أكد رئيس الحزب السوري القومي الإجتماعي حنا الناشف، خلال لقاء في مركز الحزب مع مجموعة من المغتربين القوميين، “ضرورة تشكيل حكومة وحدة وطنية جامعة قادرة على تحمل مسؤولياتها تجاه الناس ومعالجة الأوضاع كافة، خصوصا وأن لبنان يواجه العديد من الأزمات الاقتصادية والاجتماعية والمعيشية والصحية والبيئية المستفحلة والتي تطال جميع اللبنانيين دون استثناء”.
واعتبر الناشف “أن أي تشكيلة حكومية لا تلحظ تمثيلا للقوى المدنية اللاطائفية، وفي طليعتها الحزب السوري القومي الاجتماعي، تعني الامعان في المحاصصة الطائفية والمذهبية، والمحاصصة هذه هي التي تعمق الأزمات، ولذلك نحن اعلنا موقفنا بكل وضوح، بأن أي حكومة بلا الحزب القومي، هي حكومة محاصصة طائفية ـ مذهبية ولا يعول عليها في التأسيس لدولة المواطنة ومحاربة الفساد وتحقيق الاصلاح”.
وتطرق الناشف الى “المبادرة التي أطلقها الحزب القومي لعودة النازحين السوريين الى بيوتهم وقراهم”، وقال: “شكلنا هيئة مركزية لمتابعة عودة النازحين، وهي تقوم بما عليها، لأننا نرى في عودة النازحين السوريين الى بيوتهم، رفع للمعاناة التي ينوء تحت وطأتها النازحون، وتحصينا لانتصارات الجيش السوري على الارهاب ورعاته، ولذلك نبذل جهودا كبيرة في هذا الخصوص، وندعو إلى التعاطي الانساني مع هذه المسألة، ونطالب الحكومة اللبنانية بالتنسيق مع نظيرتها السورية لتحقيق هذه العودة، لأن هناك مصلحة مشتركة سورية لبنانية، ولبنان هو المستفيد الأول من اعادة تعزيز العلاقات بين البلدين، لأن دمشق هي بوابة لبنان لتصدير الانتاج والصناعة اللبنانية”.
وإذ أكد الناشف على “أهمية دور القوميين في الاغتراب وضرورة تفعيل هذا الدور على المستويات كافة، بما يصب في خانة قضيتنا القومية، فإنه قدم عرضا للأوضاع على الساحة القومية والأخطار التي تواجه أمتنا”، معتبرا أن الخطر الأكبر بتمثل بمخطط تصفية المسألة الفلسطينية، حيث يواصل العدو الصهيوني جرائمه الارهابية ضد أبناء شعبنا، ويزيد من وتيرة أعمال الاستيطان وتهويد الأرض برعاية أميركية مباشرة، وبغطاء من الدول المنخرطة في “صفقة القرن” المشؤومة”.
وقال: “إن نقل الادارة الأميركية السفارة الأميركية الى القدس واعتبارها عاصمة لكيان الاحتلال، ومن ثم ايقاف تمويل منظمة الأونروا، هي خطوات عدائية ضد شعبنا، إذ أنها لا تستهدف شطب حق العودة وحسب، بل تستهدف تصفية المسألة الفلسطينية، ولذلك نحن معنيون بالتصدي لهذه السياسة الأميركية العدوانية، ومن هنا أهمية دورنا في بلاد الاغتراب، وبأن نرفع الصوت عاليا، مؤكدين حقنا في أرضنا وفي مقاومة الاحتلال والعدوان”.
واعتبر الناشف “أن قرار واشنطن بوقف تمويل “الاونروا” يكشف صلف السياسات الأميركية ودعمها المعلن للاحتلال والعدوان والعنصرية والارهاب. وهذه السياسيات المتبعة تشكل تهديدا للأمن والسلم الدوليين”. وشدد على “ضرورة أن تتحمل الأمم المتحدة ودولها مسؤولياتها، تجاه منظمة “الاونروا” وتوفر لها الدعم المالي المطلوب، من أجل القيام بواجباتها تجاه الفلسطينيين الذين اقتلعهم الاحتلال من بيوتهم وأرضهم”، داعيا “القوى الفلسطينية كافة إلى أن تتوحد في مواجهة الاحتلال وأن تتصدى لكل المحاولات التي تستهدف المسألة الفلسطينية”، مؤكدا “مشروعية مقاومة الاحتلال بكل الأشكال وعلى المستويات كافة”.
من جهة ثانية، اعتبر الناشف “أن الحرب الكونية الارهابية التي استهدفت سوريا فشلت في تحقيق أهدافها، وقد سجلت سوريا رئيسا وقيادة وجيشا وشعبا انتصارا مدويا على نحو مئة دولة وعشرات التنظيمات الارهابية المتعددة الجنسيات”. وقال: “إن صمود الشام في مواجهة المؤامرة يعود إلى الارادة السياسية الصلبة التي مثلها الرئيس بشار الأسد والتفاف الشعب حول الرئيس والدولة وبطولات وتضحيات الجيش السوري، ونحن نفخر بتضحيات القوميين ضمن تشكيلات “نسور الزوبعة” بخوض معركة الدفاع عن سوريا جنبا إلى جنب مع الجيش السوري البطل، ونعتز بشهدائنا وشهداء الجيش والقوى الحليفة والرديفة”.
وأكد “أن مسلسل الانجازات والانتصارات الميدانية لن يتوقف حتى القضاء على الارهاب وتحرير كل ذرة تراب من الارض. وبالارادة والتصميم والبطولة لن يبقى هناك أي احتلال على أرضنا، وأن معركة تحرير أدلب ستكون حاسمة على كل المستويات”.
ورأى رئيس الحزب القومي “أننا سنشهد تصعيدا كبيرا من قبل العدو الصهيوني وكل الدول المشاركة في الحرب على سوريا، لكن كل هذا التصعيد والعدوان لن يثني سوريا وحلفاءها عن مواصلة المعركة حتى القضاء على الارهاب”، لافتا الى “أن حضورنا كبير جدا في الشام، ومشاركتنا في القتال إلى جانب الجيش السوري تجسيد لخياراتنا وقناعاتنا الثابتة، في التصدي للإرهاب والاحتلال الأجنبي، وحماية وحدة ارضنا وشعبنا”.
وعن الوضع في العراق، أكد الناشف “أهمية ما تحقق لجهة الحاق الهزيمة بالارهاب”، لافتا إلى “أن العراق لا يزال يواجه تحديات عديدة منها محاولات العزف على وتر الخطاب المذهبي والطائفي، وهذا يؤثر سلبا على المسار السياسي حيث نشهد تجاذبات تؤخر ولادة الحكومة واستقرار المؤسسات”.
ودعا الى “ضرورة أن تتحمل الكتل السياسية العراقية مسؤولياتها، وتعمل على تحصين وحدة العراق بخطاب وطني جامع، لأن وحدة العراق هي مكمن قوته في مواجهة مشاريع التفتيت والتقسيم والانفصال”.
وقد حضر اللقاء عميد المالية إيلي معلوف، وكيل عميد شؤون عبر الحدود محمد فرحات، ناموس العمدة محمد زياد، ناموس المندوبية السياسية في كندا نضال القادري، ناموس المندوبية السياسية في استراليا سايد النكت، أمين عام الجامعة اللبنانية الثقافية في العالم جان عازار، وعدد من المسؤولين والقوميين في عبر الحدود.
المصدر: الوكالة الوطنية للاعلام