يعتقد كثير من المشاهير وبعض العاملين والخبراء في التغذية والصحة أن عسل مانوكا، الذي يصفه البعض بـ”الذهب السائل” وفي أحيان أخرى بـ”الغذاء الخارق”، يتمتع بمزايا وفوائد صحية فريدة.
ونظرا للفوائد الصحية والخصائص، التي ينفرد بها هذا العسل، الذي لا ينتج في أي بلد سوى نيوزيلندا، فإن سعر المرطبان الواحد منه يصل إلى 100 جنيه إسترليني، أي نحو ضعف سعر برميل النفط أو الذهب الأسود.
الغريب في الأمر أن نيوزيلندا تنتج منه سنويا حوالي 1700 طن، غير أن الكميات المباعة من “عسل مانوكا” تتجاوز 10 آلاف طن، وتوضح هذه الأرقام أن الكمية غير المنتجة في نيوزيلندا عبارة عن تقليد أو تزييف في نوع العسل، ولذلك لجأت الشركة المسؤولة عن توزيع هذا المنتج (هولاند أند ياريت) إلى إجراء اختبارات للتأكد من منتجها والتوعية بالأنواع المزيفة والمقلدة.
وكشفت بحوث أجرتها جامعة أونتاغو النيوزيلندية، على سبيل المثال، أن عسل مانوكا يساعد في تقليل مادة اللويحة السنية (البليك على الأسنان) وأمراض اللثة، بالطبع من بين فوائد أخرى.
وجاء في خلاصة البحث أن مضغ قطعة “جلد العسل”، وهي مادة تم تصنيعها من العسل نفسه وتجربتها على متطوعين قاموا بمضغها بعد الأكل، عملت على تقليل مستويات اللويحة السنية ونزف اللثة. غير أن العديد من المختصين والخبراء، تساءلوا عن مدى فوائده وما إذا كان يستحق هذا السعر.
ووفقا للخبير في التغذية إيان ماربر، فإنه بصرف النظر عن هذه الفوائد فإن السؤال الذي يطرح نفسه “هل نحتاج إلى كل هذه الكمية للحصول على هذه الفوائد؟، وأشار إلى أن هذه الفوائد يمكن الحصول عليها من مواد غذائية أخرى غير عسل مانوكا، موضحا أن المساعدات المقاومة للبكتيريا يمكن الحصول عليها مخلل الملفوف، ويمكن الحصول على الزنك من الدجاج، ومن الثوم يمكن الحصول على مضادات بكتيرية، وهي كلها أرخص من عسل مانوكا.
ويعتقد بعض خبراء التغذية والصحة أن عسل مانوكا أصبح “موضة أكثر منه قيمة غذائية”.
وأشاروا إلى أن الناس تميل إلى “صنع الأبطال” وهو هنا عسل مانوكا، وهو غير متاح لا مجانا ولا بحرية، كما أن المشاهير يستخدمونه ناهيك أنه يحتوي على السكر، ولذلك فالناس يحبونه أكثر من المصادر الأخرى.
الأغذية المزيفة
إضافة إلى عسل مانوكا، هناك الكثير من الأغذية المقلدة والمزيفة في الأسواق، ومن بينها على سبيل المثال، شراب القيقب، الذي يتم تقليده باستخدام مواد غذائية رخيصة مثل الذرة، والزعفران أيضا، يتم تقليده نظرا لسعره الباهظ، إذ بدلا من استخدام بتلات زهرة الزعفران، يتم تقليده بواسطة قشور الذرة الصفراء المصبوغة.
ومن بين أكثر المنتجات الغذائية المقلدة أيضا، الكافيار، إذ كشفت دراسة ألمانية عام 2015 أن من بين 27 عينة للكافيار المنتج في رومانيا وبلغاريا، تبين أن 3 أنواع منها لا تحتوي على الحمض النووي للسمك المنتج له.
المصدر: سكاي نيوز