أعربت بعثة الأمم المتحدة للدعم في أفغانستان “يوناما” عن قلقها إزاء تزايد عدد الضحايا المدنيين جراء غارات جوية، لافتة إلى أنها تلقت تقارير موثوقة عن آخر حادث وقع في وقت متأخر من مساء السبت الماضي في ولاية كابيسا شمال العاصمة كابول. وقالت البعثة، في بيان الثلاثاء، “تلقت بعثة الأمم المتحدة للدعم في أفغانستان ادعاءات متعددة وموثوقة مفادها أنه في 22 أيلول/سبتمبر، ألقت طائرات حممها على منزل معلم مدرسة في منطقة بدراب بمديرية تاغاب في كابيسا، ما أسفر عن مقتل 9 مدنيين، بينهم أربعة أطفال وثلاث نساء، وإصابة عدة أشخاص آخرين بجروح”.
وأضافت “جميع ضحايا الهجوم من أسرة واحدة، بما في ذلك الأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين عامين و12 عاما، والأجداد. وبحسب “يوناما”، فقد وقعت الحادث أثناء العمليات التي نفذتها القوات الموالية للحكومة ضد طالبان في المنطقة، مشيرة إلى أنه لم يتضح على الفور ما إذا كانت الضربة قد نفذتها القوات العسكرية الدولية أو سلاح الجو الأفغاني. وأكدت البعثة أنها على تواصل مع الجهتين وذلك في إطار عملية تحقيق مستقلة تجريها حول هذه الحادثة، وحثت جميع الأطراف في الصراع بالوفاء بالتزاماتها بحماية المدنيين من الأذى، داعية جميع أطراف النزاع في أفغانستان إلى “التقيد الصارم بالتزاماتها بموجب القانون الإنساني الدولي باتخاذ جميع التدابير الممكنة لحماية المدنيين”.
وقد وثّقت بعثة الأمم المتحدة للدعم في أفغانستان في الأشهر الستة الأولى من العام الجاري، بحسب البيان، سقوط 353 ضحية مدنية (149 حالة وفاة و 204 جرحى) بالغارات الجوية، بارتفاع بلغ 52 بالمئة عن الفترة نفسها من عام 2017. ومما يثير القلق بوجه خاص أن النساء والأطفال يشكلون أكثر من نصف جميع ضحايا الهجوم الجوي من المدنيين. وعزت البعثة 52 بالمئة من جميع الإصابات في صفوف المدنيين إلى هجمات جوية أفغانية، و45 بالمئة بفعل القوات الدولية، والنسبة المتبقية البالغة 3 بالمئة لقوات موالية للحكومة غير محددة الهوية. وبحسب المعطيات فإن العمليات الجوية تسببت بنحو 7 بالمئة من جميع الإصابات في صفوف المدنيين في الصراع الأفغاني في النصف الأول من العام الجاري. وجددت البعثة، في ختام البيان، دعوتها للقوات الحكومية إلى “الوفاء بالتزامها بالمراجعة المنتظمة لبروتوكولات الاستهداف وكفالة تدابير التخفيف والتعويض للضحايا”. وأعلنت بعثة الأمم المتحدة في أفغانستان، في منتصف تموز/يوليو الماضي، تسجيل أعلى عدد للضحايا المدنيين خلال النزاعات، في الأشهر الستة الأولى من 2018، إذ قتل 1692 مدنيا في الفترة من الأول من كانون الثاني/يناير وحتى 30 حزيران/يونيو 2018.
المصدر: وكالة سبوتنيك الروسية