انها العَتَمَةُ المركبةُ التي تسيطرُ على لبنان، من السياسةِ وزواريبِها المعطِلةِ للحكومة، الى الحكوماتِ المتعاقبةِ العاجزةِ او الحاجبةِ لنورِ الكهرباء..
في تموزَ يتقلبُ اللبنانيُ بين ملفٍ عالق وآخرَ مُعَلَّق، من الكهرباءِ والمياهِ الى النُفاياتِ المفروزةِ حيناً والمركبةِ في كثيرٍ من الاحيان..
والى حينِ يُبصِرُ اللبنانيُ نورا في آخِرِ العَتَمَة، فاِنَ المتراكِمَ اليومَ باتَ يلامسُ حدَ الانذارِ الاخيرِ للسياسيينَ العالقينَ من دونِ حكومةٍ الى الآن، عندَ اطرافِ الحقائبِ وتوزُعِها ، لانتفاخِ المطالبِ والاحجام ..
عَتَمَةٌ مضنيةٌ يقاسيها اللبناني في بلدٍ كَلفَهُ القِطاعُ المثقوبُ عشراتِ ملياراتِ الدولارات، ولم تَرسُ سفُنُهُ على برِ امانٍ يؤمِنُ ابسطَ حقوقِ المواطنِ المحاصَرِ بالمشكلاتِ الى حدِ الاختناق ..
فمتى تتحملُ الحكومةُ مسؤولياتِها لاعطاءِ المواطنِ الفَ باءِ الحياة ؟ ومتى تكونُ وَقفةٌ حقيقيةٌ مسؤولةٌ لانقاذِ القطاعاتِ الحيويةِ من زواريبِ الضياعِ وتقاذفِ المسؤوليات؟ ومتى تحكُمُ عدالةُ التوازنِ بينَ مختلِفِ المناطقِ اللبنانية ولو على قاعدة: الظلمُ في السويةِ عدلٌ بالرعية؟ بل متى تزالُ العَتَمَةُ من العقولِ والقلوبِ لكي تضاءَ الدروب؟
وَوَسَطَ هذهِ العَتَمَةِ، انوارٌ تموزيةٌ من ذاكَ الزمنِ الجميل، لا زالت تؤرقُ العدوَ، وتحركُ رُعبَهُ المسكونَ بينَ جبهاتِ الشَمالِ والجَنوب.. طائراتٌ مسيرةٌ من انتاجِ المقاومةِ أدت قِسطَها للعلا، حطت على مدارجِ معلمِ مليتا السياحي، تاركةً علامةً قويةً على صفحاتِ المحللينَ الصهاينةِ الذين قرأوا من رسائِلِها عناوينَ جديدةً للهاجسِ الساكنِ كلَ خِياراتهم..
في اليمن خِيارُ اهلِ العدوانِ الامعانُ بالقتلِ وارتكابِ جرائمِ الحربِ التي طالت مستشفياتِ الحديدة موقعةً العشراتِ من الشهداء، فيما رفعتِ الاممُ المتحدةُ الصوتَ عالياً محذرةً من تدحرجِ الامورِ الانسانيةِ نحوَ اسوأِ كارثةٍ انسانية ، مع استهدافِ السعوديةِ والاماراتِ للمستشفياتِ اليمنية..
المصدر: قناة المنار