تقوم عدة فرق من الباحثين بدراسة سموم أنواع الثعابين، كذلك العقارب والعناكب لاكتشاف مسكنات جديدة للآلام وتوسيع نطاق هذا النوع من العلاجات.
فعلى سبيل المثال استطاع العلماء تطوير مسكن قوي للآلام من سم الحلزون المخروطي (conus magus) يمكن إعطاؤه كحقنة للمريض، ويتوقع أن تنضاف لذلك في المستقبل العديد من الجسيمات الأخرى المشتقة من السموم.
وخلال السنوات القليلة الماضية، أولى العلماء الغربيون اهتماما خاصا بهذا الأمر وبالذات معهد الصيدلة الجزيئية والخلوية بصوفيا أنتيبوليس، بالقرب من نيس في فرنسا، إذ اكتشف هناك أريك لنغغليا ومساعدوه عام 2012 -لدى ثعبان المامبا السوداء المعروف كذلك بـ Dendroaspis polylepis- مسكنا واعدا جدا للآلام. فهذا الثعبان الأفريقي مشهور بكونه خطيرا للغاية، إذ يمكن للدغة واحدة منه أن تقتل الشخص في غضون نصف ساعة إذا لم يحصل على الترياق المناسب بالسرعة المطلوبة.
ومن أجل دراسة تأثير هذا السم، قام الباحثون باختباره على المستوى الخلوي، وتمكنوا من تحديد جزيئين أطلق عليهما على الفور “1،2 mambalgines” يعيقان قنوات أيونية خاصة مسؤولة عن الكشف عن إشارات الألم.
لكن لا يوجد من هذه الجزيئات إلا كمية صغيرة في السم، بمستويات أقل من 0.5%، وتظهر الاختبارات المخبرية على الفئران أن تأثير هذه الجزيئات في مواجهة الألم قوي للغاية، يضاهي أحيانا تأثير المورفين، حسب هذا التقرير الذي أوردته صحيفة لوفيغارو الفرنسية.
كما أجرى علماء أستراليون دراسات على سموم أنواع كثيرة من العناكب والعقارب والحيات بحثا عن مسكنات للآلام، والواقع أن أنواع السموم كثيرة للغاية، غير أن ما يبحث عنه العلماء هو التي يثبت أنها آمنة على البشر ويتقبلها الجسم فضلا عن كونها ذات فعالية قوية.
المصدر: لوفيغارو