على وقعِ خطواتِ رجالِها مشت غزةُ من جديد، فرَحُبَت مساحتُها عزاً بما ضاقت به مشيخاتٌ وممالك ..
تراكضَ اهلُها الى الزِنادِ للدفاعِ عن الارضِ والعِرض ، زمنَ تراكضَ بعضُ العربِ الى زوايا الذلِّ والتطبيع، فطبَعَ الفلسطينيون المحاصرون على جبينِ الامةِ أملاً جديداً بدماءٍ نقيةٍ ستغسلُ عن الامةِ عارَ الكثيرين ..
ستُ ساعاتٍ من الاجتماعِ الوزاريِ المصغرِ لحكومةِ نتنياهو تحتَ نارِ المقاومين، انتهت الى الاذعانِ لشرطِ التهدئةِ التي رعتها مصرُ والاممُ المتحدة.. فجددت المقاومةُ المعادلة، وبعثت للاسرائيلي عبرَ الرسائلِ الصاروخيةِ ما فهِمَه جيداً زمنَ ضيقِ الخيارات، فتذكرَ كبارُ محلليهِ من فعلِ المقاومةِ الفلسطينيةِ اليوم، افعالَ المقاومةِ اللبنانيةِ من حيثُ الدقةُ وتنسيقُ الهجماتِ وفعاليتُها.. واَتبعت المقاومةُ رسائلَها بخاتمةٍ تقول: واِن عُدتُم عُدنا..
في لبنانَ عادَ رئيسُ الحكومةِ المكلفُ الى مشهدِ التشكيلِ الحكومي بعدَ غيابٍ طويل، وبعدَ طولِ كلامٍ لم يُعطِ الاجوبةَ الشافيةَ ولم يحدد المعاييرَ الواضحة، لكنه تركَ البابَ مفتوحاً على الحلول، واَقفلَ بابَ الحديثِ عن تراجعٍ عن التكليف، وهو البابُ الذي يبدو انه لم يَفتَحْهُ اصلاً..
من البدايةِ رفضتُ فكرةَ توزيرِ السنةِ المستقلينَ قال الحريري، فاجابَ من حيثُ لم يُرِد، انَ الفكرةَ طُرحت عليهِ منذُ الايامِ الاولى للتكليف، وليسَت مطلباً جديداً للتعطيل .. أرادَ الهروبَ من توزيرِ السنةِ المستقلين، فهربَ الى توزيرِ كتلةٍ مؤلفةٍ من اربعةِ نوابٍ ليس فيهم سوى سُنيٍ واحد، وتركَ ستةَ نوابٍ سنةٍ متكتلين، فأينَ حديثُه عن المعايير؟
خاطبَ الحريري جمهورَه بما يُريد، وخطبَ في السياسةِ كلاماً آخر، خلاصتُه أنَ البابَ ما زالَ مفتوحاً.
رجَعَ الرئيسُ المكلفُ نصفَ خطوةٍ الى الوراء، فكم سيستغرقُ من الوقتِ ليُسهِّلَ على نفسِه التشكيل؟..
المصدر: قناة المنار