تساءل وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو أمس عن فائدة المنظمات الدولية، بما فيها الأمم المتحدة والاتحاد الأوروبي، مؤكدا أن واشنطن تسعى إلى إصلاح النظام العالمي القائم.
وجاء ذلك في خطاب ألقاه بومبيو في بروكسل لتوضيح مواقف إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب في مجال السياسة الخارجية للأوروبيين الذين يشككون في تصرفات البيت الأبيض ويرون فيها تهديدا للاتفاقات الدولية.
وذكر بومبيو متسائلا “تأسست الأمم المتحدة كمنظمة للدول المتمسكة بالسلام، لكن هل تستمر في الأداء بمهمتها بنجاح؟”
ثم وصف بومبيو قرار بريطانيا الانسحاب من الاتحاد الأوروبي بأنه “جرس إنذار سياسي” إلى الاتحاد، وتساءل بشأن ما إذا كان الاتحاد “يستمر في ضمان مصالح الدول ومواطنيها أمام البيروقراطيين هنا في بروكسل؟”.
وردا على هذا التصريح رد أحد الحاضرين في القاعة بـ”نعم”، لكن بومبيو تجاهل ذلك، حسب صحيفة “نيويورك تايمز”.
كما طالت انتقادات بومبيو البنك الدولي وصندوق النقد الدولي ومنظمة التجارة العالمية ومنظمة الدول الأمريكية والاتحاد الإفريقي، لكن مع استثناء حلف الناتو، على الرغم من أن الرئيس ترامب سبق أن ندد بالحلف مرارا.
وقال وزير الخارجية الأمريكي: “يجب على المؤسسات الدولية أن تساعد في تطوير التعاون من أجل تعزيز الأمن وقيم العالم الحر، وإلا فينبغي إصلاحها أو إزالتها”.
وذكر بومبيو: “حتى أصدقاؤنا الأوروبيون يقولون أحيانا إن تصرفاتنا لا تخدم مصالح العالم الحر، لكن ذلك خطأ واضح”، مشددا على أن الولايات المتحدة ترى مهمتها في ضمان سيادتها و”بناء نظام عالمي ليبيرالي جديد بموجب قيم الديمقراطية” ولا تتخلى عن زعامتها وأصدقائها على الصعيد الدولي.
وحمل بومبيو روسيا والصين وإيران المسؤولية عن “نسف الاستقرار الدولي”، متهما إياها باستغلال “ثغرات” ضمن المؤسسات الدولية لتحقيق أهدافها الذاتية.
واتخذت الإدارة الأمريكية منذ تولي دونالد ترامب مقاليد الحكم سلسلة خطوات مثيرة للجدل، رأى فيها الكثيرون خرقا للاتفاقات الدولية الموجودة، بما فيها الانسحاب من الاتفاق النووي مع إيران، والاعتراف بمدينة القدس عاصمة لإسرائيل، والخروج من اتفاقية باريس للتغيرات المناخية، بالإضافة إلى نية البيت الأبيض الانسحاب من معاهدة الصواريخ متوسطة وقصيرة المدى المبرمة مع الاتحاد السوفيتي أواخر ثمانينيات القرن الماضي.
المصدر: وكالات