على خطى أبي الانبياءِ ابراهيمَ عليهِ السلامُ ، يواصلُ حُجاجُ بيتِ الله الحرامِ أداءَ مناسِكِهم ، يَرمونَ الجمَراتِ مؤكدينَ انحيازَهم التامَّ الى دينِ التوحيد ، وأنَ بضعَ حَصَياتٍ صغيرةٍ يمكنُ أن تَهزِمَ الشرَّ بكلِّ ما يرمزُ اليه اِن توافرت الارادةُ القوية ، وأنَ هذه الامةَ لو أَلقَت حجارتَها بوجهِ اعدائِها لدُفِنُوا وسْطَ الجبال، وأنَ هذهِ الشعوبَ لو رَشَقَت حكامَها الظالمينَ لألقت بهم أسفلَ سافلين، حتى تَستحقَّ قولَ الله عزَّ وجل “كنتُم خيرَ أُمةٍ اُخرجت للناس، تأمرونَ بالمعروفِ وتَنهَوْنَ عن المنكر”.. المنكرُ الذي يُرتكبُ بحقِّ اليمنِ من قبلِ أميركا والغرب وبأيدي جارِ السوء ، المنكرُ الذي يُرتكبُ بحقِّ فلسطينَ المحتلةِ من قبلِ الصهاينةِ وبالتواطؤِ معَ اِخوةِ السوءِ الذين لم يَهُبُّوا لاِطفاءِ نيرانِ الحقدِ الاسرائيليةِ في المسجدِ الاقصى في مثلِ هذا اليومِ عامَ ألفٍ وتسعِمئةٍ وتسعةٍ وستين ، الحريقُ الذي ما زالَ مشتعلاً انتهاكاتٍ وتعدياتٍ وحَفرياتٍ تهددُ اُولى القبلتين..
في لبنانَ، حفرياتٌ سياسيةٌ يُخافُ أن تهزَّ أعمدةَ الاستقرارِ في البلد. أربعةُ شهورٍ تقريباً مرت على تكليفِ الحريري تشكيلَ الحكومة ، ولم توضع حتى الانَ اللبِنةُ الاولى لتأليفِها.
الوضعُ استدعى دقَّ جرسِ الانذارِ من قبلِ رئيسِ الجمهورية، فما بعدَ آبَ كلامٌ آخر، فهل يكونُ طرفُ أيلولَ مُبَلَّلاً بغيثِ الحكومةِ العتيدة ، أم أنها ستكونُ سَنَةَ جَفاف؟ فالكلُّ يعلمُ أنَ البلدَ بحاجةٍ لقطرةٍ من غيمةٍ تَروي بعضاً من ظَمئِه لاستقامة المؤسساتِ ووضعُ الحلولَ لمشاكلِه الاقتصاديةِ والاجتماعية. فهل سنحتاجُ الى صلاةِ استسقاءٍ حكومية ، وندعو حتى تُغيِّمَ في الخليجِ وتُمطِرَ في لبنان.
المصدر: قناة المنار