أثار وزير التعليم الفرنسي جدلا في الأوساط الفرنسية بعد أن دعا إلى إعطاء اللغة العربية “مكانتها اللائقة بها” وتعليمها بدءا من المرحلة الابتدائية.
وكان جان ميشل بلانكي قد أعلن على القناة الفرنسية (بي أف أم) أن “اللغة العربية لغة أدبية عظيمة جدا ويجب تعلمها، ولا ينبغي أن يقتصر ذلك على من هم من أصول مغاربية أو من بلدان ناطقة بالعربية”.
وقد ربطت صحيفة لوباريزيان بين هذا المقترح والتوصيات التي جاءت في تقرير أعده مستشار الرئيس الفرنسي للشؤون الإسلامية حكيم القروي لمعهد مونتين اقترح فيه تعزيز تعليم اللغة العربية في المدارس كي لا يبقى ذلك حكرا على المساجد.
والواقع أن عدد الشباب المسلم الذين يتلقون دروس اللغة العربية في المساجد والرابطات الدينية قد ازداد في الفترة الاخيرة.
ويعترض بعض السياسيين الفرنسيين على هذا التوجه، إذ كانت النائبة بالجمعية الوطنية الفرنسية آني جنفار قد عبرت عن اعتراضها على فكرة تعليم اللغة العربية بالمدارس حين قالت يوم 24 مايو/أيار 2016 ردا على تفهم لهذا الأمر صدر عن وزيرة التعليم آنذاك نجاة فالو بلقاسم “إن ما يقتضيه الحال بشكل عاجل، كي تنتشر ثقافتنا بشكل أفضل، هو أن نعزز أسلوب حياتنا وتاريخنا ولغتنا”.
وكان المندوب العام للمجلس الفرنسي للإسلام (CFCM) عبد الله زكري قد دعا إلى “بذل جهد لتخصيص المزيد من الأموال لتمكين المدارس من تعليم هذه اللغة لمن يرغبون في ذلك، إذ إن العائلات تتجه بشكل طبيعي إلى المساجد”.
ووفقا لبلانكي ينبغي إعطاء العربية “مكانتها” التي تليق بها، وهو ما يعد موافقة ضمنية على التشخيص الذي يرى أن استبعاد اللغة العربية من التعليم الوطني يعطي الفرصة للإسلاميين لجذب الشباب المتلهف للتعلم إلى طريقهم الخاص بهم.
وكان تقرير لمعهد مونتين بعنوان “إسلام فرنسي ممكن” قد قدر في عام 2016 عدد من يدرسون العربية في المساجد بفرنسا بأكثر من 80 ألفا.
يشار إلى أن اللغة العربية اعتمدت في فرنسا في عام 1907؛ أي بعد الألمانية 1849، والإسبانية والإيطالية 1900، وقبل الروسية 1947، والبرتغالية 1973، والعبرية الحديثة 1977، واليابانية 1984، فضلا عن الصينية التي اعتمدت قبل فترة قليلة.
المصدر: وكالة الصحافة الفرنسية