رعت وزيرة الدولة لشؤون التنمية الادارية في حكومة تصريف الاعمال الدكتورة عناية عزالدين، الاحتفال الذي أقامته حركة “أمل” – شعبة زوطر الشرقية وكشافة الرسالة الاسلامية في البلدة، لتخريج تلامذة البلدة الناجحين والمتفوقين في الامتحانات الرسمية في الشهادات الثانوية والجامعية، بعنوان دفعة “زرعكم أمل”، في مدرسة الشيخ نعيم مهدي الرسمية، في حضور رئيس بلدية زوطر الشرقية وسيم اسماعيل ونائبه شوقي حرب، مدير معهد النبطية الفني محمد شعيتاني، مدير مدرسة زوطر الشرقية محمد شعيتاني ومسؤولين في الحركة، وفد من “حزب الله” وآخر من الحزب الشيوعي ومختاري البلدة وأهالي الطلاب المكرمين وفاعليات.
بعد النشيد الوطني ونشيد الحركة وكلمات للمربي حسان شعيتاني والطالب علي يوسف جحا واسماعيل، ألقت عزالدين كلمة قالت فيها: “هنا على كتف الليطاني وفي ظل شموخ قلعة الشقيف حيث تحتشد معاني الجغرافيا والتاريخ، ما بين جمال وصمود وعطاء وتضحيات، نلتقي، لنخرج طلابا اعزاء يمضون في مسيرة التعليم ويشكلون عنوانا لاستمرار كفاح الجنوبيين جيلا بعد جيل، يأخذون بأسباب النهوض والتقدم والعيش الكريم. مضى أبناء جبل عامل يقهرون حرمان السلطات المتعاقبة ويقاومون مكاره الدهر في الاحتلال والحرمان بلحمهم الحي وجهودهم غير المتناهية، مدركين ان السبيل الوحيد للبقاء أعزاء تحت أشعة الشمس هو الاعتماد على الذات والاتكال على الله. وهكذا كان، فأراد الله ما ارادوا، وحرروا الارض وفتحوا ابواب التنمية والازدهار وحققوا الشراكة الوطنية وكان كل ذلك بالحكمة والمقاومة والوحدة”.
أضافت: “إن رسالة هذا الاحتفال بنجاح تلامذة في مدرسة رسمية هي تأكيد أن الدولة اذا قررت تفعيل مؤسساتها واداراتها فان المواطن يثق بها ويلجأ اليها وتصبح الراعية لشؤونه وشجونه ومطالبه. المدرسة الرسمية ايها السيدات والسادة ضرورة أكثر منها حاجة لانها الخيار المناسب لتمكين أبناء الاسر اللبنانية من التعلم كما ان المدرسة الرسمية هي الرابط بين الناس والدولة في كل قرية ومدينة، والمكان المناسب للتربية الوطنية والمناهج التعليمية الجامعة التي تؤدي دورها في تنشئة الاجيال على مبادىء ومفاهيم وطنية تساهم في تعزيز الوحدة والتعاضد بين اللبنانيين. المدرسة الرسمية لو أحسنت الدولة الاستفادة منها لكانت استثمارا مربحا على صعيد الولاء والانتماء للوطن والارتباط بمؤسسات الدولة الا انه وللاسف سادت في لبنان ولسنوات طويلة مقاربات مناهضة للقطاع العام بكل فروعه ومجالاته، فشهدنا حال إهمال لكل المؤسسات العامة ومنها المدرسة الرسمية دون الالتفات الى الابعاد الوطنية لوجود هذه المؤسسات، فكانت سياسات تخفيض الأعباء المالية عن موازنة الدولة لصالح القطاعات الخاصة، وانعكس كل ذلك على مستوى ثقة الناس بالمؤسسات الرسمية ومن بينها المدرسة الرسمية على رغم احتوائها على أفضل الكوادر التعليمية”.
وتابعت: “أحد أهم أهداف وجودنا نحن في الحياة السياسية الوطنية كان التصدي لهذه العقلية ومنعها من التحكم بسياسة البلاد. لذلك وعن قصد، عمل الرئيس بري وحركة “أمل” على تفعيل مشاريع بناء المدارس الرسمية على مستوى الجنوب وكان الهدف ألا تبقى قرية واحدة في جنوب لبنان دون مدرسة رسمية. والحق يقال، ان وجود هذه المدارس هو استثمار وطني بكل ما للكلمة من معنى، فهي تثبت الناس في أرضهم وتؤمن فرص عمل للاداريين والمعلمين والعاملين، وهي ايضا فرصة تعليم للطلاب من دون عناء الانتقال الى أماكن بعيدة ودون تكلفة الاقساط العالية كما هي رمز لارتباط الناس بالدولة وشعورهم بالولاء والانتماء للوطن. لذلك نحن مصممون على دعم المدرسة الرسمية والحفاظ عليها وتعزيز حضورها وتزويدها بكل التجهيزات المطلوبة لتضاهي في المستوى والامكانات أفضل المدارس الأخرى بل يجب ان تتفوق عليها. لا يفترض ان يكون في لبنان تعليم ابن ست وتعليم ابن جارية. التعليم حق لكل مواطن ومسؤولية الدولة تأمينه بأفضل ما يكون لكل طالب وتلميذ. هكذا تكون الدول القادرة والقوية والراعية لشؤون أبنائها وهكذا نريد ان يكون لبنان”.
في السياسة
وفي الموضوع السياسي، قالت: “هناك من يريد لنا ألا ننجح في إنجاز التحول نحو هذه الدولة، وقد ناضلنا بخط سياسي على أمل رفع معوقات بناء الدولة، وكان شغلنا الشاغل تعديل قانون الانتخاب ليكون أكثر عدالة وتمثيلا ويعبر عن حقيقة المزاج الشعبي، وبفضل جهود الرئيس الاستاذ نبيه بري والاصدقاء والحلفاء، حققنا خطوة متقدمة وان كانت غير مكتملة في هذا المجال عنوانها القانون النسبي للانتخابات، وقال الشعب كلمته على امتداد الوطن وكانت رسالته نريد دولة قوية تخرجنا من الأزمات المختلفة وتأخذ بنا للعيش الكريم، الا ان السياسات الخاطئة والتقديرات الخاطئة عرقلت في ما مضى قيام هذا النوع من الدولة وتؤخر اليوم تشكيل حكومة وطنية جامعة على أساس نتائج الانتخابات النيابية فيما الدولة ومؤسساتها والمواطن وأزماته واحتياجاته في الانتظار”.
أضافت: “يترقب اللبنانيون بحيرة الواقع الذي وصلنا اليه، إذ يطغى هاجس المكاسب على معاناة المواطنين والوطن وحتى يحزم اولئك أمرهم يساورنا الشك الذي يقترب من اليقين بأن وراء الاكمة ما وراءها، واذا كان صبرنا عنوان المرحلة الماضية فان دولة الرئيس الاستاذ نبيه بري أفصح عن بعض الكلام بالامس وهناك الكثير من الكلام الذي يمكن ان يقوله في أوانه بانه لا يمكن ان نبقى في المراوحة هذه الى ما لا نهاية. الأمانة التي حملنا إياها الناس خلال الانتخابات الاخيرة وصوتهم الذي نصغي اليه ووضعهم الذي نشعر به، يحتم علينا التحرك لدفع أولئك لتشكيل حكومة تستطيع معالجة شؤون البلاد، وقرارنا المشترك في الثنائي الوطني حركة “أمل” و”حزب الله” ان نكون يدا واحدة ساعين لتأمين متطلبات الناس ومكافحة الفساد”.