شدد نائب الأمين العام ل”حزب الله” الشيخ نعيم قاسم، خلال المجلس العاشورائي المركزي الذي يقيمه الحزب في مجمع الإمام الحسين في مدينة صور، على أن “قوتنا في وحدتنا، ولا نرد على بعض الخصوم الذين تحدثوا في بعض الأحيان عن احتكار الطائفة الشيعية، فأي احتكار يتحدثون عنه؟ نحن “حزب الله” ندلي بدلونا، وحركة “أمل” تدلي بدلوها، ونجلب ويجلبون الناس من حولهم، ويتكتلون قناعة بأن الوحدة بين الحزب والحركة فيها خير كثير لطائفتنا وبلدنا ومنطقتنا والعالم بأسره، وبالتالي لماذا نرد على أولئك المغتاظين الذين جربوا حظوظهم كثيرا ليوقعوا الفتنة، ولكننا والحمد لله وقفنا صادقين وصامدين في مواجهة هذه التحديات. صحيح أن البعض يقول إن هناك بعض التفاصيل والإشكالات، وهذا كله يحل بالطريقة المناسبة، ولكننا سنبقى نعلن أمام العدو والعالم والمسيرة وترسيخ الخط وإسرائيل وأميركا والقوى المتغطرسة، بأننا نتفاعل ونتعاون موحدين مهما بلغت التضحيات والصعوبات”.
أضاف: “اليوم اعتقد أن الجميع لاحظ بأن التدخلات الأجنبية في لبنان سواء كانت من أميركا أو الدول الأوروبية أو بعض الدول الخليجية لا تعمل لمصلحة لبنان، بل تعمل لمصالحها، والتدخلات الأجنبية ترعى مصالحهم على حساب مصلحة لبنان، واليوم أمامنا تجربة اسمها النازحون السوريون، ولبنان بكل أطيافه قام بواجبه على أكمل وجه في استقبال مئات آلاف النازحين السوريين، وإيوائهم ورعاية شؤونهم من العام 2011 حتى الآن، ولكن اليوم أصبحت هناك إمكانية لعودتهم إلى بلدهم، وخصوصا أن ثلاثة أرباع سوريا وربما أكثر أصبحت محررة وبيد الدولة السورية التي تقول أهلا بالمواطنين ليعودوا إلى بلدهم، وإنها حاضرة للتساهل والتسامح وإجراء العفو، وعليه لبنان ببعض أطرافه يفكر أن يسهل عودة السوريين طالما أن بلدهم يستقبلهم وأن أسباب النزوح زالت، فهنا تتدخل الدول الكبرى وبعض الدول العربية ويقولون بأنه ممنوع على النازح العودة إلى سوريا، بحجة أنه لا يوجد أمن في سوريا. لا تكذبوا علينا وتحدثوا بالحقيقة للناس. أنتم تريدون النازحين في لبنان ورقة مساومة لتقولوا بأن استمرار وجودهم في لبنان دليل على أن سوريا غير آمنة، ومن أجل أن يعودوا بشكل آمن لا بد من حل سياسي يحتاج فيه المفاوضون إلى أوراق قوة كانوا يعتقدون بأنها تكمن في الإرهاب التكفيري، فعندما كسر الإرهاب التكفيري وأعيدت الأرض، لم يعد لديهم أرض محتلة ليفاوضوا عليها الدولة السورية، فوجدوا أن خزان النازحين يصلح ورقة مساومة من أجل أن يضعوها على طاولة المفاوضات، ويقولون بإننا نقبل بإعادتهم إذا أعطيتموننا مكتسبات سياسية، إذا هم لا يريدون عودة النازحين لمصالحهم على الرغم من المشاكل والتعقيدات التي أدت بلبنان إلى أن يعيش بعض الأزمات نتيجة وجود هذا العدد الكبير من النازحين، مع العلم أن بإمكانهم أن يعودوا آمنين إلى بلدهم”.
وتابع: “ليس من مصلحة لبنان ربط عودة النازحين بالحل السياسي، لأن الحل السياسي يمكن أن يطول سنة أو سنتين أو أكثر حتى يقتنع جماعة الغرب وبعض الخليج بأنهم لا يستطيعون تحقيق بعض المكتسبات، ولا سيما أنهم غير مبالين بما يحصل لسوريا وشعبها، ولو بقيت سوريا على هذه الحال عشر سنوات وعشرين سنة، هم ماذا يخسرون؟ وظيفتهم فقط أن يدفعوا المال والتحريض والضغط السياسي الدولي، ولكن الشعب السوري هو الذي يخسر بشقيه وشعوب المنطقة بأطرافها المختلفة، فهذه الدول تحركت سابقا عندما بدأ النزوح يصل إلى أوروبا وبدأوا يدعمون المناطق عندنا فقط ليمنعوا النازحين من أن يذهبوا إليهم، فهؤلاء جماعة يفتشون عن مصالحهم. نحن لنا مصلحة في العلاقة الاقتصادية مع سوريا، والبعض يطالب سوريا بفتح معبر نصيب باعتبار أن لنا ولهم مصلحة في ذلك، والسوريون أكدوا أنهم حاضرون لفتح المعبر لكن على قاعدة التواصل المباشر بين الحكومتين، وبالتالي ما هو الذي يمنع أن نتفاهم مع سوريا ولا سيما أن الدستور يؤكد العلاقة المميزة مع سوريا، وبالتطبيق العملي هناك سفير لبناني في سوريا وسفير سوري في لبنان، وبالمصلحة لنا مصلحة معهم ولهم مصلحة معنا، أما بالحرب، ليس للبنان علاقة بالحرب التي حصلت في سوريا، و”حزب الله” عندما ذهب إلى سوريا، ذهب كحزب وليس ممثلا للدولة اللبنانية ولا علاقة للدولة اللبنانية بذلك. نحن ذهبنا نناصر إخوتنا الذين ناصرونا من أجل دعم محور المقاومة الذي ينعكس إيجابا علينا وعلى اللبنانيين، وبكل صراحة، ضرب الإرهاب التكفيري في سوريا حمى لبنان إلى عشرات ومئات السنين من هذه الجرثومة السرطانية المتولدة من جرثومة إسرائيل السرطانية”.
وقال: “لو انتظرنا نصائحهم عن سبل مواجهة إسرائيل لكنا اليوم أمام توطين يشمل أغلب قرى الجنوب، وأمام مطالبات بأن يكون لهم طائفة ودور في تشكيل السلطة اللبنانية، ولو سمعنا نصائحهم بالعودة إلى مجلس الأمن الذي تديره أميركا لمصلحة إسرائيل، لما وصلنا لأي نتيجة، ولكن الحمد لله أننا قلنا لا، لأنهم يريدون أن يكون لبنان بوابة لتصفية القضية الفلسطينية، ولولا المقاومة الإسلامية في لبنان، لكان لبنان معبرا لتصفية القضية الفلسطينية في مراحلها الأخيرة بعد الاجتياح الإسرائيلي للبنان، ولكن الحمد لله في هذه اللحظة التي أرادوا أن يختموا فيها الملف، انطلق المارد المؤمن المتدين الذي يرتبط بربه ويريد التحرير والكرامة باسم الله وفي سبيل الله، فقاتلنا إسرائيل وانتصرنا وهزمناها وأخرجناها وعطلنا مشروعها من البوابة اللبنانية، وعليه المقاومة غيرت المعادلة، فحررت ووحدت من خلال ثلاثي الجيش والشعب والمقاومة وردعت إسرائيل وانتصرت، ولولا نصر تموز لما كان النصر على التكفيريين”.
أضاف: “إذا صممنا على حكومة متوازنة على قاعدة النسبية، سنتمكن من أن نيئس القوى الأجنبية والعربية التي تتدخل في لبنان، فلا تخشوا منهم، هم يضغطون حتى تكون الحكومة على شاكلة يستثمرونها، ولكن إذا وقفنا وصممنا وأنجزنا حكومة تحاكي تطلعات الشعب، سيقبلون في نهاية المطاف، وها هي المقاومة بدأت من غير أن يقبلونها، وفي النهاية قبلوا المقاومة، وهذا ليس أنهم سلموا بها، ولكن ماذا يمكنهم أن يفعلوا ولا سيما أن المقاومة مشت وكبرت وصار لها كيان وتأثير، وبالتالي باتوا مضطرين ليتحدثوا بأمور أخرى خفيفة”.
وختم قاسم: “اليوم نحن نستطيع أن نشكل حكومة من دون هذه الضغوط الخارجية، وخصوصا أن الانتخابات النيابية أعطت نتيجة نسبية مهمة، فلنطبق هذه النسبية في الحكومة ونصل إلى نتيجة، وستدرك بعض القوى ألا تستند إلى الخارج، بل إن لبننة التشكيل يتطلب الإقدام على قاعدة النسبية في الحكومة كما هي النسبية في الانتخابات النيابية، وعندئذ ننجز الحكومة”.
المصدر: الوكالة الوطنية للإعلام