لعلَ المشهدَ الذي تركتهُ شاحنةُ بشامون اليومَ وهي تجتاحُ السياراتِ والبشرَ مخلفةً خراباً وضحايا وخسائرَ ماديةً أبلغُ تعبيرٍ عن حالةِ اللبناني..
فالازماتُ على أصنافِها تجتاحُ المواطنَ لتتركَه مهشمَ المعنوياتِ والقُدُراتِ تحتَ مِحدلةِ الفقرِ والعَوَزِ ومعضلاتِ انقطاعِ الكهرباءِ وتلوثِ المياهِ والهواء، والاخطرُ من ذلكَ تلوثُ وفسادُ بعضِ القيمينَ على رقابِ العباد. وما يزيدُ الطينَ بِلةً أنَّ قطارَ تأليفِ الحكومةِ خرجَ عن سكتِه حاملاً مقطوراتِ الدولةِ الى المجهول . فالبعضُ يستهوي مشيَ السُلَحفاةِ في جهودِ التشكيل، ويُلقي تهمَ التعطيلِ على الاخرين .
رئيسُ مجلسِ النواب نبيه بري جددَ التأكيدَ على ضرورةِ الإسراعِ في تشكيلِ الحكومةِ نظراً الى الوضعِ الإقتصاديِ والمعيشيِ الضاغطِ وموجباتِ إطلاقِ عجلةِ الدولةِ وتفعيلِها، مؤكداً انَ العقدةَ ما زالت هي هي، تتعلقُ بالحصصِ والأحجام.
مصادرُ متابعةٌ تحدثت عن اتصالاتٍ داخليةٍ ببعضِ العواصمِ لاستجرارِ التدخلِ الخارجي لتسهيلِ مهمةِ التشكيل، وهو ما قد يُعقِّدُ العُقَدَ بدلَ حَللتِها تقولُ المصادر، ويربطُ مصيرَ الحكومةِ بأزماتِ المنطقةِ من أصغرِها الى صفقةِ القرن ، ومن يُروِّجُ لها ، الذين ينامونَ على حريرِ ترامب بأنَ ثمةَ تغييراً في المنطقةِ معَ اعادةِ فرضِ العقوباتِ على ايران.
أوساطٌ صهيونيةٌ تحذرُ المفرِطينَ في التفاؤلِ داخلَ الكيان، فلربما يتعظُ مَن في الخارج.
الرئيسُ السابقُ لشعبةِ الاستخباراتِ الصهيونيةِ اعتبرَ أنَّ كلامَ أجهزةِ الاستخباراتِ عن تركيعِ ايرانَ واستعدادِها للتفاوضِ حولَ ملفاتِ الشرقِ الاوسطِ وبرنامجِها الصاروخي كلامٌ يلائمُ فقط وزارةَ الدعايةِ، وليسَ اجهزةَ استخباراتٍ جِدية. فالايرانيون يتمتعونَ بنفَسٍ طويلٍ على المستوى الاقتصادي ، وعلى المستوى العسكري قادرونَ على شلِّ الحركةِ في مضيقَي هرمز وبابِ المندب ، ومهاجمةِ القواتِ الاميركيةِ في المنطقةِ بحسبِ عاموس يادلين، فيما يضيفُ مراقبونَ صهاينة: أنَ الكلامَ عن اسقاطِ النظامِ في ايرانَ بدأَ منذُ انتصارِ الثورةِ الاسلامية ، ولا يزالُ النظامُ قوياً جدا .
المصدر: قناة المنار