.
فيما عقد المسؤولون الأميركيون ومندوبو حركة طالبان، في أبو ظبي، منتصف كانون الأول/ديسمبر الماضي، جولة جديدة من المحادثات “المثمرة”، على حد وصف المبعوث الأمريكي الخاص بأفغانستان خليل زاد، بمشاركة ممثلين عن الولايات المتحدة وحركة طالبان والإمارات العربية المتحدة وباكستان والسعودية وحضور وفد رسمي من كابول ولكن صيغة المحادثات لم تأخذ في الحسبان مشاركتهم في الحوار مع المعارضة المسلحةـ واقتصر أعضاء وفد حكومة أفغانستان على لقاءات مع وفود الدول المشاركة. وقالت طالبان في بيان إن الأطراف المشاركة في اجتماعات أبوظبي ناقشوا انسحاب القوات الأجنبية ووقف “الغارات ضد المدنيين” والمعاملة الإنسانية للسجناء وإطلاق سراحهم.
المصدر: وكالة سبوتنيك الروسية