اعترفوا بعدَ ستةٍ وثلاثينَ عاماً اَنَهُم اغرقوا سفينةً لبنانيةً بصواريخِ غواصاتِهِم ذاتَ هدنةٍ في حَزيرانَ من العامِ اثنينِ وثمانين، وقَتَلوا من على متنِها من المهاجرينَ اللبنانيين..
يومَئذٍ كانَ لهُم ما يشاؤون، ومعهم لبنانيون يُصَفِّقون ..
اعترفَ الصهاينةُ بمسؤوليتِهِم عن عمليةِ “درايفوس” كما سَمُوها قُبالةَ شواطئِ طرابلس شمالَ لبنانَ كأحدِ الاسرارِ المكتومةِ عن حربِ لبنانَ الاولى، ولا سِرَّ يُبقونَهُ عما آلت اليهِ اوضاعُهُم بعدَ حربِ لبنانَ الثانية، وكيفَ اَنَّ كلَّ سُفُنِهِم واحدثِ انتاجاتِهِمُ العسكريةِ تخشى رياحَ الشَمالِ، المصحوبةِ بهديرِ المقاومةِ التي باتت ترسِمُ المعادلات، وتمنَعُ عن شعبِها كُلَ نوايا العدوانِ الصِهيوني وغيرِ الصِهيوني..
اعترفَ الاسرائيليونَ باِغراقِ السفينةِ اللبنانية بعدَ عقود، ويعترفونَ اليومَ اَنَهُم عاجزون،َ فهل من يعترفُ في لبنانَ بانَهُ يُغرقُ سفينةَ الوطنِ بالمكابرةِ وسوءِ التقدير، واَنهُ لا يمكنُ اللَعِبُ على حافةِ الوقتِ الذي قد يَغدُرُ بالجميع..
لا جديدَ حكومياً حتى الآن، فاللقاءُ التشاوريُ ينتظرُ ردَ الحريري على طلبِ النائب عبد الرحيم مراد الذي اتصلَ بمكتبِ الرئيسِ المكلَف طالبا موعداً باسمِ النوابِ الستةِ المستقلينَ للقائِه، ولا جوابَ الى الآن..
وعلى ضوءِ الجَوابِ، علمتِ المنارُ اَنَ الوزيرَ باسيل بصدَدِ القيامِ بتحرُّكٍ أو بمسعىً جديدٍ على خطِّ التشكيل، لم تتضح معالمُهُ الى الآن..
في الاقليمِ أزمةٌ واضحةُ المعالمِ تُضَيِقُ الخناق على رقبةِ وليِ العهدِ السعودي محمد بن سلمان، وكَشْفٌ تركيٌ جديدٌ في قضيةِ الخاشقجي هوَ اشبهُ بافلامِ مَصاصي الدماء، فيما الحَلْقَةُ الجديدةُ من فيلمِ ترامب الطويل لانقاذِ وليِ العهدِ السعودي، استجداؤُهُ اللوبي اليهودي، كاشفاً اَنَهُ لولا السعوديةُ لكانت اسرائيلُ في ورطةِ كبيرةٍ كما قال..
وليُ العهدِ المتورطُ قررَ الهروبَ الى الامام، وبدأَ جولةً في حدائقهِ الخلفيةِ بحثاً عن لقاءاتٍ تُضفي عليهِ بعضَ الشرعية، فزارَ الاماراتِ وسيزورُ مِصرَ، فيما يستعدُّ التونسيونَ لاستقبالهِ بالتظاهراتِ المنددةِ والبياناتِ المستنكِرَة، على ان يستقبلَهُ ملكُ البحرين، قبلَ استقبالِهِ لبنيامين نتنياهو القادمِ الى المنامةِ قريباً كما قال احدُ كِبارِ مستشاريه..
المنامةُ التي لن ينامَ اهلُها الحقيقيونَ على سياسةِ التطبيع، وهم يصرُخُونَ سلمياً ضدَ الدكتاتورية، ويَدعونَ غداً الى مقاطعةِ انتخاباتِها الشكلية..
المصدر: قناة المنار