علّ من يرغب في خوض مجال التعليم، عليه أن يبتعد عن بلد مثل اليابان، إذ يعمل المعلمون في الصفوف الأساسية والثانوية 11 ساعة يومياً كمعدل. ويمتد هذا الدوام الطويل إلى الموظفين الإداريين في المدارس أيضاً، بحسب موقع “جابان توداي”، وهو ما يزيد القلق من التداعيات الخطيرة على صحة العاملين في هذا القطاع، والتي تصل إلى مستوى الوفاة، بحسب استطلاع تضمنه تقرير حكومي أخير.
يكشف الاستطلاع أنّ موظفين مدرسيين من قبيل نواب المديرين، يعملون يومياً 12 ساعة ونصف الساعة كمعدل، وهو ما يعني 4 ساعات ونصف الساعة إضافية يومياً، أو 90 ساعة إضافية شهرياً. ومن المعروف في التصنيفات اليابانية أنّ العمل الإضافي 80 ساعة وما فوق شهرياً يزيد من مخاطر الـ”كاروشي”، أي الموت من الإرهاق.
في الاستطلاع الذي شمل 35 ألف معلم وموظف مدرسي، أعلن 80.7 في المائة منهم أنّ لديهم إجهاداً أو قلقاً مرتبطاً بالعمل، وأشار 43.4 في المائة من هؤلاء إلى أنّ ساعات العمل الطويلة هي السبب في مشاكلهم تلك.
من الأسباب الأخرى للإجهاد، أشار 40.2 في المائة من المستطلعين إلى العلاقات الشخصية في مكان العمل، وقال 38.3 في المائة إنّ السبب في ذلك يرتبط بالتعامل مع أولياء أمور التلاميذ.
الاستطلاع جاء في إطار تقرير لمنع الموت من الإرهاق، وقد تبنته الحكومة بالاستناد إلى قانون يروج للخطوات الواجب اتخاذها تجاه الموت من الإرهاق، وقد أقرّ القانون عام 2014.
وفي سعيه إلى تحديد عمال القطاعات الأكثر عرضة للموت من الإرهاق، أورد التقرير المعلمين، والطواقم الطبية، والسائقين، والعاملين في تكنولوجيا المعلومات، ثم موظفي وعمال المطاعم، في الخانات الخمس الأولى للقطاعات التي من المطلوب التنبه لها، خصوصاً مع معاناة العمال والموظفين فيها من ساعات عمل إضافية طويلة.
مع سؤال المعلمين والموظفين المدرسيين عن التدابير المطلوبة لمنع العمل الإضافي، دعا 78.5 في المائة منهم إلى زيادة المعلمين والموظفين. ودعا 54.4 في المائة منهم إلى مراجعة النشاطات والمهام المدرسية، كما دعا 43.1 في المائة منهم إلى زيادة التواصل بين المعلمين أو بين الموظفين، فيما دعا 38.8 في المائة منهم إلى تقليص وقت الاجتماعات المدرسية.
بدوره، لمس التقرير الحاجة إلى إجراء اختبارات خاصة بالإجهاد دورياً في المدارس، للكشف عن أوضاع المعلمين والموظفين الآخرين، والمساعدة في خلق بيئة عمل أفضل.
المصدر: العربي الجديد