كأملٍ عصيٍ على كلِ احتلال، تبقى ذكرى ميلادِ السيدِ المسيحِ رسالةً انسانيةً تتجددُ معها الروحُ الفِلَسطينية، فتنبِضُ من بيتَ لحم صوتاً يحمِلُهُ ابناءُ القضية، يؤَرِّقُ صهاينةَ اليوم، احفادَ من اَرَّقَهُم صوتُ المسيحِ في مَهدِه..
وعلى هديِ أمهِ المقدسة تُخبِئُ الفِلَسطينياتُ في حجورِهِنَ ابطالاً يُرَبَوْنَ صِعاباً على الايامِ وظُلمِها، فيخترقونَ ما يُخَطِطُهُ قَياصرةُ العصرِ برصاصةٍ تارةً وطورا بسكينٍ مُحكمةٍ، باتَت ترسِمُ على وجهِ الاحتلالِ ندوباً لن تمحوها الايام..
في ميلادِ السيدِ المسيحِ يَسيرُ الفلسطينيونَ دربَ جلجلةٍ لن تطول، طالَما انَ الاملَ معقودٌ بسواعدَ ما خابت، وقلوبٍ باتت تُؤرِّقُ الاحتلال..
في لبنانِنا لم يولدِ الاملُ معَ الميلادِ المجيد، بل عُلِّقَت الحكومةُ على خَشَبَةٍ، والخلاصُ مؤجلٌ على ما يبدو، رغمَ أنّ اللقاءاتِ والاتصالاتِ غيرَ المعلنةِ مستمرّةٌ في محاولةٍ للخروجِ من الأزمةِ الحكومية، لكنَّها لم تُفضِ الى نتيجةٍ كما قالت مصادرُ مُطلعةٌ للمنار..
اما طالِعُ البلدِ فمقلِقٌ بحَسَبِ الرئيس نبيه بري، الذي تحدَثَ عن قُطَبٍ مَخفيةٍ، ورأى اَنَ ثَمَّةَ من لا يُريدُ للحكومةِ ان تتشكلَ بالمطلق، رابِطا التطوراتِ الأخيرةَ في الداخلِ بما يجري في الإقليم ..
وفي الاقليم، مَنْطِقٌ اسرائيليٌ لا يخلو من الخيبةِ، مِن اعلانِ الاميركي الانسحابَ من سوريا، الى اِعلانِ كِبارِ خُبرائِهِمُ العسكريينَ اَنَ النفقَ الاكثرَ خطراً عليهم هوَ تراجعُ روحِ القتالِ والتطوّعِ في الجيشِ العبري..
اما النَفَقُ السياسيُ الجديدُ فهيَ الانتخاباتُ المبكِّرةُ التي فُرِضَت على بنيامين نتنياهو، معَ اعلانِ حلِّ الكنيست والدعوةِ الى انتخاباتٍ في نَيسان ابريل المقبل..
المصدر: قناة المنار