قصف الجيش التركي الأحد بالمدفعية مواقع تابعة للقوات الكردية التي تدعمها الولايات المتحدة وتعتبرها أنقرة “إرهابية” في شمال سوريا، وفق ما أفادت وكالة أنباء الأناضول الرسمية.
واستهدف القصف “ملاجئ” تابعة لقوات حماية الشعب الكردية شرق الفرات في كوباني (عين العرب بالعربية) بشمال سوريا، بحسب الوكالة. وجاء الهجوم غداة قمة جمعت قادة تركيا وروسيا وفرنسا وألمانيا عقدت في اسطنبول وتناولت الأزمة السورية حيث تبنى المشاركون بيانا أكدوا فيه على التزامهم “العمل معا لخلق الظروف الملائمة لضمان السلام والأمن في سوريا”.
ويأتي القصف كذلك بعدما هدد الرئيس التركي رجب طيب اردوغان عدة مرات خلال الأيام الأخيرة بشن هجوم في سوريا شرق الفرات بعد عمليتين سابقتين نفذتهما تركيا غرب النهر، ووجه الجمعة “تحذيرا أخيرا” لوحدات حماية الشعب الكردية.
وأفادت الأناضول أن القصف التركي استهدف مواقع وخنادق تابعة لوحدات حماية الشعب الكردية على تلة في بلدة زور مغار الواقعة على الضفة الشرقية للفرات مقابل مدينة جرابلس. وأكدت الأناضول أن القصف التركي جاء ردا على إطلاق نيران من هذه المنطقة. ودعمت واشنطن وحدات حماية الشعب الكردية في قتالها ضد تنظيم داعش حيث تسيطر القوات الكردية على مناطق في شمال وشمال شرق سوريا، لكن أنقرة تعتبرها امتدادا لحزب العمال الكردستاني. وتصنف تركيا وحلفاؤها في الغرب حزب العمال الكردستاني على أنه مجموعة إرهابية.
ويشكل دعم واشنطن للقوات الكردية نقطة خلاف رئيسية بين الولايات المتحدة وتركيا، الشريكتان في حلف شمال الأطلسي حيث شهدت علاقتهما تراجعا كبيرا خلال العامين الماضيين. وقد يؤدي هجوم تركي واسع النطاق في شرق الفرات إلى تأجيج التوترات أكثر بين البلدين بعد أن بلغت ذروتها خلال الصيف الماضي. وفي الأشهر الأخيرة، هددت تركيا مرات عديد بشن هجوم على مدينة منبج التي تسيطر عليها وحدات حماية الشعب الكردية وحيث ينتشر أيضا جنود أميركيين.
وتجري تركيا والولايات المتحدة في الوقت الراهن دوريات مشتركة لتهدئة التوترات. وأعلنت هيئة الأركان التركية في بيان أن إحدى هذه الدوريات أجريت الأحد. وشنت تركيا عمليتين غرب الفرات منذ العام 2016 لإبعاد المقاتلين المتطرفين عن حدودها ومنع ارتباط المناطق الخاضعة لسيطرة وحدات حماية الشعب الكردية ببعضها البعض.
المصدر: وكالة الصحافة الفرنسية