رأى عضو كتلة التنمية والتحرير النائب ياسين جابر، في حديث إذاعي أن تأليف حكومة إئتلافية يستغرق وقتا، وليست المرة الأولى في لبنان التي يحصل فيها تأخير في ولادة الحكومة”، مشيرا إلى أن النظام في لبنان ليس حزبيا بل أقلية وأكثرية، وان البرلمان فيه العديد من الكتل ولكي يكون هناك إئتلاف يلزمه وقت، وهذا لا نشهده فقط في لبنان إنما في العديد من الدول، ولا سيما في موضوع التفاهمات ونسب المشاركة”.
وقال “في الأشهر الماضية، تم تذليل الكثير من العقبات، وهناك شبه صورة للحكومة المقبلة ويبقى بعض التفاصيل، نتمنى أن يتمكن الرئيس المكلف سعد الحريري من تذليلها في الأيام المقبلة”، مشيرا الى ان استمرار التفاؤل الذي عبر عنه الرئيس الحريري في كلامه أمس في المملكة العربية السعودية، لا بد وأن تكون لديه معطيات تساعد على هذا التفاؤل”.
ورأى جابر ان “معظم العقد أصبحت وراءنا وأننا قطعنا مرحلة جيدة، ولا ننسى لقاء الرئيس الحريري مع وزير الخارجية في حكومة تصريف الاعمال جبران باسيل وما تسرب من معلومات عن أن الأجواء كانت جيدة”. وقال “أتصور أن الحكومة أخذت وقتا كافيا من أجل أن يعطي كل واحد رأيه ويطالب بالحصص، حان الوقت للالتفات إلى وضع البلد ولا سيما الى الوضعين الإقتصادي والمالي. هناك وعود كبيرة من العالم لمساعدة لبنان ولا يجب ان نضيع الفرصة”.
وقال “لبنان أمنيا جيد جدا، وما كان يحصل حوله في سوريا عاد وإستقر الوضع وفتحت المعابر إلى العالم وهذه تطورات جديدة. بالأمس، أعفى العراق اللبنانيين من تأشيرة الدخول إليه ووقع عقودا نفطية مع شركات كبرى عالمية وسيدخل عالم الدول النفطية، وهذه كلها أمور إيجابية”.
وأعرب عن ارتياحه لما جاء في كلمة الرئيس الحريري عن الإقتصاد وتطلعات لبنان وتركيزه على موضوع الإصلاح، مشيرا الى ان “ما يقوله الحريري يلزمه تطبيق. فقد تحدث عن إصلاحات، القوانين موجودة والتشريعات جاهزة. علينا أن نعيد هيكلة الكهرباء فلا يمكن أن نستمر على هذا النحو، وأيضا هيكلة قطاع الإتصالات. الهيئة العامة للطيران قانونها موجود وما حصل في مطار رفيق الحريري الدولي في بيروت غير مقبول، المجلس النيابي أصدر قانون الشراكة بين القطاعين العام والخاص، وفي مؤتمر سيدر واحد يوجد 7 مليار على أساس الشراكة. نريد أن نتعامل مع الشركات العالمية بإحترام ويجب أن نجلبها إلى لبنان الذي يريد أن يغير صورته وواقعه. وكلام الرئيس الحريري بالأمس كان في هذا الإتجاه. علينا أن نساعد أنفسنا ليساعدنا العالم وأن نتكل على أنفسنا فنشكل حكومة على الأقل”.
وأعلن جابر “ان دستور الطائف أعطى صلاحية للحكومة مجتمعة”، وقال “لنبدأ العمل في المكان الصحيح من أجل اتخاذ القرارات ولنبدأ بتطبيق القوانين. يجب أن تشكل الحكومة صدمة إيجابية للرأي العام ونقوم بخطوات جدية إصلاحية توحي بوجود تغيير في المشهد الداخلي اللبناني. الوصفات كلها موجودة، فهل ستطبق، وهنا السؤال”.
وعن مدى التآلف في الحكومة المقبلة لتطبيق الاصلاح، قال جابر “هذا ضمن الأمور الأساسية التي ستؤخذ بعين الإعتبار عند تشكيل الحكومة، وعلى كل وزير أن يتعهد بالسير في عملية الإصلاح. لا يمكن أن نخسر مليارات الدولارات في قطاع مربح كالكهرباء مثلا، يوجد خطأ في مكان ما، ان استمرار الوضع على ما هو سيدمر الخزينة. ولا بد من تعزيز أجهزة الرقابة وعلينا في المجلس النيابي أن نحاسب ويجب ان نعمل كما ينص عليه الدستور ونحاسب الوزير المقصر أو الذي يرتكب مخالفات دون أن نتهم بالإعتداء على طائفته”.
وعن العقوبات الأميركية وتأثيرها على لبنان، قال جابر “لبنان قام بما يلزم ولا يمكن عمل شيء سوى تشكيل حكومة جديدة”.
المصدر: الوكالة الوطنية للاعلام