يستقبل دونالد ترامب الاثنين في البيت الأبيض رئيس الوزراء الإيطالي جوزيبي كونتي، الزعيم الأوروبي الشعبوي الذي تجمعه قواسم مشتركة بالرئيس الأمريكي وخصوصا في ملفي الهجرة والتجارة. ويعقد الرجلان أولا لقاء ثنائيا تعقبه محادثات موسعة، وفق البيت الأبيض.
وقالت الرئاسة الأمريكية حين أعلنت عن الزيارة نهاية يونيو أن إيطاليا حليف مهم في حلف شمال الأطلسي وشريك بارز في أفغانستان والعراق وتضطلع بدور رئيسي لإرساء الاستقرار في منطقة البحر الأبيض المتوسط.
والزيارة هي الأولى لرئيس الوزراء الإيطالي الذي أشاد به ترامب خلال القمة الأخيرة لمجموعة السبع في كندا، وقال ترامب يومها “إنه حازم جدا بالنسبة إلى الهجرة.. مثلي أنا”.
ويسعى الرئيس الأمريكي إلى تشييد جدار على طول الحدود مع المكسيك لاحتواء الهجرة ولم يتردد في فصل أطفال عن ذويهم إثر توقيفهم لعبورهم الحدود بشكل غير قانوني.
واختير كونتي لترؤس الحكومة الإيطالية من جانب مسؤولي حزبي حركة خمس نجوم والرابطة (يمين متطرف) لفوزهما في الانتخابات التشريعية في مارس، ويريد إصلاح تسوية دبلن التي تعهد بمسؤولية النظر في طلبات اللجوء في الاتحاد الأوروبي إلى البلد الأول الذي يسجل فيه اللاجئون .
ثمة قاسم مشترك آخر بين ترامب وكونتي، فالرجلان يؤيدان بناء علاقات أفضل مع روسيا، حيث دعا ترامب قادة مجموعة السبع في كندا إلى ضم روسيا مجددا بعد استبعادها من المجموعة في 2014، وصرح يومها: “ينبغي أن يعيدوا روسيا.. لأن روسيا يجب أن تكون على طاولة المفاوضات”.
وأعلن كونتي الذي كان يشارك في أول اجتماع دولي بعد تعيينه، تأييده لموقف الرئيس الأمريكي نائيا بنفسه عن زملائه الأوروبيين.
وفي ملف التجارة، يتقاسم الرجلان الموقف المشكك ذاته حيال التبادل الحر، إذ ندد ترامب مرارا باتفاقات دولية عدة مثل نافتا (مع كندا والمكسيك) أو اتفاق التبادل الحر عبر الأطلسي، في وقت ترفض حكومة كونتي المصادقة على اتفاق التبادل بين الاتحاد الأوروبي وكندا.
كما سيبحث ترامب وكونتي أيضا عمليات الحلف الأطلسي في أفغانستان والعراق وسوريا، إضافة إلى الجهود الدبلوماسية الإيطالية دعما للمصالحة في ليبيا.
وأوردت الصحافة الإيطالية أن كونتي يأمل خصوصا بحماية قطاع السيارات الإيطالي المهدد برسوم أمريكية على الواردات، ويريد الدفاع عن أنشطة الشركات الإيطالية في إيران التي يسعى ترامب إلى وقفها عبر فرض عقوبات جديدة على طهران.
وعلى صعيد الدفاع، أعلنت روما أنه من غير الوارد بالنسبة إليها أن تساهم في النفقات الدفاعية للحلف الأطلسي بواقع 2 بالمئة من إجمالي ناتجها المحلي، وهي ترفض اقتراح ترامب على حلفائه في القمة الأخيرة للحلف أن ترفع هذه النسبة إلى 4 في المئة.
المصدر: وكالة الصحافة الفرنسية