بعدَ طولِ انكارٍ اعترفت السعوديةُ بموتِ جمال الخاشقجي داخلَ القنصليةِ في اسطنبول، واَتبعت الاعترافَ بروايةٍ عن شجارٍ ادى الى الوفاة، ثُم باتهاماتٍ لثمانيةَ عشرَ متورطاً، واقالاتٍ لاقربِ الامنيينَ التابعينَ لمحمد بن سلمان..
ظنَّ السعوديُ انه يجيبُ عن السؤالِ العالمي حولَ مصيرِ جمال الخاشقجي، فاعطى روايةً فتحت البابَ على الفِ سؤالٍ وسؤال..
اذا كانَ الخاشقجي قُتل بشجارٍ قبلَ ثمانيةَ عشرَ يوماً فلماذا الانكارُ السعوديُ طيلةَ هذه المدة، وكيفَ كانَ اولُ تعليقٍ سعوديٍ بأنه خرجَ من القنصلية؟ وماذا عن اطلالةِ القنصلِ الشهيرةِ التي انكرَ فيها ايَ معرفةٍ بمصيرِ الخاشقجي؟ ثُم ايُ شجارٍ هذا الضالعُ فيهِ ثمانيةَ عشرَ شخصاً من ابرزِ رجالاتِ الامنِ الذين حضروا خصيصاً من السعودية؟ واذا كان شجارٌ داخلِ القنصليةِ فلماذا اقالةُ نائبِ مديرِ الاستخباراتِ واكبرِ موظفي الديوانِ الملكي السعودي على خلفيةِ القضية؟ والسؤالُ الابرز، اذا كانَ شجارٌ تسببَ بالوفاة، فاينَ جثةُ جمال الخاشقجي ولماذا لم يُكشف عنها فورَ الاعلان؟
روايةٌ اثارت غضبَ المستشارةِ الالمانيةِ انجيلا ميركل، وخشيةَ الامينِ العام للامم المتحدة، واستنكارَ العديدِ من الدولِ والمنظماتِ في العالم، فيما اشادَ بها البحرينيُ والاماراتي، وحتى عبد ربه منصور هادي صدَّقَ الروايةَ وكذلك دونالد ترامب. الرجلُ الذي حاولَ انقاذَ حليفِه بن سلمان، فما استطاعَ الا بروايةٍ اقلُ ما وصفَها السيناتور الجمهوريُ راند بول بانها استخفافٌ من بن سلمان بالاميركيين وبالرايِ العام، بل هي روايةٌ تتحدَّى المنطقَ بحسبِ السيناتور الديمقراطي ريتشارد بلومنثال..
حاولَ السعوديُ ان يقدمَ مخرجاً يُنجي بن سلمان، وباتت الكرةُ بالملعبِ التركي، الذي يملكُ على ما تقولُ تسريباتُه الاعلاميةُ الروايةَ الكاملة. فهل يكونُ شريكاً بالصفقةِ الترامبية السلمانية؟ ام أن لديه اقوالاً اخرى؟
في لبنانَ لا اقوالَ حكوميةً ولا تفسيراتٍ منطقيةً للتعقيداتِ التي اَخرت التشكيلَ الى الآن، وان كانت كلُ العقدِ قابلةً للحلِ بحسبِ الرئيسِ المكلف سعد الحريري، فانَ الفول ما زالَ خارجَ المكيولِ بحسبِ الرئيسِ نبيه بري ..
وبحسبِ مصادرِ القصرِ الجمهوري فانَ الرئيسَ قدمَ كلَ التسهيلاتِ واقصى التنازلات، ولم يبقَ اذاً سوى عقدةِ القوات..
المصدر: وكالة الصحافة الفرنسية