جال عضو كتلة الوفاء للمقاومة النائب نواف الموسوي، يرافقه وفد من بلدية صور ضم الدكتور خليل جودي والأستاذ نادر فارس، في مستشفى صور الحكومي، حيث كان في استقبالهم رئيس المستشفى العميد حسن جباعي، وعدد من الأطباء.
واطلع النائب الموسوي على “الإهمال والتقصير اللاحقين بهذا القطاع المهم والحيوي لشريحة كبيرة من الفقراء وذوي الدخل المحدود، والذي يشكل هذا المرفق بالنسبة إليهم أمل حياة”، كما اطلع على “الجهود التي يبذلها رئيسها للحفاظ على استمراريتها وديمومة عملها، بعد الوضع المزري والإهمال اللذين كانا قائمين عند الإدارة السابقة”.
وبعد جولة على أقسام المستشفى، شرح عدد من الاطباء للنائب الموسوي المشاكل التي عانت وتعاني منها المستشفى، فعلى الصعيد الإداري، أكد الأطباء أن “إدارة المستشفى قد استغنت عن خدمات العديد من الموظفين والعاملين والأطباء الوهميين وغير العاملين الذين يشكلون عبئا ماديا ضخما، وتم وضع هيكلية إدارية جديدة من العاملين الفعليين في ملاك المستشفى، وتشديد الرقابة على دوامهم ومهامهم بدقة”.
وأما على الصعيد المالي، فأشار الأطباء إلى أن “موازنة المستشفى الشهرية تبلغ حوالى ال500 مليون ليرة لبنانية، وقد انخفضت للأسف إلى 350 مليون ليرة لبنانية، مطالبين برفعها الى ما كانت عليه سابقا وأكثر. ويتم الآن تفعيل العاملين ذوي الخبرة من طاقم المستشفى لتخفيف الأعباء، كما أن رواتب العاملين قد انخفضت من الـ70 مليون ليرة إلى 48 مليون ليرة بعد الضبط والإجراءات والتحسينات التي قامت بها الإدارة الجديدة برئاسة العميد جباعي”.
وعلى مستوى التجهيزات، رأى الأطباء أن “هناك كارثة حقيقية تكمن في إهمال قاعة كبيرة مخصصة للعناية المركزة مقدمة من مؤسسة الوليد بن طلال، وهي متروكة ومفككة والأدوية ذات الصلة مهملة ومنتهية الصلاحية دون الاستفادة منها، وتبلغ قيمتها عشرات ملايين الليرات، وكذلك الأجهزة المختصة بالرقابة مهملة، ولا تستعمل رغم أنها جديدة، وأما الأسرة الجديدة، فقد تحولت إلى رفوف توضع فوقها كل مخلفات وصناديق وقطع قديمة، رغم أن قيمتها مرتفعة ونوعيتها جيدة، وأما أجهزة غسل الكلى فلا يستفاد منها، وما زالت موضوعة في صناديقها ومرمية في المستودعات، مؤكدين أن الإدارة الجديدة للمستشفى جهزت غرفتين للعمليات الجراحية تستطيع من خلالها إجراء الكثير من العمليات المتنوعة”.
وفي ما يخص قسم الطوارئ، رأى الأطباء أنه “يحتاج إلى الكثير من التجهيزات الطبية والمفروشات، رغم أن الإدارة الجديدة عملت على تقسيم المساحة المخصصة للطوارئ إلى عيادات متنوعة وغرفة استقبال وأخرى طبيب مراقب، وغرفة معالجة الحالات الطارئة”.
وفي ما يتعلق بالنظافة، أكد الأطباء أن “المستشفى بشكل عام نظيف بكل أقسامه، ولو كانت البنية الأساسية من بلاط ودهان وتجهيزات أساسية من نوعية أفضل، لظهرت النظافة بصورة أجمل وأوضح”.
وأكد الأطباء أن “الحديقة الموجودة في المستشفى هي رئتها، ولكنها تحتاج الى يد مزارع ذي خبرة يزينها بالأزهار لتضفي جمالا على المؤسسة، كما تحتاج لمجموعة مقاعد يستريح فيها المرضى، لأنهم يجلسون الآن على حافة الأرصفة”.
وأخيرا، لفت الأطباء إلى أن “بعض سكان المحيط كانوا يسرقون الكهرباء من المستشفى، ومنهم من يوزع منها، كما أنهم كانوا يستعملون مواقف السيارات المخصصة للأطباء والعاملين ويتمنعون عن دفع البدلات الزهيدة للعلاج، ولكن الإدارة الجديدة أصلحت الأمر، ومنعت التعديات، إلا أنهم يحتاجون إلى دعم كبير للحفاظ على هذه المؤسسة وتطويرها”.
الموسوي
وقال النائب الموسوي: “إننا ومن خلال متابعتنا مع الجهات المعنية، استطعنا أن نعيد منذ فترة وجيزة حقوق العاملين في هذه المستشفى، والتي كانت محتجزة عنهم لمدة أشهر.
اليوم نحن أمام واقع تبدل جوهريا، من مستشفى كان تحت إدارة عليها الكثير من علامات الاستفهام والشبهات، إلى إدارة حازمة وأمينة تعمل على تقديم الخدمة للمواطن، ولذلك نستفيد من فرصة وجودنا هنا للتوجه إلى قائد الجيش لشكره على إيفاده للعميد جباعي ليدير هذا المستشفى ويرأسه، فهو نموذج صالح ويحتذى به ونفتخر به لإدارة مؤسسة صحية وفق معايير انضباطية عالية، كما نتوجه إلى معالي وزير الصحة بأن يقدم هذا الدعم المطلوب لهذه المستشفى التي تقدم الخدمة لأهالي صور وأيضا للمخيمات في منطقة صور، ونحن نتحدث عن حوالى 6 مخيمات فلسطينية في الجوار، فضلا عن المخيم الذي يقع فيه هذا المستشفى”.
وتابع: “هي فرصة أيضا للتوجه إلى الجهات الدولية المانحة، فهم يذكرون أننا شددنا دائما على ضرورة الاستشفاء الحكومي، لأن من شأن ذلك أن يخفف كلفة الطبابة والاستشفاء على المواطن اللبناني والسوري النازح والمواطن الفلسطيني اللاجئ، واليوم نحن متفائلون أننا في صدد الاقرار في المجلس النيابي لحوالى 200 مليون دولار قروض ميسرة بفائدة صفر، مخصصة تحديدا لدعم الاستشفاء في القطاع الحكومي منها 120 مليون دولار من البنك الدولي كانت موضوع محادثات بيننا وبين المدير الإقليمي لمجموعة البنك الدولي في الشرق الأوسط، حيث طلب مني أن نستعجل في إقرار هذا القرض، وبالتالي فمن المفترض أن نبته في لجنة الخارجية في وقت قريب، وعندما تعقد الهيئة العامة في وقت قريب إن شاء الله، سنقر هذا القرض، وسيكون عصرا جديدا للمستشفيات الحكومية في لبنان”.
وأردف: “اليوم كما اطلعنا على أقسام المستشفى، فهي واعدة وقادرة على تقديم الخدمة، ونحن نقول بالاستناد إلى الإدارة الحالية، هي إدارة جدية وحازمة وفاعلة وأميnنة، وبالتالي يمكن بالفعل أن تكون على مستوى لائق في تقديم الخدمة الصحية، ومن جهة أخرى، بدأ العمل بإنشاء المستشفى الحكومي في حلته الجديدة، ونحن قد وعدنا الناس بأننا سنعمل على مواكبة إنشاء هذا المستشفى حتى يكون وفق معايير موافقة لدفتر الشروط، بحيث لا يكون التعهد أقل مما يفترض أن يكون به الإنجاز”.
وختم النائب الموسوي: “هي فرصة اليوم لنتوجه إلى العميد جباعي ورفاقه في إدارة المستشفى بالتحية على هذه الإنجازات النوعية التي تمت حتى الآن، وأضع نفسي كنائب في المجلس النيابي، في تصرف هذه المستشفى من أجل أن تتقدم إلى الأمام، بحيث تكون قادرة على أن تقدم العناية للمواطنين جميعا الذين يقيمون في هذه المنطقة”.
المصدر: الوكالة الوطنية