تصدّر تلاميذ سنغافورة دول العالم في مجال الرياضيات، ووراء هذا النجاح طريقة تم تطويرها عام 1982 من قبل وزارة التربية والتعليم في هذا البلد، مكنت تلاميذه منذ ذلك الحين من رفع مستواهم في الرياضيات بشكل مطرد.
فالكثير من التلاميذ حول العالم ينظرون إلى الرياضيات بوصفها مصدر رعب، وهو ما جعل دولة مثل فرنسا تقبع في آخر قائمة الدول الأوروبية في مجال تعليم الرياضيات بالمدارس، بحسب بعض الدراسات المتخصصة في هذا المجال.
وفي هذا الإطار، أعدت صحيفة لوموند الفرنسية مقطع فيديو شرحت فيه أستاذة الرياضيات مونيكا نيغوي أساسيات هذه الطريقة التي اشتهرت بــ”طريقة سنغافورة”، وجعلت هذا البلد يتربع -بحسب دراسة “بيسا” لعام 2015- على صدارة دول العالم في الرياضيات.
وتحوّل هذه الطريقة -بحسب الصحيفة- التلميذ إلى “مستكشف”، وتعتمد على أمثلة حية من أشياء يستخدمها الطالب في حياته اليومية كالأجسام والمكعبات، مما يساعده في بناء فكره الرياضي الخاص به، مع الحرص على عدم تعنيفه إن أخطأ، بل -على العكس من ذلك- الاستفادة من خطئه.
وفيما يلي الأسس الثلاثة التي تقوم عليها هذه الطريقة:
1- الانطلاق من الأشياء الملموسة لتنمية تفكير مجرد: هنا تستخدم أشياء مادية كحافلة بطابقين أو شاحنة.. إلخ، وخلال تعامل التلميذ معها وإعادة تشكيلها بطرق مختلفة يبني فكرا رياضيا، تساعده في ذلك مرونة المدرس وعدم انزعاجه من الأخطاء.
2- إفساح المجال أمام الطالب لاستكشاف الأشياء بنفسه: هنا يقوم الطلاب باستكشاف علاقات الأشياء فيما بينها، فمثلا قد يلاحظ الطلاب من خلال الأشياء الموجودة لديهم أن عددا فرديا مختلفا عن عدد زوجي لأن لديه عنصرا زائدا أو عنصرا ناقصا.
وأهم شيء هنا هو أن يتعلم المدرس كيف ينصت إلى التلاميذ بشكل جيد، وينبغي له أن يطرح عليهم أسئلة ويثمّن عاليا ما يعبرون عنه من أفكار ويبني على ما يقولون.
3- استغلال الخطأ بشكل مفيد: هنا ينبغي أن لا ينزعج المدرس من أخطاء التلاميذ، بل على العكس من ذلك ينبغي له أن يبحث عن قيمة يمكن أن تستفاد من الخطأ المذكور، فهذا يعطي التلاميذ ثقة أكثر في أنفسهم ويذهب عنهم الخوف، بل يجعلهم يرغبون في الرياضيات فلا أحد منهم يخاف أن يقع في الخطأ ولا أحد منهم يخاف من التعبير عن فكرته، لأن لكل أحد قيمته والجميع يناقشون كما يرتاح المعلمون للأفكار التي تأتي من تلاميذهم عندما يعطونهم فرصة للكلام.
المصدر: لوموند