دعا خبراء لتجنب بعض الوظائف لقدرتها الهائلة على إحداث تغيير في شخصياتنا، مع توضيح الضرر الذي قد تسببه على المديين القريب والبعيد.
فمن المؤكد أن قيامنا بعمل ما لمدة طويلة سيكون له تأثير قوي على طريقة تفكيرنا ونفسيتنا، والأمر سيان بالنسبة للعمل بمعدل أربعين ساعة في الأسبوع الواحد.
وعلى الرغم من إيجابيات هذه الوظائف، فإن لها تأثيرا سلبيا أيضا، مثل إدمان رجل الأعمال على تفقد بريده الإلكتروني باستمرار، أو تصرف أحد القادة العسكريين داخل منزله كما لو أنه في ثكنة عسكرية.
وعرض موقع “مايند بودي غرين” الأميركي عددا من الوظائف ذات التأثير السلبي على شخصياتنا، من خلال التركيز على التغيير النفسي الذي تحدثه هذه الوظائف في ما تسمى شخصيتنا العملية التي تسيطر على طريقة تعاملنا مع الآخرين وأنشطتنا على حد سواء.
– الصحفيون: يتطلب عمل الصحافة تواجد الصحفيين في قلب الحدث، ومشاهدة أمور فظيعة ومزعجة؛ من شأنها أن تؤثر عليهم بشكل سلبي، ولكنهم لا يستطيعون الابتعاد عنها لأنها تشكل قوام مقالاتهم.
وتتطلب هذه الوظيفة التواصل مع أشخاص غير مثيرين للاهتمام في بعض الأحيان، ناهيك عن الخضوع للرقابة التي تقيد حرية التعبير لدى الصحفيين، وهو ما يكون مخيبا للآمال. كما يعمل الصحفي خلال أيام عطلته وتتضمن المهام التي يقوم بها حرمان نفسه من النوم، وهذا له تأثير مدمر على جسده.
– المحامون: هذه الوظيفة مناسبة للأشخاص المتمسكين بمبادئهم والأقوياء من الناحية الأخلاقية، لأن المحامين غالبا يعملون تحت وطأة ضغط كبير. كما يعد التكتم من بين أحد العوامل الحاسمة والضرورية عند القيام بهذا العمل، لذلك يمتنع عادة المحامون عن الحديث عن مشاكلهم، ونادرا ما يطلبون المساعدة.
وهذه العادات تولد الشعور بالقلق والاكتئاب، كما يتطلب نجاح المحامي في عمله تمتعه بالقدرة على التنبؤ بجميع السيناريوهات السلبية التي تخص قضايا الموكلين.
– المحاسبون: من الصعب على المحاسبين الانتقال من العمل إلى حياتهم الشخصية، لأنهم معتادون على استخدام الأرقام والتركيز عليها. وتضفي سنوات العمل الممل الرتابة على حياة المحاسبين الذين اعتادوا الالتزام بجدول زمني صارم لإتمام مهامهم. ويتجلى ذلك في ترتيبهم ميزانية أسرهم بالكامل والحرص على تنظيف المنزل بشكل كلي ومنظم.
– العسكريون: لا يقتصر تأثير الوظائف العسكرية على الجنود فقط، بل يشمل عائلاتهم، حيث يعيشون جو الانضباط الصارم. ورغم منافع هذه الوظيفة، فإن الجندي يمكن أن يفقد قدرته على التعاطف مع المحيطين به، انطلاقا من قناعته بضرورة عدم التحيز وتحليل المواقف بشكل منطقي، مما ينعكس على طريقة تعامله مع المقربين منهم.
– الأطباء: هذه المهنة تجعل الأطباء يبنون ما يشبه “الجدار الدفاعي” عبر إبداء اللامبالاة والبرود، نظرا لمواجهتهم الموت والألم والمعاناة كل يوم.ويعتبر النهج الساخر لبعضهم آلية دفاعية لحماية أنفسهم من الإجهاد والخوف المستمرين. ويطور الأطباء قدراتهم على إخفاء عواطفهم وعلاج المرضى بهدوء، مما قد يقود هؤلاء المرضى إلى عدم الشعور بالرغبة في مشاركة مشاكلهم معهم.
– الأطباء النفسيون: يميل الأفراد إلى دراسة علم النفس بهدف إيجاد حلول لمشاكلهم الخاصة، كما أنهم يدرسون معضلات الآخرين ويحللونها لأنهم يريدون الوصول إلى جذور معضلاتهم الخاصة. ويمكن للأطباء النفسيين أن يتعرضوا للإنهاك نظير استماعهم المتكرر إلى مشاكل الآخرين، وهو ما يجعلهم يعيشون تحت ضغط كبير خوفا من ارتكاب خطأ فادح.
– المعلمون: يتضمن عمل المعلم المحترف التعامل مع مجموعة كبيرة من الأطفال، وهو ما يفسر الصرامة في حياته المنزلية. ويتميز المعلم غالبا بكونه شخصا صارما ومحافظا وملتزما بالإجراءات الرسمية. وفي حال كان المعلم يشرف على تدريس مجموعة من الأطفال الصغار طوال اليوم، فإنه سيبدأ بمعاملة الأشخاص المحيطين به على هذا الأساس، على غرار طريقة تقديم النصح والمشورة.
– رجال الأعمال: لا تعد ريادة الأعمال وظيفة حقيقية، بل تتجاوز ذلك لتصبح طريقة تفكير ونمط حياة. وغالبا ما تمنعك هذه الوظيفة من التساهل مع الآخرين، واتباع نهج لين في التعامل معهم. ونظرا لأن النجاح يتطلب تفكير الشخص في العمل وجعله هدفه الرئيسي، يقضي رجال الأعمال كامل يومهم في التفكير في أعمالهم. وانطلاقا من هذا المعتقد، يطالب رواد الأعمال أقاربهم بالتصرف على نحو مشابه لهم.
– يعملون لحسابهم الخاص: يمكن لأي شخص اجتماعي يتمتع بانضباط ذاتي أن يعمل لحسابه الخاص وينجح في ذلك، لكن من شأن دخله غير المستقر وضعف علاقاته الاجتماعية أن يؤديا إلى شعوره بالقلق والارتياب. وفي حين يعمل هؤلاء الأشخاص في منازلهم، فإنه لا يتسنى لهم الفصل بين شخصيتهم في المكتب وفي المنزل.
– المهندسون المعماريون: يشتهر المهندسون المعماريون بأنهم مدمنون على العمل، وهناك كم هائل من النكات حول تغير مظهرهم بسبب التعب الذي تتسبب فيه وظيفتهم. فليالي العمل في المكتب وأيام العمل في العطلات، فضلا عن قلة ساعات النوم، تؤثر بشكل كبير على رفاهيتهم وصحتهم العامة. فضلا عن أزمة إيجاد مصادر الإلهام والإبداع تعد من أسباب شعور المهندسين المعماريين بالكآبة.
في ما يلي بعض النصائح التي يمكن للأشخاص الذين يدمنون العمل الاستفادة منها، وهي:
– تعلم كيفية تنظيم وقتك، وخصص وقتا للترفيه.
ـ اعمل على عقد جميع اجتماعات العمل خلال النهار.
ـ تعلم كيفية تجاهل العمل وعدم اصطحاب مهامك إلى المنزل.
ـ مارس هوايتك المفضلة.
ـ انس كل ما يتعلق بمنصبك عندما تدخل المنزل.
ـ قل “لا” للأشخاص وللأعمال والأنشطة التي ترى أنها عديمة النفع.
ـ ابدأ بتفويض المهام للآخرين، واعمل على تقسيم المهام بين عائلتك وأصدقاءك.
المصدر: ديلي ميل