متلازمة رينود (Raynaud’s syndrome) اضطرابات وعائية تشنجية تتسبب في انخفاض إمدادات الدم إلى بعض أجزاء الجسم، خاصة أصابع اليدين والقدمين والذقن والأنف. وسميت المتلازمة على اسم الطبيب الفرنسي موريس رينود الذي وصفها.
ووفقا لاختصاصي الأوعية الدموية الألماني كليمنس فاريش فإن متلازمة رينود تعرف أيضا باسم أظفار الموتى، وهي تهاجم النساء بصفة خاصة في الشتاء، حيث يشكلن 90% من المصابين بهذه الظاهرة. وتتمثل الأعراض في برودة وشحوب وزُرقة اليدين والقدمين، والشعور بآلام بها.
وأوضح فاريش أن الأصابع تصبح على نحو مفاجئ باردة كالثلج وخالية من الدم وتعاني من الخدر تماماً مثل أصابع الموتى، مشيراً إلى أن أسباب هذه الظاهرة غير المعلومة على وجه الدقة تتمثل غالباً في البرودة، مثل الرياح الباردة في الشتاء أو ماء الصنبور البارد أو درجات السالب في المُجمّد.
وتتسبب هذه البرودة في انقباض الأوعية الدموية بالأصابع -وفي حالات نادرة أصابع القدم أيضا- ومن ثم توقف سريان الدم. وأحياناً يستغرق تشنج الأوعية الدموية بضع دقائق، وأحياناً أخرى عدة ساعات.
وفي البداية، تكون الأصابع باردة وتعاني من الخدر، وفي حال رجوع الدم إلى الأوعية الدموية الدقيقة يحس المصاب بوخز وألم، وإلى جانب البرودة، يمكن أن ترجع أسباب هذه الظاهرة أيضاً إلى التوتر العصبي وبعض الأدوية مثل حاصرات بيتا، كما أن انخفاض ضغط الدم قد يكون سبباً محتملاً.
وتنقسم هذه الظاهرة إلى نوعين، ظاهرة أولية: وغالبا ما ترجع إلى البرودة أو التوتر النفسي أو الأعباء النفسية، وكثيرا ما تصيب النساء في المرحلة العمرية بين 20 و40 عاما.
أما الظاهرة الثانوية فترجع إلى سبب آخر مثل أمراض المناعة الذاتية كالروماتيزم أو أمراض النسيج الضام أو أمراض الدم والأوعية أو اضطرابات الأعصاب.
وفي البداية، يمكن مواجهة هذه الأعراض من خلال تدفئة اليدين والقدمين جيدا وممارسة الأنشطة الحركية لتنشيط الدورة الدموية، وفي حال استمرار المتاعب، فينبغي حينئذ استشارة الطبيب لتحديد السبب الحقيقي الكامن وراء هذه الأعراض.
وأكد اختصاصي الأوعية الدموية الألماني أن الدفء يعد سلاحاً فعالاً لمحاربة ظاهرة رينود، حيث ينبغي لهذا الغرض ارتداء القفازات حتى في المنزل.
كما ينبغي تدفئة الأيدي من خلال الماء الساخن، ولكن مع مراعاة ألا يكون ساخناً للغاية تجنباً للإصابة بحروق نظراً لأن الأصابع الخالية من الدم تفتقر للقدرة على تحمل السخونة.
المصدر: dpa