طور فريق دولي من العلماء بمشاركة الجامعة الوطنية للأبحاث التكنولوجية “ميسيس” (موسكو – روسيا) نظاما يسمح برفع مستوى دقة تشخيص الأورام من دون تدخل. يشار إلى أن التصميم الجديد مبني على أساس مركب من بروتين الفيريتين، الذي ينتجه جسم الإنسان مع أكسيد الحديد (أكسيد الحديد الأسود)، ويسمح بإجراء التشخيص والإجراءات العلاجية.
الأطباء، الذين يجرون التشخيص من دون تدخل، غالباً ما يواجهون عامل الدقة غير الكافية (“التباين”) لصورة الورم. لذلك ومن أجل إجراء تصوير بالرنين المغناطيسي يتم استخدام “مواد التباين” — حيث يتم إدخال عناصرها إلى الجسم قبل إجراء الاختبار.
هذه المواد المتباينة تجعل الخلايا المسرطنة أكثر وضوحاً أثناء التصوير المقطعي. ومن بين هذه المواد — جزيئات معدن الغادولينيوم (Gd) وجسيمات الحديد المعدنية، التي تكتسب خصائص مغناطيسية تحت تأثير المجال المغناطيسي الخارجي.
ومع ذلك، حتى وإن كانت الكميات صغيرة، يمكن للأدوية الغريبة بالنسبة لجسم الإنسان، أن تحمل مخاطر محتملة. ويمكن حل هذه المشكلة من خلال نظام الحقن المبني على أساس الفيريتين المغناطيسي، وهو عبارة عن نواة مغناطيسية (جزيئات أكسيد الحديد النانوية) الموجودة داخل غشاء بروتين الفيريتين البشري المسؤول عن أيض الحديد في الجسم. هذا المركب متوافق حيوياً (يتفاعل داخل الجسم دون التسبب في ردود فعل جانبية).
في هذا الإطار يقترح العلماء حقن الفيريتين المغناطيسي في الوريد، بحيث يمكن للخلايا المستهدفة أن تلتقطه، أثناء انتشار الفيريتين في الجسم مع مجرى الدم.
يقول أولف فيدفالد البرفسور المدعو إلى مختبر “المواد النانوية الطبية الحيوية”:
“لقد أظهرت عدة دراسات أن الخلايا السرطانية تلتقط بشكل فعال ترانسفيرين — بروتين، المسؤول عن نقل الحديد في الدم. وهذه المستقبلات نفسها قادرة على التقاط الفيريتين المغناطيسي. ولدى الدخول في الجسيمات الحالة من الخلايا المستهدفة، سوف يزيد الفيريتين المغناطيسي من تضخيم الإشارة”.
تتيح “العلامة المغناطيسية” ليس فقط زيادة مستوى جودة التشخيص البصري والتصوير بالرنين المغناطيسي، ولكن توفر أيضاً إمكانية العلاج. لذلك، عند اكتشاف المرض، يمكن التأثير على بؤرة الخلايا المصابة المتراكمة عبر المجال الكهرومغناطيسي أو الضوء. وهذا بدوره سيؤدي إلى تسخين وموت الخلايا الخبيثة لاحقاً.
يشار إلى أن نتائج عمل الفريق الدولي للباحثين من جامعة “ميسيس” الروسية ومن جامعة دويسبورغ إيسن وجامعة ميونيخ التقنية وجامعة أولدنبورغ الألمانية، تم نشرها في مجلة Advanced Functional Materials.
المصدر: سبوتنيك