كلَّ عامٍ وانتم بخير.
يحلُ عيدُ الاضحى هذا العامَ على امةٍ اعتادت تقديمَ التضحياتِ العظيمةِ لتحفظَ وحدتَها وتاريخَها ومستقبلَها .
وكما في كلِّ مناسبةٍ جامعةٍ للمسلمين ، فلسطينُ تؤكدُ انَ القدسَ لن تكونَ ضحيةَ السمسراتِ والصفقات…
قد يتمادى دونالد ترامب في محاولةِ سلخِ هويتِها ومحوريتِها ولكنه لن يضمنَ تطبيقَ صفقةِ القرن ، فيتبعُ اُسلوبَ البيعِ بالمفرق ، ويحاولُ خداعَ ابناءِ القضيةِ عبرَ مطالبتِه تل ابيب بدفعِ اثمانٍ باهظةٍ مقابلَ اخراجِه القدسَ من جدولِ ايِ تسويةٍ مقبلة…
في لبنانَ مواسمُ التضحيةِ حاضرةٌ في عيدَي الانتصارِ والتحريرِ الثاني وما قدمتهُ الثلاثيةُ الماسيةُ من موجباتِ النصرِ على الارهابينِ الصهيوني والتكفيري. اللبنانيون اليومَ يَهنَأُونَ بعطلةِ العيدِ بفضلِ ما سطَّرَه الجيشُ والمقاومةُ فوقَ الجرودِ وفي الداخل ، ولكن يبقى ما يُنغصُ عيدَهم ضيقُ الجيبِ وغيابُ الاستقرارِ السياسي الذي اِن طالَ فانه حمّالُ تداعياتٍ غيرِ مرغوبٍ بها.
قبلَ العيدِ لم يصدر عن الرئيسِ المكلفِ تشكيلَ الحكومةِ ما يشي بانطلاقةٍ سياسيةٍ مرنةٍ في هذا الملفِ بعدَ الاضحى ، ليبقى شهرُ ايلولَ سقفاً وضعَه رئيسُ الجمهوريةِ لاتمامِ التاليفِ في ظلِ ما تلمحُ اليه مصادرُ التيارِ الوطني الحر حولَ خياراتٍ وحلولٍ بديلةٍ دستوريةٍ – سياسيةٍ لإحداثِ خرقٍ في جدارِ الجمودِ الحكومي.
على خطِّ بيروتَ – دمشق حراكٌ لم يُعلَن ولم يُنفَ رسمياً ، اتصالٌ بينَ الرئيسينِ ميشال عون وبشار الاسد وضعتهُ مصادرُ التيار الوطني الحر في دائرةِ الضرورةِ الحالية ، والتواصلِ الطبيعي الذي لم ينقطع في الفترةِ السابقة. اتصالٌ يبنى عليه الكثيرُ خصوصاً في الملفاتِ المشتركة ، ومنها عودةُ اللاجئين والتعاونُ المتبادل . فهل يُخرِجُ هذا الاتصالُ المحرجينَ من عدمِ القدرةِ على الافلاتِ من العلاقةِ مع سوريا ، ويُسرِّعُ تشكيلَ الحكومة؟.
في الميداني السوري ، الحلُّ العسكريُ معَ بقايا الارهاب في ادلب باتَ اتجاهاً بحكمِ المحسوم ، وحينَ يُشهِرُ جون بولتون ذريعةَ الكيمياوي لحمايةِ الارهابيينَ هناك ، فانَ ذلك يعني لدمشقَ ان انهاءَ ملفِ ادلب اصبحَ ضرورياً اكثرَ من ايِ وقتٍ مضى على غرارِ الحسمِ في الغوطةِ الشرقية وغيرِها.
المصدر: قناة المنار