على طريقِ الصبرِ الطويلِ يسيرُ اهالي بلدتي كفريا والفوعة الخارجينَ من جورِ الحصارِ الى رحابةِ الدولةِ السورية.. وعلى عادتهم يقفُ المسلحون عندَ سياسةِ نقضِ العهود، معرقلينَ الى الآنَ المرحلةَ الاخيرةَ من العمليةِ المعروفةِ باسم “كفريا والفوعة”..
أتمت الدولةُ السوريةُ ما طُلب منها، فزادت مطالبُ المسلحينَ المتخبطين فيما بينَهم، على املِ ان تتضحَ الصورةُ وتتمَ العمليةُ حتى آخرِ بنودِها..
وفي متونِ اهالي البلدتينِ الادلبيتين، الكثيرُ من سيرِ التغلبِ على الارهابِ والحصارِ الممتدِ لاكثرَ من ثلاثِ سنواتٍ تحتَ اعينِ كلِ المنظماتِ التي تدعي حقوقَ الانسان..
فبقُوا المفلحينَ منذُ اقتاتَ اطفالُهم العشبَ دونَ الاستسلام .. وحينَ شيعَ الاهالي شهداءَهم تحتَ النيران … وحين داوَوا جرحاهم بالصبرِ والدعاءِ لقلةِ الدواء..وحين استأسدَ شِيبُهم وشبابُهم على خطوطِ المواجهة والدفاع..
يُجمَعُ شملُ عائلاتِ كفريا والفوعة داخلَ الوطنِ الرحب، على املِ العودةِ مع الدولةِ الى ديارهم التي لا زالت تحضنُ ذكرياتِهم وارضَهم المجبولةَ بدماءِ شهدائهم.. خُطىً قد لا تطول، بينما تلملمُ سوريا اوصالَها بين منطقةٍ واخرى في مسارٍ يبدو متسارعا.
ففي درعا والقنيطرة خاصرةُ الجولانِ المحتلِ وعتبتُه، توجهٌ الى التحررِ من كاملِ الارهابيين بعدَ الاعلانِ عن التوصل الىِ اتفاقٍ يُخرجُهم الى الشمال السوري، وهناك على خطوطِ الجولان المحتل، العدوُ يفقدُ اوراقَه وعملاءه، ويلومُ قادتَه وفقَ المقروءِ من اِعلامِه، الذي لا تقوى تل ابيب على نكرانِها.
في لبنان، لا خروجَ من عنقِ الزجاجة الى الآن : في السياسة ، لا توليفاتٍ جديدةً على خط التأليف، ولا صيغَ مشتركةً مع بقاءِ البعضِ على عنادِه، دافعاً الى خياراتٍ تجدُها بعبدا دستوريةً كما اعلنَ الرئيسُ ميشال عون قبلَ ايام ، وقد يطلبها المعنيون من جهاتٍ اقتصاديةٍ ومواطنينَ، يستشعرون اخطاراً داهمةً تحتاجُ لدفعها، حكومة ً ومؤسسات ٍعاملة.
المصدر: قناة المنار