أفادت السلطات الأفغانية، بان 32 مدنياً لقوا مصرعهم وأصيب 128 آخرين بجروح عندما فجر انتحاري نفسه وسط تجمع احتجاجي في ولاية ننغرهار شرقي البلاد بعد ظهر اليوم الثلاثاء، بالتزامن مع الذكرى 17 لأحداث 11 سبتمبر/ أيلول في الولايات المتحدة الأميركية عام 2001.
وأشار المتحدث باسم حاكم ننغرهار، عطاء الله خوغياني، في بيان إلى أنه “حوالي الساعة الواحدة ظهراً [8:30 بتوقيت غرينتش] فجر مهاجم انتحاري داخل خيمة المحتجين التي نصبت على الطريق السريع بين جلال آباد ومعبر تورخم الحدودي في مديرية مومند دره”. وكان عشرات الأفغان يشاركون في مظاهرة احتجاجاً على تصرفات قائد بالشرطة المحلية [الميليشيات المساندة للحكومة] عندما تعرضوا للهجوم.
وأظهرت مقاطع فيديو وصور بثها نشطاء على مواقع التواصل الاجتماعي رجال مضرجين بالدماء ممدين داخل أروقة احد المراكز الطبية، وفِي مقطع فيديو قصير آخر صور عدد من الجرحى خلف سيارة بيك آب صغيرة تقلهم نحو المشافي وسط المدينة. ولم تعلن أية مجموعة المسؤولية عن الهجوم، فيما نفت حركة طالبان تورطها بالاعتداء حسبما نقلت عنها وكالات أنباء محلية.
وكانت شابة في الـ 14 من العمر لقيت حتفها وأصيب 3 آخرون بجروح في 3 انفجارات بالقرب من عدة مدارس في جلال آباد كبرى مدن ننغرهار صباح اليوم. وندد الرئيس الأفغاني محمد اشرف غني بـ “الاعتداءات الإرهابية” في ننغرهار، واصفاً الحرب المفروضة على بلاده وما يرافقها من استهداف للمنشآت المدنية والمساجد والأبرياء العزل بأنها جريمة ضد الإنسانية. وقال غني في بيان صحفي أن: “أعداء أفغانستان ومن خلال ارتكاب مثل هذه الأعمال الإجرامية لن يستطيعوا إضعاف عزم شعبنا نحو مستقبل ناصع ومستقر”.
وتزامن الهجوم الدامي في ننغرهار بشرق أفغانستان مع حلول الذكرى 17 لأحداث الحادي عشر من سبتمبر/ أيلول اثر الهجوم على برجي مركز التجارة العالمي في الولايات المتحدة والتي على اثرها اجتاحت جحافل الجيوش الغربية أفغانستان والعراق فيما عرف بالحرب على الإرهاب.
لكن رغم التحول الذي شهدته البلاد خلال السنوات الماضية إلا أنه لم ينعم بالاستقرار والأمن الكامل، ومع سحب واشنطن القسم الأكبر من قواتها من أفغانستان – بلغ 150 ألفا في بعض الفترات – أصبحت أفغانستان ترزح تحت وطأة تقدم المجموعات المسلحة المعارضة وأبرزها حركة طالبان التي باتت رقما صعباً في الميدان وتسعى لبسط نفوذها اكثر فاكثر على جغرافيا البلاد.
المصدر: سبوتنيك