أكد وزير الخارجية الايراني محمد جواد ظريف الأربعاء أنه لا جدوى من الحوار بين طهران وواشنطن. وبشأن اقتراح بعض المسؤولين في الولايات المتحدة الأميركية، بمن فيهم الرئيس دونالد ترامب التفاوض مع ايران دون قيد او شرط، بيّن ظريف ان “المشكلة ليست في التفاوض، فلقد اجرينا حتى الآن الكثير من المحادثات والتفاوض مع اميركا بشكل غير مسبوق، وطبعا بإذن من كبار المسؤولين في البلاد، وانما المشكلة في نتيجة التفاوض مع اميركا، ومدى الثقة الموجودة؟ وعلى اي حال لا يوجد اي طرف يرغب بالدخول في عملية مثيرة للتوتر وعديمة الجدوى”.
وفي مقابلة مع صحيفة “ايران ديلي”، ورداً على سؤال حول ما وصلت اليه المفاوضات بين ايران ومجموعة 4+1، قال ظريف إن “حزمة المقترحات الأوروبية لها خطوط عامة محددة، وقد تم الاعلان عن بعضها بما فيها أن يكون هنالك مسار بنكي لتبادل ايران المالي وان تستمر الصادرات النفطية الايرانية، ان الحظر المرتبط بهذه المواضيع سيدخل حيز التنفيذ في شهر تشرين الثاني/نوفمبر”.
وأضاف ظريف “اتخذت اجراءات اخرى في إطار الحفاظ على الاتفاق النووي وتشمل تفعيل الشركات الصغيرة والمتوسطة والمشاورات لاحياء قانون منع تنفيذ الحظر (قانون سد الحظر) وإصدار الترخيص لبنك الاستثمار الاوروبي.. وخلال زيارتي الى سنغافورة للتوقيع على معاهدة الصداقة مع “آسيان” توصلت الى نتيجة بأن الاوروبيين لا يكتفون بجهودهم داخل الاتحاد الاوروبي، بل انهم يقومون بجهود واسعة خارج الاتحاد للحفاظ على الاتفاق النووي”.
الاوروبيون تحدثوا مع عدد من الدول لزيادة شراءها للنفط الايراني
وتابع وزير الخارجية الايراني “على سبيل المثال فإن الاوروبيين أجروا محادثات منفصلة مع عدد من الدول لتزيد شراءها من النفط الايراني، أو انهم دعوا بعض الدول التي ليست زبائن للنفط الايراني، لتستورد النفط من ايران، وكذلك دعوا الدول للاستفادة من نموذج مشابه لتفعيل حسابات البنك المركزي الايراني في البنوك المركزية الاعضاء بالاتحاد الاوروبي والذي يعمل عليه الاتحاد حاليا”.
وأوضح أنه “رغم ان اجراءات الاوروبيين لم تكن على قدر توقعاتنا، الا انها تسير في الاتجاه الصحيح، وللإنصاف فإنهم كانوا ملتزمين بإطار الاتفاق النووي، وأعلنوا تعهداتهم السياسية، ويتابعونها في الوقت الحاضر، الا ان لدينا توقعات اكثر من اجل تطبيق وتفعيل هذه الالتزامات”.
نحن بصدد ترميم العلاقات مع السعودية والامارات والبحرين
وأكد وزير الخارجية الايراني، أن طهران ترغب أن يسود الأمن والاستقرار في المنطقة، “ويأتي قبولها للقرار 598 ومواجهتها لداعش وللتطرف في المنطقة، ومبادرة تشكيل مجمع للحوار الاقليمي في هذا الاطار”. وأضاف “مثلما قال رئيس الجمهورية، فإننا بصدد ترميم العلاقات الايرانية مع السعودية والامارات والبحرين. وقد رحبنا دوما بالحوار، الا ان الاميركان طرحوا مزاعم لا اساس لها، وادعوا انهم يريدون ايصال الصادرات النفطية الايرانية الى الصفر، وهو زعم لا يمكن تنفيذه، فالدول التي تتفاوض أميركا معها حاليا، أعلنت انها ستواصل شراء النفط من ايران”.
وتابع “اذا اراد الاميركان ان ينفذوا هذا الامر، فعليهم ان يعلموا تبعاته وعواقبه، لأنهم لا يمكنهم ان يتصورا ان لا تصدر ايران نفطها، ويتمكن الاخرون من ذلك. وبالطبع فإن وقوع هذا الامر مستبعد للغاية وتقريبا غير ممكن، ونحن متيقنون ان الجيران وايضا منتجي النفط وأيضا الدول التي يرتبط امنها الاقتصادي بأمن النفط، ستمنع من وقوع هذه الظروف الحادة.”
هذا ولفت وزير الخارجية الايراني الى أننا “نواجه الحرب النفسية الاميركية بحرب نفسية، أي ان على الاميركان ان يدركوا ان أيديهم ليست مطلقة الى هذا الحد ليتفوهوا بما شاؤوا.. فمن المؤكد ان ذلك لن يحدث وقد أكد الرئيس هذا الأمر”.
المصدر: وكالة أنباء فارس