من المتوقع أن ترتفع معدلات الإصابة بالحصبة في إندونيسيا بعد إعلان رجال الدين أن لقاح الحصبة يحتوي على مادة الجيلاتين المستخرجة من الخنازير، وهو ما يجعل استخدامه “إثما”.
وأدى هذا الإعلان إلى انخفاض معدلات التطعيم ضد الحصبة في البلد الواقع في جنوب شرق آسيا، عن النسبة الموصى بها، من 95% إلى أقل من 8% فقط.
ويشعر خبراء الصحة بالقلق من أن إندونيسيا ستعاني من وباء الحصبة، كما أن الحصبة الألمانية أيضا يمكن أن تؤدي إلى حدوث عيوب خلقية في حال أصابت الحوامل بالفيروس.
ويضاف الجيلاتين كعامل استقرار للعديد من اللقاحات والأدوية لمنع تلفها أثناء النقل. وحتى وقت قريب، كانت إندونيسيا واحدة من أكثر البلدان تسجيلا لحالات الحصبة في العالم، وفقا لمنظمة الصحة العالمية، وعلى الرغم من أنها أنتجت اللقاح الخاص بها ضد العدوى كجزء من خطط التطعيم في مرحلة الطفولة، إلا أن اللقاح كان غير مكتمل.
وقد اتبعت الدولة الواقعة في جنوب شرق آسيا في عام 2006، خطة تقودها منظمة الصحة العالمية للقضاء على الحصبة والحصبة الألمانية مع حلول عام 2020، إلا أن مسار الخطة تعرقل بعد أن أعلن مجلس العلماء الإسلامي الإندونيسي أنه لا يعتبر هذا اللقاح “حلالا”.
وقام أولياء الأمور على الفور بإلغاء تطعيم أبنائهم، حيث حصل 6 فقط من أصل 38 طالبا في مدرسة ابتدائية بسومطرة على لقاح الحصبة، وقد تجمع بعض الآباء خارج المدرسة لضمان عدم تطعيم أطفالهم، في حين زعم البعض أن أطفالهم اضطروا للبقاء في المنزل لعدم الحصول على التطعيم.
ومع إلغاء الآباء لتطعيم أطفالهم، ضغطت وزارة الصحة الإندونيسية على مجلس العلماء الإسلامي ليصدر “فتوى” تحلل اللقاح في أغسطس الماضي، إلا أن المجلس أعلن أنه “حرام” أو “إثم”، وذلك بسبب احتوائه على الجيلاتين الذي يستخرج من جلد الخنزير كمثبِّت.
ويحتوي اللقاح أيضا على بروتين التربسن المستخرج أيضا من الخنازير، والذي يمنع مكونات اللقاح من الالتصاق بحاوية الزجاج الخاصة به أثناء تصنيعه.
وأكد مجلس العلماء الإسلامي الإندونيسي أنه لا يعوق حملة التطعيم، مشيرا إلى أن الخيار في ذلك يعود لذوي الأطفال إذا رغبوا في ذلك. لكن تبعات هذه الفتوى قد وقعت بالفعل، إذ لم يتم تطعيم سوى 68% من الأطفال في الجزر المحيطة بجاوا حتى الآن، وفقا لوزارة الصحة، وفي آتشيه، التي يحكمها القانون الإسلامي، بلغت معدلات التطعيم 8% فقط.
وقال متحدث باسم مكتب منظمة الصحة العالمية في العاصمة جاكرتا إن معدلات التطعيم سيئة في العديد من المناطق بالبلاد.
وما زالت منظمة الصحة العالمية إيجابية حيال خططها لتحصين 95 % من الأطفال في إندونيسيا ضد الحصبة والحصبة الألمانية، ومددت الموعد النهائي للحصول على اللقاح حتى ديسمبر المقبل.
المصدر: ديلي ميل