يخطط الاحتلال بمشاريعه وأجنداته لتغيير وجه مدينة القدس المحتلة، وفي إطار بناء الوعي ولتسليط الضوء على جزء منسيّ من المشروع التهويدي في المدينة، أصدرت مؤسسة القدس الدولية ورقة معلومات تحت عنوان “مقبرة باب الرحمة في عين التهويد” تناولت فيها خلفيات استهداف الاحتلال للمقبرة وأهدافه.
وقالت الورقة ” يعمل الاحتلال الإسرائيلي على تهويد مدينة القدس المحتلة على مختلف الصعد، ويستثمر مقدّرات ضخمة في سبيل تحقيق خططه التهويديّة، مستخدمًا أدوات ووسائل عديدة، حاشدًا أذرعه التهويديّة ومنظماته في سبيل تحقيق هذا الهدف”.
وأكدت الورقة البحثية أن الاحتلال يعمل على استهداف مقابر القدس عامة والإسلامية منها بشكل خاص، من خلال تجريف القبور والاعتداء الصارخ على حرمة الأموات وأرض الوقف الإسلامية، وزرع قبور يهوديّة وهميّة، ومن ثم وضع اليد والسيطرة على مساحات شاسعة منها لإقامة حدائق توراتيّة، تُحوّل لاحقًا إلى خدمة المشاريع التهويديّة الأخرى، والاستيطانية منها على وجه الخصوص.
وأوضحت الورقة تصاعد استهداف مقابر القدس الإسلامية، حيث شهدت مقبرة باب الرحمة الواقعة قرب أسوار المسجد الأقصى المبارك موجة اعتداءات خطيرة، تصاعدت بشكل كبير خلال الأشهر الأولى من عام 2018، وصلت حدّ وضع الاحتلال يده على جزء كبير من واجهة المقبرة، في سياقٍ استهداف الوجه العربي والإسلامي للمدينة، والمحاولة بتغيير قواعد اللعبة في المسجد الأقصى، نظرًا إلى قرب المنطقة المستهدفة من الأقصى، ومحاولة الاحتلال الاستفادة من موقعها، ليعزز خططه الرامية لتقسيم المسجد الأقىصى.
وقالت المؤسسة في ورقتها البحثية:” لم يكن استهداف مقبرة باب الرحمة حالة مستجدة لدى الاحتلال، أو نتيجة قرار عشوائي، بل هي حلقة في سلسلة متواصلة من التهويد التي تستهدف مختلف مناطق القدس المحتلة ومقدساتها.
وأوضحت الورقة أهداف استهداف مقبرة باب الرحمة من خلال ثلاث سياقات أساسية، السياق الأول: يكمن في السيطرة على هذه المقابر وتحويلها لما يسمى بـ “الحدائق التوراتية”، وهي خطوة ممهدة لإقامة المشاريع الاستيطانية المختلفة. فيما يكمن السياق الثاني بالاستهداف المباشر للمسجد الأقصى، ضمن مخططات الاحتلال للتقسيم المكاني للأقصى، أو عبر القيام بالمزيد من الحفريات أسفل جدار الأقصى الشرقي، وهي حفريات ستكون مدعومة من قبل عددٍ من أذرع الاحتلال.
وهو ما يخلص إلى السياق الثالث الذي يسعى إلى استهداف هوية القدس العربية والإسلامية، عبر إزالة أي معالم تدل على هذه الهوية، التي تشكل المقابر جزءًا مهمًا فيها.
المصدر: مؤسسة القدس الدولية