انتقد وزير الخارجية الألماني، هيكو ماس، اليوم الثلاثاء، سياسة التجارة الخارجية الأميركية، قائلا إن الحرب التجارية بين الصين والولايات المتحدة تهدد ألمانيا، ورغبة الأميركيين في التأثير على سوق الطاقة في الاتحاد الأوروبي من خلال فرض عقوبات على روسيا أمر غير مقبول.
وقال ماس خلال منتدى اقتصادي في برلين: ” الصراع التجاري بين الولايات المتحدة والصين هو أمر لا يقلقنا فحسب، بل يؤثر علينا أيضًا … والمزيد من التصعيد من شأنه حتمًا ان يضر بالاقتصاد الألماني والأوروبي”، مضيفا أن إدخال رسوم جمركية جديدة لا جدوى منه مثل تنازلات الصين أيضا.
كما انتقد وزير الخارجية الألماني، مرة أخرى العقوبات الأميركية ضد إيران وقال إن الأولوية بالنسبة لأوروبا في الوقت الحالي هي إنشاء قنوات دفع مستقلة عن الولايات المتحدة مع إيران، مضيفا “في الوقت نفسه، نعمل على إنشاء قنوات دفع مستقلة عن الولايات المتحدة وإنشاء صندوق النقد الأوروبي، وأنا أعلم أن هذا ليس سهلاً … لكن علينا العمل على ذلك”.
وأشار ماس إلى النتائج السلبية للعقوبات الأميركية ضد روسيا، مضيفا ان “العقوبات الأميركية خارج الحدود الإقليمية، تهدد التجارة مع الاتحاد الأوروبي، وفي النهاية من غير المقبول السعي للتأثير على سياسة الطاقة الأوروبية من خلال العقوبات … ويجب ان تستند قرارات الشراء على السعر وليس بفرض عقوبات”. هذا ودخلت العقوبات الأميركية التي أعلنتها وزارة الخارجية الأميركية، يوم 8 آب/أغسطس، حول استخدام روسيا المزعوم الأسلحة الكيميائية في مدينة سالزبوري البريطانية حيز التنفيذ صباح أمس الاثنين الماضي.
وكانت الولايات المتحدة قد أعلنت مرارا أنها تقف ضد بناء “التيار الشمالي-2”. وسبق للرئيس الأميركي دونالد ترامب أن صرح في وقت سابق بأن ألمانيا تحت سيطرة روسيا بالكامل من خلال إمدادات الغاز، معرباً عن عدم رضاه عن حقيقة أن برلين تنفق المليارات على الغاز الروسي.
ويذكر بأن ترامب صرح في وقت سابق ، بأن تدفق ما أطلق عليه اسم “دولارات خطوط الأنابيب” يعتبر أمراً غير مقبول، وأن الولايات المتحدة الأميركية كثيرًا ما أعلنت بأنها تقف ضد مد خط الأنابيب لنقل الغاز من روسيا إلى أوروبا، أي “التيار الشمالي 2″، وأن الشركات التي تعمل على إنجاز هذا المشروع ومشاريع تصدير الغاز الروسية الأخرى مهددة بفرض العقوبات عليها.
وأعادت الولايات المتحدة، فرض عقوبات واسعة النطاق ضد إيران اعتبارا من يوم 7 آب/أغسطس الجاري، والتي كانت معلقة في السابق نتيجة للتوصل إلى خطة العمل الشاملة المشتركة بشأن البرنامج النووي الإيراني بين إيران والسداسية الدولية [روسيا والولايات المتحدة وبريطانيا والصين وفرنسا وألمانيا] حيث أعلن الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، يوم 8 أيار/مايو الماضي، انسحاب بلاده من الاتفاق واستئناف العمل بكافة العقوبات، التي تم تعليقها نتيجة التوصل إلى هذه الصفقة.
المصدر: سبوتنيك