يحتفل الشعب السوري هذه الأيام بالذكرى السنوية الثانية لتحرير مدينة حلب من التنظيمات الإرهابية المسلحة، التي دمرت المدينة وظلمت أهلها، في محاولة بائسة ويائسة من قبل بعض القوى الإقليمية والدولية لتدمير الدولة السورية وبناها التحتية.
وتلك أبرز مراحل معركة حلب ما بين 2012 و2016:
بداية المعركة 2012- 2013
10 شباط/فبراير
حصلت مجموعة من التفجيرات قُرب مبنى الأمن القومي في حلب، بعملية انتحارية من خلال سيارتين مفخختين، ما تسبب في استشهاد 28 شخصا على الأقل (24 من أفراد قوات الأمن وأربع مدنيين) وجرح 235 آخرين. بداية المعركة كانت في 19 تموز/يوليو 2012 عندما بدأت الجماعات الإرهابية المؤلفة من 18 فصيلاً عسكرياً، واجتمعوا تحت مسمى لواء التوحيد، قدموا من مدن مارع وعندان والباب وتل رفعت وأعزاز، بالسيطرة على المراكز العسكرية والمدنية داخل المدينة وتحديداً في الأحياء الشرقية، في حين أن الأحياء الغربية بكاملها بقيت صامدة بسبب موالاة أهل المنطقة للدولة السورية.
آب/أغسطس 2012
انسحب الجيش السوري من أحياء حلب الشرقية والمتمثلة ببستان القصر وصلاح الدين والزبدية والمشهد والصاخور والحيدرية ومساكن هنانو وقاضي عسكر وباب الحديد والقاطرجي وكرم الجبل وسليمان الحلبي.
هاجم المسلحون في الشهر ذاته الأحياء القديمة في المدينة، مما عرّض القلعة الموضوعة على قائمة التراث العالمي للخطر وقاموا بتفجير جزء من السور الشرقي.
عزز الجيش السوري مواقعه ومنع انهيار المدينة عبر عملية عسكرية معاكسة، تمكن خلالها من منع تدفق المزيد من المقاتلين إلى حلب، كما وأفشل هجمات على ساحة سعد الله الجابري وحلب الجديدة.
في شهر تشرين الثاني/نوفمبر، قامت المجموعات الإرهابية بقصف عنيف أدى إلى إحتراق قسم كبير من الجامع الأموي، هذا وطال الدمار مواقع أثرية.
عام 2013- 2014
– كانون الثاني/يناير
تفجيران في جامعة حلب يسفران عن سقوط 82 شهيداً وأكثر من 160 جريحا.
– 2 آذار/مارس 2013
إنجاز عملية تأمين محور سلمية-أثريا -خناصر -السفيرة – النيرب – حلب.
– نيسان/أبريل 2013
انهارت مئذنة الجامع الأموي في حلب التي يبلغ عمرها نحو ألف عام بعد أن تعرضت للقصف.
– خلال شهري آب/أغسطس وأيلول/سبتمبر من سنة 2013 استطاعت الجماعات الإرهابية ان تُحاصر الأحياء الغربية للمدينة، كما حاصروا قاعدة منغ الجوية وبلدتي نبل والزهراء، وسيطرت الجماعات الإرهابية على أغلب أرياف المدينة، وعلى الطريق الواصل إليها بين حماه وحلب.
– في شهر تشرين الأول/أكتوبر من سنة 2013، تم شقّ طريق بديل بطول يقارب الـ 200 كلم كممّر انقذ حلب وغيّر وجهة المعركة فيها، وهذا الطريق ينطلق من حماه نحو السلمية وأثريا مروراً بخناصر والسفَيرَة، وصولاً حتى حلب وهو الطريق الذي تعرّض لعشرات الهجمات منذ فتحه بهدف قطع الطريق إلى المدينة.
عام 2014 – 2015
استمرت الاشتباكات في عامي 2014 و2015 وصد الجيش السوري عشرات الهجمات على مناطقه في الأحياء الغربية للمدينة، وتمكن أيضا من استعادة المدينة الصناعية وتحجيم مواقع المسلحين.
– فك الحصار عن سجن حلب في 22-05-2014
تمكنت قوات الجيش السوري من فك الحصار الذي فرضه المسلحون منذ أكثر من عام على سجن حلب المركزي في شمالي البلاد.
– 16 تشرين الأول/أكتوبر 2015
قام الجيش السوري وحلفاؤه بعملية عسكرية على الإتجاه الجنوبي إستمرت حتى 26 كانون الأول/ديسمبر 2015، أسفرت عن تحرير 84 قرية ومزرعة بمساحة بلغت 600 كلم مربع وأكثر من 90% من مساحة جنوب حلب.
– 10 تشرين الثاني/نوفمبر 2015
فتح الطريق إلى مطار كويرس بعد 3 سنوات من الحصار وتحرير 300 كلم مربع من المناطق التي كانت تسيطر عليها المجموعات الإرهابية وفي طليعتها داعش.
عام 2015- 2016
– 20 شباط/فبراير 2016
إستعاد الجيش السوري وحلفاؤه المحطة الحرارية في ريف حلب الشرقي.
– 3 حزيران/يونيو 2016
فك الجيش السوري وحلفاؤه الحصار عن بلدتي نبل والزهراء بريف حلب الذي دام 3 سنوات.
– 27 تموز/يوليو 2016
إحكام الطوق على الإرهابيين في الأحياء الشرقية لمدينة حلب والسيطرة على طريق الكاستيلو وبني زيد وحندارات.
– معركة “ملحمة حلب الكبرى” بتاريخ 31/07/2016
هجمت الفصائل المسلحة باتجاه الكليات العسكرية جنوب حلب باستخدام الآليات المفخخة ودخلت إليها بالإضافة إلى سيطرتها على مشروع الـ 1070 واحداث ثغرة (ممر ضيق) من جهة الراموسة باتجاه الأحياء الشرقية، إلا أن القوات السورية وحلفائها أغلقوا الممر بعد تكبيد الجماعات المسلحة 1300 قتيلاً بينهم أكثر من 40 مسؤولاً ميدانياً وعسكرياً خلال المراحل السبع التي أطلقتها الفصائل في هذه المعركة، لينجح الجيش السوري وحلفاؤه باستعادة الكليات وإقفال الثغرة بشكل كامل بعد طرد المسلحين من المنطقة وليعترف المسلحون بعدها بمقتل حوالي 1000 مسلح بعد عجزهم عن احراز اي خرق.
– 4 أيلول/سبتمبر 2016
تحرير منطقة الكليات العسكرية وإنهاء الخرق الذي نفذته المجموعات الإرهابية بتاريخ 7 آب/أغسطس 2016.
– معركة استعادة حندرات والمنطقة المحيطة 21/09/2016
إشتباكات عنيفة تمت في هذا المخيم الذي يقع شمالي حلب، بين الجيش السوري ومقاتلي “لواء القدس” من جهة والفصائل المسلحة أبرزها “حركة نور الدين الزنكي” و”جبهة النصرة” من جهة أخرى.
بعد ذلك عمدت القوات السورية إلى إنهاء تواجد المسلحين في المخيم، لما له من أهمية جغرافية وإستراتيجية، فارتكزت على الكثافة النارية ما أدى إلى إرباك المسلحين، وبسط السيطرة على المخيم بعد أن أوقع أكثر من 65 قتيلاً وجريحاً وتدمير عدة آليات للمسلحين.
يذكر أن مخيم حندرات كان معقلاً هاماً لـ “حركة نور الدين الزنكي” التي انضمت إلى “جيش الفتح” لاحقاً، وارتكبت أفظع الجرائم في حلب، منها اعدام الطفل الفلسطيني عبد الله العيسى ذبحاً واستهداف أحياء حلب بقذائف تحوي غازات سامة.
– معركة “أبو عمر سراقب” بتاريخ 28/10/2016
بعد إنهاك “جيش الفتح” والفصائل المشاركة معه في معارك أحياء حلب الشرقية، رممت الفصائل صفوفها وانطلقت بمعركة جديدة باتجاه أحياء حلب الغربية تحت مسمى “غزوة أبو عمر سراقب” هدفها كسر الطوق عن شرق حلب. جدير بالذكر أن المدعو أبو عمر سراقب وهو القائد العسكري لجيش الفتح، قتل قبل هذه الغزوة بفترة وجيزة بغارة جوية في ريف حلب الغربي. واستهدفت المجموعات المسلحة الأحياء السكنية في حلب بصواريخ الغراد والكاتيوشا وقذائف تحوي غازات سامة، ما أدى لوقوع شهداء وجرحى بين المدنيين.
وخلال هذه المعركة حصلت اشتباكات بين المجموعات المسلحة، اثناء تبديل مجموعات نقاط التماس بأخرى، ما أدى إلى تقدم الجيش وإسترداده كل المناطق التي تقدموا إليها بما فيها المناطق التي دخلوها بداية ملحمة حلب الكبرى من الـ 1070 وصولاً لتلتي الرخم ومؤتة ولتتكبد الفصائل المسلحة أكثر من 280 قتيلاً ومئات الجرحى.
– هدنة العشرين من تشرين الأول/أكتوبر 2016
اعلنت وزارة الدفاع الروسية عن هدنة إنسانية في حلب مؤكدة أن الطيران الروسي والسوري سيعلقان الضربات من الساعة الثامنة صباحا حتى الساعة الرابعة مساء لمرور المدنيين بحرية، ولإجلاء المرضى والمصابين، ولخروج المسلحين.
تلتها هدنتان أواخر الشهر ذاته وأول شهر تشرين الثاني، بعد تضييق الجيش السوري الخناق على مسلحي الأحياء الشرقية من حلب ومنحهم معابر آمنة للخروج من المدينة والسماح للمدنيين بالخروج، إلا أن المجموعات المسلحة وفي مقدمتها جبهة النصرة رفضت الهدن ولم تسمح لأحد بالخروج أو بتسليم سلاحه.
– 9 تشرين الثاني/نوفمبر 2016
إستطاع الجيش السوري وحلفاؤه تحرير مشروع 1070 شقة ومدرسة الحكمة بعد القضاء على التنظيمات الإرهابيةالتي تسللت إلى هاتين المنطقتين بتاريخ 3 آب/أغسطس 2016.
– 11 تشرين الثاني/نوفمبر 2016
قام الجيش السوري وحلفاؤه بتحرير بلدة منيان بعد أن هاجمها الإرهابيون بتاريخ 2 تشرين الثاني/نوفمبر 2016
– 12 تشرين الثاني/نوفمبر 2016
فرضت قوات الجيش السوري سيطرتها على ضاحية الأسد السكنية بعد أن دخلتها المجموعات الإرهابية بتاريخ 30 تشرين الأول/أكتوبر 2016
– 20 تشرين الثاني/نوفمبر
بدء الجيش السوري وحلفاؤه عملية عسكرية واسعة لتحرير الأحياء الشرقية لمدينة حلب.
– 25 تشرين الثاني/نوفمبر
سيطر الجيش السوري على مساكن هنانو الأكثر تحصيناً والمشرفة على الأحياء الشمالية.
– 26 تشرين الثاني/نوفمبر
هاجم الجيش السوري وحلفاؤه من إتجاهات عدة أحياء الحيدرية – الصاخور- جبل بدرو- الهلك- بستان الباشا- وتلاقت القوات عند دوار الصاخور وتم تأمين خروج آلاف المدنيين.
27 تشرين الثاني/نوفمبر
إستكمال عزل القسم الشمالي في أحياء حلب وإستعادة أكثر من 13 حياً خلال 72 ساعة وبمساحة 22 كلم مربعا من أصل 45 كلم مربعا وهي كامل مساحة الأحياء الشرقية.
– 4 كانون الأول/ديسمبر 2016
تأمين مطار حلب الدولي بالسيطرة على مناطق السكن الشبابي- مساكن البحوث- حي كرم الطراب- كرم الميسر – جورة عواد- كرم الجزماتي وغيرها من الأحياء وسط إنهيار في معنويات الإرهابيين، وتقليص مساحة سيطرة المسلحين إلى 35% من مساحة الأحياء الشرقية.
– 11 كانون الأول/ديسمبر 2016
تمت السيطرة على حي الصالحين وباب المقام وإخراج آلاف المدنيين والتقدم باتجاه حي الدعدع، ثم السيطرة على حي الشيخ سعيد معقل جبهة النصرة في القسم الجنوبي وخط الدفاع الأول الذي مهد سقوطه إلى إنهيار باقي الإرهابيين وإستعادة أحياؤ كرم الدعدع – الفردوس- الحلوم- بستان القصر – الكلاسة، وحصار الإرهابيين في مساحة لا تزيد عن 2% من الأحياء الشرقية.
– 22 كانون الأول/ديسمبر 2016
تحرير كامل مدينة حلب بعد إخراج ما تبقى من الإرهابيين في الأحياء الشرقية.
وفي الختام لابد من الاشارة الى الأهمية الاستراتيجية لمدينة حلب، حيث تعتبر ثاني أكبر المدن السورية بعد دمشق، وتضم أكثر من 22% من سكان البلاد (حوالي ربع السكان)، ولها أهمية تاريخية وسياحية، كما تعتبر عاصمة البلاد الاقتصادية، وبوابتها الى أوروبا لقربها من الحدود التركية، وعقدة مواصلات تربط العديد من المحافظات السورية، وتشكل نموذجا للتعايش والتآخي بين جميع مكونات المجتمع السوري.
المصدر: وكالة يونيوز