قالت صحيفة لوفيغارو الفرنسية إن هناك مرضا مجهولا يسببه التدخين، ولا يكاد يعرفه الأطباء ولا المصابون، ويقتل المئات كل عام، ويفتك بالمرضى دون أن يشعروا به.
هذا المرض يدعى داء الرئة والشعب الهوائية المزمن والخانق (Chronic Obstructive Pulmonary Disease )، وهو ما زال مجهولا لدى كثيرين، رغم أنه يحصد 17 ألف شخص كل سنة، أي ما يبلغ خمسة أضعاف ما تقتله حوادث السير (في فرنسا)، ويصيب الأشخاص من سن الأربعين بنسبة 7.5%.
وتقول مارتين كور في مقال لها بالصحيفة إن أعراض هذا المرض تتجلى أساسا في ضيق في التنفس، حسب نيكولا روش اختصاصي الأمراض الرئوية في مستشفى كوشين ورئيس مجتمع علماء أمراض اللغة الناطقين بالفرنسية.
ورغم ظهور الأعراض، فإن المرضى أنفسهم قد لا يعلمون لعدة سنوات أنهم مصابون بهذا المرض؛ وبالتالي يبقون دون أي علاج. ويسبب التدخين 80% من حالات الإصابة بهذا المرض.
ويبدو أن ثلاثة أرباع المصابين به يجهلون إصابتهم، رغم أنهم قد بدؤوا يشعرون بالإعاقة إلى حد ما. ويقول أحد المرضى “أصبحت أشعر بانقطاع النفس أكثر فأكثر، ولكن الأمر بدا لي طبيعيا بحكم السن والتدخين والعمل تحت الأرض”.
وفي سنة 2001، حكت ماري جوزي دوسانتوس قصتها مع المرض، عندما طلبوا منها التوقف عن التدخين، وإن لم يشخَّص المرض لديها إلا بعد عشر سنوات، بعد أن فقدت عملها واضطرت إلى حمل قنينة أوكسجين على ظهرها، لتتحول إلى ناشطة للتعريف بهذا المرض والتحذير منه.
هناك عاملان يزيدان من خفاء هذا المرض: الأول جهل أغلب مختصي الصحة بأعراضه، والثاني التستر عليه من قبل المصابين به، لأنهم يعتبرونه إعاقة قد تسبب لبعضهم فقدان وظائفهم، وهذا ما جعل فريديريك دو غيون يدعو إلى مؤازرة المصابين بهذا المرض من أجل تحسين ظروف حياتهم.
ومما يزيد غموض وخفاء هذا المرض أنه يختلط بأعراض التقدم في السن، مما يؤدي إلى انقطاع النفس أثناء العمل والحركة.
ورغم أن هذا المرض هو المسؤول الأول عن 5% من وفيات 2016، ويعد القاتل في الدرجة الرابعة في حدود 2030 حسب توقعات منظمة الصحة العالمية؛ فيجب أن نبقى متفائلين.
المصدر: وكالة الصحافة الفرنسية