ليست المشكلةُ باللغةِ او المكان، انما بالنوايا ومعها سياساتُ الهروبِ الى الامام .. فالكلامُ من لندن ليسَ غيرَه من بيروت، وبالانكليزيةِ ليسَ غيرَه بالعربية، انما العبرةُ باقتحامِ الازمةِ لحلِّها، واولُ الحلِّ الاعترافُ بها..
فدفنُ الرأسِ في ثلوجِ لندن لن يُعفيَ الرئيسَ المكلفَ من كلفةِ تأخيرِ تشكيلِ الحكومة، فكلُّ خيوطِ مشاوراتِ بعبدا دلت على مكمنِ المشكلةِ والحلّ: الرئيسُ المكلف..
لقاءُ رئيسِ الجمهوريةِ معَ نوابِ اللقاءِ التشاوري الستةِ كان ودياً وصريحاً، لكنه لم يَخرُج عن تبادلِ وِجهاتِ النظرِ المعروفةِ عن الحقِّ بالتمثيلِ وضرورةِ الاسراعِ بالتشكيل، واِن كانَ اللقاءُ بحدِّ ذاتِه ذا اهميةٍ في الشكل، فانَ المضمونَ تحكمُه مشاوراتُ الرئيسِ ميشال عون معَ الرئيسِ سعد الحريري بعد عودته، الذي اِن خطا خطوةً في الشكلِ ستكونُ كفيلةً بتسهيلِ المضمون، فلقاؤه بالنوابِ الستةِ اُولى خطواتِ الحلِّ كما يراهُ المعنيون.
مبادرةُ الرئيسِ عون لا تزالُ قائمةً بحسبِ عضوِ اللقاءِ النائب فيصل كرامي، وعندما تطرحُ المبادرةُ علينا سيكونُ لنا رأيُنا فيها كما قال، لكنْ لا بأسَ من ان يعرفَ اللبنانيونَ اننا لسنا بواردِ الغاءِ انفسِنا لصالحِ ايِّ أحد..
أحدٌ لم يرَ دخاناً ابيضَ بعد، لكنَ عين التينة رأت تفاؤلاً حذراً، بل آمالاً بان تنتهيَ مشاوراتُ الرئيسِ عون الى حكومةٍ قريبةٍ منسجمةٍ ومتآلفةٍ لتقومَ بمسؤولياتِها تجاهِ الاستحقاقاتِ التي نواجهُها، كما نَقَلَ النوابُ عن الرئيس نبيه بري..
اما الاستحقاقُ الذي يواجهُه لبنانُ عندَ الحدودِ الجنوبية، فقد انتَقَلَ الى داخلَ الجبهةِ الداخليةِ الصهيونية.
درعُ نتنياهو تحوَّلَت الى نوعٍ من المهرجانِ الاستعراضي لوزراءَ في الطاقمِ الوزاري، ولتخويفِ الجمهورِ الاسرائيلي بحسبِ زعيمِ حزبِ العمل آفي غاباي، فيما رأى مفوضُ ما يسمى شكاوى الجنودِ اسحاق بريك انَ الجيشَ العبريَ عاجزٌ عن استكمالِ حالةِ الجهوزية، متسائلاً: كيف سننتصرُ في الحربِ المقبلة ؟
المصدر: قناة المنار