خليل موسى موسى – دمشق
منذ اعوام بدأ الحديث حول امتلاك سورية لمنظومة الدفاع الجوي الروسي “اس300″، لكن الظروف الإقليمية آنذاك وبعض الضغوطات على الجانب الروسي حالت دون ذلك، إلى أن جاءت الأزمة بين روسيا والكيان والصهيوني وسقوط ضحايا روس ليبدأ فصل جديد من حكاية منظومة الدفاع الآلية المتطورة.
على ضوء تصريحات وزير الدفاع الروسي سيرغي شويغو اليوم الاثنين حول تسليم سورية منظومة الدفاع الجوي S300 خلال أسبوعين من تاريخه، أجرى موقع قناة المنار لقاء مع الخبير الاستراتيجي اللواء محمد عباس للإضاءة على أبعاد هذه الخطوة.
يؤكد اللواء عباس أن تسليم منظومة الدفاع الجوي كواحد من أشكال الرد الروسي على التسبب بإسقاط الطائرة الروسية “إيل20” واستشهاد طاقمها، لم يقف عند هذا، فتصريح وزير الدفاع الروسي حول تزويد المنطقة في محيط القواعد الروسية وعلى مدار واسع في اللاذقية وطرطوس بشكل مبدأي بمنظومات تشويش كهرومغنطيسي لسد المجال امام الطائرات الصهيونية وغيرها من الاهداف المعادية، أمر يزيد من اهمية ال S300 في سورية.
منظومة “اس300” ستعمل ضمن برنامج متكامل، و سترتفع القدرات الجوية السورية في التصدي لأي غارة صهيونية بشكل قياسي. وما ذكره اللواء عباس حول ارتفاع مدى قدرات سورية في التصدي للغارات، لا يتوقف عند المسافة بالكيلومترات، بل في القدرة على التصدي للصواريخ البالستية المتوسطة والمنخفضة وعالية الارتفاع، ويشير إلى ان هناك منظومات لحماية المؤسسات الرسمية للدولة.
ما يضيفه الخبير الاستراتيجي حول المدى العالي للتصدي السوري يأتي من تكامل المنظومات الدفاعية بدءاً من العامل البشري الذي يتقن استخدام هذه المنظومات، بكفاءات تكنولوجية وعلمية عالية، إضافة إلى تكامل في المنظومات ذاتها من حيث الجانب التقني، ووجود منظومات فرعية لحماية المواقع والأهداف الهامة.
يذهب الخبير الاستراتيجي إلى وجود اسس معرفية دائمة تعتمد على الجانب العلمي بالدرجة الأولى بما يرتبط بتطوير عمل المنظومات والعاملين على تشغيلها من إتقان ومعرف سرعة الهدف وخط الكشف والإطلاق والتدمير للأهداف، علاوة على ما كان من كفاءة عالية في السابق لدى الدفاعات السورية، وبما أن هناك علاقات عسكرية قوية وتاريخية بين روسيا وسورية، فقد تم تدريب ضباط الدفاع الجوي السوري على استخدام المنظومات الجديدة التي باتت في طريقها إلى دخول مجال العمل قريباً على الأراضي السورية.
وفيما يتعلق بالاتفاقيات المبرمة بين اسرائيل وروسيا، تحدث ضيف الموقع عن أن فحواها الأساسي ينص على عدم التصادم بين طائرات الطرفين فوق الأراضي السورية، ولكن أشار إلى تغير الظروف ما جعل الاتفاقيات تمسي قيد ما صرح به وزير الدفاع الروسي اليوم وخاصة حول ما يتعلق بالمنظومة الدفاعية الجوية المتطورة التي ستقلق العدو الاسرائيلي.
ومن خلال ما استعرضه اللواء عباس بشكل سريع حول الحدث الوارد من روسيا اليوم، فإن الامور قبل الغارة الصهيونية الأخيرة على الساحل السوري لن تكون كما بعدها، مع احتمال أن يكون هناك محاولات عدوانية من الجانب الصهيوني ولكن بشكل سيقيده اكثر التطور الجديد للدفاعات الجوية السورية بشكل ملحوظ.
المصدر: موقع المنار