هو أولُ الايامِ العشَرَةِ الموعودةِ على طريقِ وِلادةِ الحكومةِ الميمونة، التي ألزمَ الرئيسُ المكلفُ سعد الحريري نفسهُ بها، وخُلاصتُهُ رفعٌ لسقفِ الاشتباكِ بما لا يُشبِهُ الحديثَ المفرِطَ عن التفاؤلات.
فما اَن انتهى رئيسُ التيارِ الوطني الحر جبران باسيل من مؤتمرهِ الصِحافي، مؤكداً على ضَرورةِ اعتمادِ مِعيارٍ واحدٍ للتأليف، واحترامِ قاعدةِ الاَحجامِ وَفقَ ما أفرزته الانتخاباتُ النيابية، حتى غردَ الوزيرُ القوّاتي ملحم رياشي مستحضراً أفلاماً عربية، وأعطى لباسيلَ دورَ البطولةِ عن فيلمٍ بعنوان ” لا أريدُ حلّا”.
صحيحٌ أننا أمامَ فيلم، اِلا اَنَهُ في الواقعِ فيلمٌ أميركيٌّ – عربيٌّ طويل، عنوانُهُ الابتزازُ بمطالبَ محليةٍ متضخمة، تضخُ السلبيةَ بشروطٍ متجددة كلما لاحت في الافقِ اجواءٌ ايجابية، وصَوَّبَ اللبنانيونَ- كما فعل الوزير باسيل – على مكامنِ المشكلةِ الحقيقيةِ، التي يحترِفُ البعضُ تأديةَ دورِها باتقان، نيابةً عن اصحابِ الاِخراجِ والتأليف
..
وبلغةِ الاَفلام، ماذا عن الفليمِ الاميركي السعودي الطويل؟ فعلى مدى اسبوعٍ يتدرَجُ ترامب في اهاناتِهِ للمَملكة: انتم من دونِنا لا شيء، وبدونِنا لن تصمُدوا اسبوعين، الى ان جاءَ العرضُ الثالثُ أمامَ مِهرجانٍ انتخابي، حيثُ خاطبَ ترامب الملكَ سلمان بالقول: أيها الملك أنتَ رائع ، لكن أنا جادٌّ وعليكَ الدفع، الى هذا المستوى وصلَ الكلامُ على الملأِ بِحقِ المملكة ادفَع بالتي هيَ أحسن، فاينَ النخوةُ السعوديةُ للحِفاظِ على مَقامِ مَلِكِهِم، واينَ البطولاتُ السعوديةُ وبعضُ توابِعِها العربية التي فاضت زمنَ الاشتباكِ مع الدولةِ الكَنَدية، بل اينَ اِعلامُ المملكةِ وتوابِعُهُ الناطقةُ بكلِ احرفِ السموِ والجلالة، اينَ الغيرةُ والحميةُ على مَلِكِكِم يا سادة ؟ اما مِن مجيبٍ لترامب ورادٍّ للاِساءَة؟
ومحواً للاساءة التي تُمْعِنُ بها مقالاتُ السياسة الكويتية بحقِّ لبنان والرئيس نبيه بري، كانَ اتصالُ رئيسِ مجلسِ الامة الكويتي مرزوق الغانم بالرئيسِ بري مشدداً على مَتانهِ العَلاقاتِ الكويتية – اللبنانية ، وتقديرِ الكويتِ لرئيسِ مجلسِ النواب، الذي ردَ التحيةَ بأحسَنَ مِنها، مؤكداً أنَ عشراتِ المقالاتِ الصِحافيةِ المسيئةِ لن تؤثرَ في العَلاقاتِ الثنائيةِ بينَ البلدين.
المصدر: قناة المنار