ركزت الصحف اللبنانية على اجواء وضع اللمسات الاخيرة على تشكيل الحكومة اللبنانية ، كما ركزت على موضوع الانسحاب الاميركي من سورية.
البناء
ترامب يؤكد قرار الانسحاب من سورية… ويلقي مهمة قتال داعش على روسيا وسورية وإيران
ارتباك “إسرائيلي” وكردي وتركي في التعامل مع “سورية الجديدة”
عدرا وزير ملك… واللقاء التشاوري يلتقي عون والحريري اليوم
كتبت صحيفة “البناء”: أظهر الرئيس الأميركي دونالد ترامب غضبه في تغريدات فسّرت قراره بالانسحاب من سورية، وقال ترامب “الخروج من سورية لم يكن مفاجئاً. أطالب به منذ سنوات، وقبل 6 أشهر، عندما عبّرت علناً عن رغبتي الشديدة في فعل ذلك، وافقت على البقاء لمدة أطول”، وتابع: “روسيا وإيران وسورية وآخرون هم العدو المحلي لتنظيم داعش ونحن نؤدي عملهم وقد حان الوقت للعودة للوطن وإعادة البناء”. وأضاف: “هل تريد الولايات المتحدة الأميركية أن تصبح شرطي الشرق الأوسط وألا تحصل على شيء سوى بذل الأرواح الغالية وإنفاق تريليونات الدولارات لحماية آخرين لا يقدرون، في كل الأحيان تقريباً، ما نقوم به؟ هل نريد أن نظل هناك للأبد؟ حان الوقت أخيراً لأن يحارب آخرون”.
وبقدر درجة الغضب في كلام ترامب تعبيراً عن الطريق المسدود وغياب البدائل، أظهر كلام الرئيس الأميركي ضبابية الرؤية المستقبلية، حيث ما يقوله ينطبق على الوضع في سورية منذ سنتين، وضمان التسوية السياسية وإنهاء الوجود الإيراني كشرطين مرادفين لقتال داعش تحوّلا مبرّراً للبقاء في سورية وغابا فجأة عن تبرير الانسحاب، ما يعني عملياً وفقاً لتغريدات ترامب التسليم بتولي روسيا وإيران وسورية، كما قال ما هو أكبر من مجرد قتال داعش، بل إدارة الجغرافيا السياسية في هذه البقعة الحساسة من العالم.
القرار الأميركي تحول مصدر ارتباك تركي أولاً، حيث قرار التوغل العسكري لم يظهر بديلاً مناسباً دون استكشاف مستقبل العلاقة الكردية بالدولة السورية وموقف كل من روسيا وإيران من فرضية انتشار الجيش السوري في المناطق التي يسيطر عليها الأكراد وسينسحب منها الأميركيون. وبدورهم قادة الجماعات الكردية كانوا في حال لا يُحسدون عليها وقد عبر قادتهم بمواقف من نوع اعتبار القرار الأميركي خيانة وطعناً في الظهر. وفيما تحدث بعض قادة الأكراد عن انفتاح سريع على الدولة السورية، لجأ بعضهم لمناشدة فرنسا للعب دور الوسيط مع تركيا، لكن الارتباك الأكبر كان في كيان الاحتلال حيث أجمعت التعليقات التي تقلتها وسائل الإعلام، على مصطلح واحد متكرّر في الصحف والقنوات التلفزيونية “إسرائيل تلقت صفعة كبرى”.
لبنانياً، سلك المسار الحكومي نحو باب النجاة خطواته الأخيرة، مع تكريس السير بالمبادرة التي صاغها المدير العام للأمن العام اللواء عباس إبراهيم، بعد جدل داخل اللقاء التشاوري حول الاسم الذي يمكن أن يرسو عليه خيار رئيس الجمهورية من اللائحة المقدمة من أعضاء اللقاء، وقد أعاد نوب اللقاء تأكيد تمسكهم بالمبادرة، على قاعدة أنهم يرتضون من يختاره رئيس الجمهورية، وأن المرشح للمقعد الوزاري الأوفر حظاً هو جواد عدرا، وقد تمّت تسميته من قبل أحد أعضاء اللقاء، ومع تثبيت عدرا كوزير ملك لا يشكل تثقيلاً لفريق على فريق في التشكيلة الحكومية، ويحظى بقبول الجميع، ينتظر أن يشهد اليوم الاجتماع المنتظر بين نواب اللقاء التشاوري ورئيس الجمهورية في قصر بعبدا تأكيداً للتسوية، على أن ينضم الرئيس المكلف سعد الحريري إلى الاجتماع كترجمة لحسن النيات وتأكيداً على الجانب المعنوي في حق اللقاء التشاوري بالتمثيل، كبند من التسوية تحقق المرجو منه بقبول الحريري بالتسمية، لكن ملاقاته للنواب يشكل خاتمة سعيدة للأزمة وتخطياً للتشنجات التي رافقتها.
توافق على عدرا ولقاء حاسم في بعبدا اليوم
مع بلوغ عقدة تمثيل اللقاء التشاوري للسنة المستقلين خواتيمها السعيدة وإعلان “اللقاء” بالإجماع الالتزام بتنفيذ بنود المبادرة الرئاسية لا سيما حق رئيس الجمهورية في اختيار أيّ اسم من لائحة الأسماء الأربعة من ضمنها جواد عدرا كممثل لسنة المعارضة في حكومة الوحدة الوطنية، يبدو أن الحكومة ستبصر النور في عطلة نهاية الأسبوع وبالتالي باتت العقد والعقبات الحكومية الكبرى خلف المؤلفين وما يجري حالياً هو بعض “الروتوش” وعروض تبادل الوزارات بين بعض الأحزاب بالتزامن مع طلب الرئيس المكلف من كلّ القوى السياسية تسليمه أسماء وزرائهم ليصار الى إسقاطها على الحقائب على أن يجري اليوم تنفيذ البند الأخير من التسوية بلقاء بين اللقاء التشاوري ورئيس الجمهورية في بعبدا، بحضور الرئيس المكلف سعد الحريري على أن تصبح بعدها الطريق معبّدة أمام توقيع مراسيم الحكومة.
وقد أشارت مصادر “البناء” الى أنّ “اللقاء الحاسم في بعبدا كان ينتظر عودة النائب فيصل كرامي من بريطانيا، أما وقد عاد مساء أمس يُعقد اليوم اللقاء بحضور الرئيس سعد الحريري”، لكن مصادر معنية أوضحت لـ “البناء” أنّ “حضور الحريري ليس مؤكداً فالمبادرة لم تلحظ حضور الحريري بل الأهمّ هو اعترافه بوجود اللقاء التشاوري كمكوّن نيابي وسياسي من خارج تياره والمحور الإقليمي الذي ينتمي اليه وتكريس هذا التمثيل في الحكومة والحكومات المقبلة”، مشيرة الى أن “الهدف تمثيل الخط السياسي لمحور المقاومة وليس لأعضاء اللقاء”، موضحة أنّ “التسوية الحالية رغم أنّها لم تأتِ لصالح اللقاء التشاوري مئة في المئة لكن يمكن أن تشكل أساساً يبنى عليه في الحكومات المقبلة لجهة تمثيل سنة المقاومة في الحكومة وشراكتهم في القرار السياسي للدولة لا سيما في الملفات الاستراتيجية ما يوسع جبهة المقاومة الداخلية لتشمل كل الطوائف والمذاهب”.
الجمهورية
الحكومة في مرحلة “اللمسات الأخيرة”… وبري: أســمّي أخيراً ليطمئنَّ قلبي
كتبت صحيفة “الجمهورية” تقول: قُضي الأمر، واختير جواد عدرا ممثلاً لـ”اللقاء التشاوري” السنّي في الحكومة العتيدة التي بات شبه مؤكّد انّها ستولد بين اليوم (حيث يرغب رئيس الجمهورية العماد ميشال عون) وعطلة نهاية الإسبوع، وهي حكومة يبدو من طالعها أنها ستكون حكومة اقل من عادية في ظروف استثنائية وخطيرة، يرجح ان تتحول حكومة تصريف اعمال تحت وطأة النزاع المبكر المفتوح على الاستحقاقات وابرزها استحقاق رئاسة الجمهورية الذي لا يستحق الا بعد اربع سنوات، علما ان المطلوب ان تكون حكومة انقاذ فعلية نظرا للمخاطر الكبيرة التي تتهدد البلد سياسياً واقتصادياً ومالياً على كل المستويات. وعلى رغم ادراك كثيرين هذه الحقائق تنصّب المشاورات والاتصالات منذ ايام على وضع اللمسات الاخيرة على توزيعة الحقائب الوزارية، بعدما حُسمت تسمية الغالبية الساحقة من الوزراء ولم يبقَ منها إلاّ ما يتجاوز عدد اصابع اليد الواحدة، ويُنتظر أن تُحسم بين المعنيين خلال الساعات المقبلة، لأنّ “الأمور ماشية” و”صار الفول موجوداً وكذلك المكيول”، على حدّ قول رئيس مجلس النواب نبيه بري لزواره مساء أمس. فيما أكّد الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون، في تغريدة على “تويتر”، أنّ “فرنسا تعمل من أجل لبنان مستقر ومستقل”، معلناً أنّه تحدث مع عون والرئيس المكلّف سعد الحريري، مشدداً على “أننا نريد تسمية سريعة لحكومة في بيروت لتعزيز تعاوننا”.
توقّعت مصادر متابعة لملف التأليف الحكومي أن ينعقد لقاء في قصر بعبدا اليوم بين رئيس الجمهوريّة العماد ميشال عون ونواب “اللقاء التشاوري السنّي” قد ينضمّ إليه الرئيس المكلّف سعد الحريري، بحيث سيتم خلاله تثبيت التوافق على توزير عدرا، الذي تمّ إثر اجتماع عقد ليل أمس الاول بين الحاج حسين خليل المعاون السياسي للأمين العام لـ”حزب الله” السيد حسن نصرالله ونواب “اللقاء التشاوري” الذين غاب منهم النائبان قاسم هاشم وفيصل كرامي.
إلاّ انّ المكتب الاعلامي لكرامي علّق في بيان مساء أمس على ما صدر عن مصدر قريب منه، بأنّ “اللقاء التشاوري” تبنّى توزير عدرا ممثلاً عنه، وينتظر تحديد الموعد في قصر بعبدا غداً (اليوم) لاعلان الاتفاق، وقال: “انّ اللقاء التشاوري اختار عدداً من الأسماء من بينها جواد عدرا، واي اسم يختاره فخامة الرئيس صاحب المبادرة من بين هذه الاسماء سيكون ممثلاً للقاء التشاوري حصراً في حكومة الوحدة الوطنية”.
وسيعقد “اللقاء التشاوري” اجتماعاً عند الساعة العاشرة قبل ظهر اليوم في دارة الرئيس عمر كرامي في بيروت لاعلان موقف موحد.
إجتماعات وإتصالات
وكانت الاجتماعات قد تكثفت طوال ليل الأربعاء ـ الخميس وامس، لوضع اللمسات الاخيرة على التشكيلة الوزارية وترتيبات ما قبل ولادتها.
ففي قصر بعبدا، تابع رئيس الجمهورية العماد ميشال عون الاتصالات المتعلقة بتشكيل الحكومة الجديدة في ضوء اقتراب موعد ولادتها، وعرض لمسار التشكيل مع الوزير غطاس خوري، الذي لم يحسم بعد أمر توزيره ضمن حصّة رئيس الحكومة بديلاً من الوزير السنّي الذي أعطي لـ”اللقاء التشاوري” من ضمن حصّة رئيس الجمهورية، الذي تخلّى في مقابله للحريري عن وزير ماروني يطمح خوري ان يكون هو.
علماً انّ الحريري لم يحسم بعد من سيوزر من تيار “المستقبل” في طرابلس، في الوقت الذي حسم الرئيس نجيب ميقاتي تسمية عادل أفيوني وزيراً لكتلة “الوسط المستقل” وابلغ هذا الاسم الى المعنيين.
وفيما اطّلع عون من المدير العام للأمن العام اللواء عباس ابراهيم على المراحل التي بلغتها مبادرته، التي انهت العقدة السنّية، حضر الملف الحكومي في “بيت الوسط” بين الحريري والوزير علي حسن خليل، المعاون السياسي لرئيس مجلس النواب نبيه بري.
وأكّد خليل بعد اللقاء “أنّ الحكومة أقرب من لمح البصر”، لافتاً الى “أنّ البيان الوزاري سيبنى على قواعد بيان الحكومة السابقة، وهناك تفاهم في شأنه، والجديد فيه ما يتعلق بإصلاحات مؤتمر “سيدر”.
كذلك حضر الإستحقاق الحكومي في اجتماع الحريري مع الوزير اواديس كيدانيان والامين العام لحزب الطاشناق النائب هاغوب بقرادونيان، الذي زفّ الى الشعب اللبناني “اننا وصلنا الى اللحظات الاخيرة، ولا نعتقد انّه بقي هناك اي تفصيل حتى نتأخّر في استقبال الحكومة الجديدة مع استقبال السنة الجديدة”.
وأكّد أنّ الحريري طمأنه الى انّه “سيكون لحزب الطاشناق حقيبة وزارية”. ولفت الى أنّ البيان الوزاري “شبه جاهز”، وكشف انّه بعد عيد الميلاد عند الطوائف الارمنية ستُعقد جلسة الثقة بالحكومة الجديدة.
الاخبار
الحكومة أمام آخر شياطينها
كتبت صحيفة “الاخبار” تقول: ثبّت حزب الله “توقيعه” على مراسيم إعلان الحكومة قيد التحضير، لكن تبقى الجوجلة الأخيرة للأسماء والحقائب، مع إزالة ما استجد من تعقيدات قد تحتاج إلى ساعات إضافية. وهذا يعني أن الحكومة ستُعلن خلال يومين، منهية سبعة أشهر كاملة من تصريف الأعمال
بعد أن أسفرت مبادرة اللواء عباس إبراهيم عن تسمية جواد عدرا ممثلاً عن اللقاء التشاوري في الحكومة، يعكف اللقاء على لملمة تداعيات الحل. وهذه أولوية قوى 8 آذار أيضاً، التي تتوقع مصادرها أن عمر اللقاء سيكون طويلاً، مؤكدة انضمام جواد عدرا له.
فعلى رغم أن اسم عدرا جاء مفاجئاً لبعض أعضاء اللقاء، إلا أن ذلك لا يلغي أنه كان نتاج تسوية وافق عليها النواب الستة، وتقضي بتسمية كل عضو للاسم الذي يشاء، تمهيداً ليختار رئيس الجمهورية من بينها اسماً. وهنا لا تميز المبادرة بين النواة الصلبة للكتلة أي المرشحين الذين وصلوا بقدراتهم التمثيلية وبين النواب “الملحقين” بالكتلة.
في الأساس، كانت الخلاصة نتاج أمرين: عدم قدرة اللقاء على الاتفاق على اسم واحد من بينهم في البداية، وثانياً عدم اتفاقهم على تسمية ممثل عنهم. في الأمر الأول كان الصراع بين عبد الرحيم مراد وفيصل كرامي، وفي الثاني كان الصراع بين أسماء كل من حسن مراد وعثمان مجذوب وطه ناجي. الخلاف وشروط الحريري أوصلت إلى أن يكون الحل من خارج الأسماء الخلافية أو “المستفزة”، فكان عدرا.
الأساس أن اللقاء التشاوري فرض تمثيله في الحكومة الجديدة. وهو ما أكدته كتلة الوفاء للمقاومة التي أشادت، في اجتماعها الأسبوعي أمس، بإنجاز حكومة الوفاق الوطني التي سيشارك فيها “كل من له الحق في التمثيل بمن فيهم النواب السنة المستقلون الذين نجحوا في تحقيق مطلبهم وانتزاع إقرار بحقهم في حجز مقعد وزاري لهم وباسمهم”.
وفيما عُلم أن عدداً من أعضاء اللقاء اتصل بعدرا مهنئاً على اختياره من قبل رئيس الجمهورية، أصدر النائب فيصل كرامي بياناً أوضح فيه أن اللقاء لم يتبن عدرا ممثلاً عنه، إنما اختار عدداً من الأسماء من بينها جواد عدرا. وأضاف: “أي اسم يتم اختياره من قبل فخامة رئيس الجمهورية العماد ميشال عون، صاحب المبادرة، من بين هذه الأسماء سيكون ممثلاً للقاء التشاوري حصراً في حكومة الوحدة الوطنية”.
ولأن عدرا سيكون من حصة رئيس الجمهورية، على ما أسفرت التسوية، يسعى الوزير جبران باسيل إلى ضمه إلى تكتل لبنان القوي، والحصول منه على تعهد بالتصويت مع الكتلة، إلا أن هذا الطلب ظل مرفوضاً حتى مساء أمس. صحيح أن البند الأخير في مبادرة النقاط الخمس التي أطلقها المدير العام للأمن العام اللواء عباس إبراهيم، تقضي بأن يلتقي النواب الستة مع رئيس الحكومة المكلف، فإن هذا اللقاء “لم يعد مهماً، عملياً، بعدما اعترف الحريري بحقهم بالتمثيل”، بحسب مصادر 8 آذار. ومن غير المحسوم أن يعقد اللقاء قبل إصدار مراسيم تشكيل الحكومة.
بالنسبة لتيار المُستقبل، فقد أتى حل عقدة السنة المستقلين “بنصف مكسب لنا”، على ما تقول مصادر التيار. صحيح أن رئيس الحكومة تنازل عن موقفه الرافض لتمثيل نواب سنة 8 آذار بأي شكل من الأشكال، تضيف المصادر، لكنه “نجح في إجبار الفريق المقابل على عدم تسمية شخصية مستفزة له ولشارعه”. وعليه، فإن تسمية عدرا بالنسبة إلى المستقبليين هي “تسوية حفظت ماء وجه الجميع إلا النواب السنة، الذين لا يعترفون في ما بينهم بأن عدرا يمثلهم، بل يعلمون بأن التوافق حول اسمه كان يهدف في الدرجة الأولى إلى عدم كسر رئيس الحكومة”. وفي سبيل تظهير هذا المكسب يكرر المستقبليون مقولة أن “الحريري بقي ثابتاً على موقفه من عدم التنازل من حصته ولا بأي شكل من الأشكال”، وأن إصراره هذا “هو ما دفع برئيس الجمهورية إلى إطلاق مبادرته وحل الأزمة من قبله عبر تنازله عن وزير من حصته”. إضافة إلى ذلك يرى المستقبليون في عدرا “عدا عن كونه صديقاً للرئيس الحريري، شخصية معتدلة تربطها علاقات جيدة مع الأميركيين والأوروبيين والسعوديين وهذه قيمة مضافة”.
مع ذلك، فإن تظهير هذا الانتصار في “المستقبل” لا يقلل من “نصف الخسارة” التي مني بها التيار، بعد أن كرّس حزب الله من خلالها واقعاً جديداً، باعتراف مصادر التيار، عنوانه: “لا حكومة إلا بشروطه. وهو الواقع الذي ظهر تحديداً حين رفض الحزب تسمية وزرائه إلا بعد تمثيل نواب سنة 8 آذار”.
ثلاثة مراسيم يفترض أن تصدر بين اليوم وغداً (اعتبار الحكومة التي يرأسها الحريري مستقيلة ثم تسميته رئيساً لمجلس الوزراء، فتعيين الوزراء)، إلا إذا عادت شياطين التفاصيل وعرقلتها مجدداً. إذ يفترض أن تُحلّ، خلال الساعات المقبلة، مسألة وزارة العدل. هل تؤول إلى كاثوليكي أم إلى ماروني، وتحديداً هل تؤول إلى سليم جريصاتي أم إبراهيم كنعان؟ إنجاز هذه الخطوة يفتح الباب أمام إنهاء الحسابات التي تتعلق بكيفية توزيع وزراء الدولة على الكتل والطوائف. وتلك حسابات، ترتبط بحصة القوات أيضاً، هل يتخلى عن ماروني من المارونيين؟
وهل تؤثر حصة الحريري بمجرى هذه المشكلة؟ خصوصاً أنه يسعى إلى الحصول على حصة مارونية بدلاً من الأرثوذوكسية، وهو ما يرفضه التيار الوطني الحر، لأن ذلك سيعني اقتصار حصته المارونية على وزيرين أسوة بالقوات. كما سعى الحريري إلى استبدال حقيبة البيئة التي كانت آلت إلى كتلة التنمية والتحرير بحقيبة أخرى، إلا أن الوزير علي حسن خليل، الذي التقاه أمس، أبلغه أن الكتلة قدمت الكثير من التنازلات وساهمت في إنضاج الحلول، ولم يعد بإمكانها التنازل أكثر.
اللواء
رزنامة الحكومة: المراسيم خلال ساعات.. والثقة بعد 6 ك2
كتبت صحيفة “اللواء” يسابق وزراء تصريف الأعمال الوقت.. كل شيء انتهى، بعض الوزراء، طلب إليه الاستراحة بعض الوقت، وبعض الوزراء يمضي إلى يومه تارة حانقاً، وتارة “بالعاً للموسى”، كما يقال، في الأمثال الشعبية.
أعُدّ المسرح لوزراء جدد، تماماً، كما يعدّ المسرح لحقبة تعاون جديدة بين مكونات التسوية، قبل عامين ونيّف، كل ذلك على وقع صدمة القرار الأميركي الذي اتخذه دونالد ترامب الرئيس الأميركي حول مسألة سحب جنوده ودبلوماسييه من سوريا، فاتحاً مرحلة جديدة من الصراعات والمشكلات العرقية، والأثنية، ومخلفات قاتلة من حقبتي السلطنة العثمانية والاستعمار الأوروبي، الفرنسي والبريطاني القديم.
وقال مصدر مطلع لـ”اللواء” ان ما تمّ تحقيقه يعتبر ثابتاً، ولا عودة إلى الوراء، لافتا إلى ان هناك إعادة تقييم لمن تسند إليه وزارة الاعلام وكذلك وزارة الثقافة.
واستبعد المصدر إصدار المراسيم اليوم، مشيرا إلى ان الموعد المتداول رسمياً، هو يوم غد السبت، إلا إذا ارتؤي الاستعجال باصدارها مع ساعات المساء الأولى..
وعن الثقة، قالت مصادر نيابية، ان الموعد المبدئي، تقرر بعد عيد الأرمن في السادس من كانون الثاني المقبل، على ان تعطى كلمة واحدة لكل كتلة.
وتحدثت هذه المصادر عن رتوش على صيغة البيان الوزاري المعدل، لجهة التشديد على القضايا الاجتماعية والاقتصادية، من زاوية الإنماء المتوازن والسير بالمشاريع الإنمائية التي تضمنتها رزنامة مؤتمر “سيدر”..
“روتشات” أخيرة على التشكيلة
وإذا كانت ترتيبات إعلان مراسيم تشكيل الحكومة العتيدة، بين مساء اليوم أو صباح السبت، شبه جاهزة، باستثناء “التخريجة” النهائية، التي تقضي بأن يزور نواب “اللقاء التشاوري” للسنة المستقلين قصر بعبدا للقاء رئيس الجمهورية العماد ميشال عون، في حضور الرئيس المكلف للحكومة سعد الحريري، ليكون ذلك بمثابة “اعتراف” بحيثيتهم السياسية، وبالتالي فاتحة إنهاء “العقدة السنية” التي أخرت ولادة الحكومة ثلاثة أشهر، فإن المشاورات والاتصالات والجهد الذي بذل أمس، لم يقتصر فقط على “تخريج” بنود المبادرة الرئاسية، بل توسعت لتشمل وضع اللمسات الأخيرة، على التشكيلة الحكومية، خصوصاً بعدما برزت بعض المطالبات التي لم تصل إلى حدّ العرقلة، ولا سيما على صعيد ما وصفه مصدر نيابي لـ”اللواء” “بالتناتش على بعض الحقائب” المخصصة للطائفة المارونية، مما اقتضى لقاءاً سريعاً، بين الرئيس المكلف وعضو “اللقاء الديمقراطي” النائب وائل أبو فاعور المرشح لأن يتولى حقيبة الصناعة، التي يبدو انها ستذهب إلى حزب الطاشناق الأرمني، في حين بدا ان حزب “القوات اللبنانية” وضع عينه على حقيبة الإعلام بدل الثقافة، والتي رشح لها سابقاً الزميلة مي شدياق، فيما تردّد ان حقيبتي البيئة والزراعة داخلتان في البازار الحكومي، لكن المصدر رجح ان لا تشكّل هذه المطالبات المستجدة عوائق، مؤكداً ان كل شيء قابل للحل، طالما الأجواء جيدة، وثمة إرادة أو قرار كبير بإعلان ولادة الحكومة سريعاً، و”اقرب من لمح البصر” على حدّ تعبير وزير المال علي حسن خليل.
المصدر: صحف