ونشرت صحيفة “الأوبزيرفر” البريطانية، الأسبوع الماضي، مقالا نقلا عن دراسة علمية، أشارت فيه إلى وجود روابط بين استخدام الهواتف المحمولة والإصابة بالسرطان.
إلا أن خبراء فيزيائيين وأطباء في مجال السرطان سرعان ما أكدوا أن الصحيفة قد أساءت فهم الدراسة، في ظل عدم وجود أدلة حتى الآن تشير إلى وجود رابط مباشر بين أشعة الراديو، التي تصدرها الهواتف والإصابة بالسرطان، وفق ما ذكرت صحيفة “الغارديان” البريطانية.
وأظهرت نتائج دراسة سابقة أجريت على الفئران، أن ترددات الراديو المكثفة، التي تعرضت لها رفعت لديها معدلات الإصابة بسرطان المخ أعلى قليلا لدى مجموعة أخرى لم تتعرض لأي إشعاعات.
لكن الغريب أن الفئران، التي تعرضت لترددات راديو مكثفة عاشت فترة أطول من تلك التي كانت في المجموعة الثانية. ومن هنا يأتي تأكيد الأطباء دائما على ضرورة أخذ كل حالة على حدة وعدم التعميم.
ويحذر الخبراء من خطورة الوقوع في الاستدلالات المريبة لبعض الدراسات، وتضخيم نتائج دراسات أخرى، الأمر الذي قد يسهم في التحذير من استخدام التكنولوجيا بطريقة غير سليمة. ولم تتمكن أي دراسة حتى الآن من الإجابة على السؤال التالي: هل تصيب ترددات الهواتف الدماغ بالسرطان؟
إن مجمل الدراسات التي أجريت في هذا الصدد لم تتمكن من الوصول إلى مرحلة الإجماع، الذي يشكل رأيا ثابتا بشأن هذه المسألة.
وتقول منظمة الصحة العالمية، إنه “تم إجراء عدد كبير من الدراسات على مدى العقدين الماضيين لتقييم ما إذا كانت الهواتف المحمولة تشكل مخاطر صحية محتملة. حتى الآن، لم يتم تحديد أي آثار صحية ضارة بسبب استخدام الهاتف المحمول”.
ومنذ أوائل التسعينات، نما استخدام الهواتف المحمولة في جميع أنحاء العالم بمعدل كبير، كما أن عدد مرضى السرطان ارتفع خلال الفترة ذاتها، ومن هنا يأتي ربط الكثيرين بين الهواتف والمرض، لكن بدون تقديم أدلة علمية.
لكن في المقابل، فإن بعض العلماء يؤكدون على خطورة الأشعة المنبعثة من إضاءة الهواتف، لا سيما غير المرئية منها، إذ تملك هذه الأضواء ترددا ذو طاقة كافية لتفكيك الروابط الكيميائية، مما يتسبب في تلف الحمض النووي.
ويطلق العلماء على هذا النوع من الإضاءة “الإشعاع المؤين” الذي يمكن أن يؤدي إلى الإصابة بالسرطان، إذ إن الإشعاع فوق البنفسجي العالي الطاقة يحفز سرطان الجلد من خلال التلف الدائم الذي يحدثه في الحمض النووي.
المصدر: سكاي نيوز